مجتمع

الوفي: اعتذار “دوزيم” لا يكفي وعلى سطايل تقديم استقالتها

طالبت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، نزهة الوفي، مديرة الأخبار بالقناة الثانية، سميرة سطايل، بتقديم استقالتها بسبب حلقة لبرنامج “صباحيات دوزيم”، اعتبره متتبعون إهانة للمرأة، معتبرة أن “أقل ما يمكن أن تقدمه السيدة الأولى في القناة وفاءً للحداثة التي تتغنى بها، هو تقديم استقالتها على إثر هذا الخطأ الجسيم الذي ينضاف إلى مجموعة برامج إعلامية ممولة من جيوب المواطنين ولا تعمل إلا على احتقار ذكائهم وتسطيح وعيهم”.

واعتبرت عضو الأمانة العامة للبيجيدي، أن الحلقة كانت بعيدة عن أبجديات القواعد الإعلامية، مشيرة إلى أن اعتذار القناة لا يكفي، متهمة سطايل بأنها “لا يهمها أن تنعم المرأة المغربية في اليوم العالمي لمناهضة العنف، بخدمة إعلامية تقدم نموذجا يرسخ الحس المناهض والرافض لهذه الآفة”.

وأضافت في تدوينة لها على فيسبوك بالقول: “أولوية سيدتنا الأولى في محميتها الإعلامية هو أن تبقي المرأة المغربية جميلة وأن تتعايش مع العنف، وبالتالي وجب أن تهدي لك القناة وللرجل المغربي كيف تخفي أثار العنف بالماكياج”.

وتساءلت الوفي بالقول: “أين الحس الحقوقي لسطايل التي أغضبتها كلمة الثريات التي نطق بها رئيس الحكومة فاستغلتها بشكل مغرض في معارضة بالوكالة، وجاءتنا تستعرض عضلاتها الحقوقية المدافعة عن النساء أمام البرلمان”.

وأشارت في تدوينتها، إلى أن الحلقة بعثت “رسالة إعلامية خطيرة تدعو للتعايش مع العنف وتقول للرجل والشباب المغربي الصاعد، استمر في ممارسة العنف ضد المرأة المغربية، فنحن نتكلف بالمعالجة ونعلم نساء المغرب كيفية الإخفاء بالماكياج، أما الوظيفة التربوية لمناهضة العنف فذلك آخر اهتماماتنا، فأولويتنا هي أن تتعلمي كيف تخفي بشاعة آثار العنف، لأنه يهمنا أن تبقي جميلة، قناتنا ترتكز على محورية المرأة كشيء جميل لجلب المستثمرين في الإشهار”، وفق تعبيرها.

وأثارت حلقة لبرنامج “صباحيات دوزيم”، جدلا واسعا بعد تقديم طريقة لإخفاء أثار الضرب على وجه المرأة بمساحيق التجميل في حالة تعرضها لعنف من طرف زوجها، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، حيث شن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، هجوما لاذعا على القناة الثانية “دوزيم”.

وفيما يلي تدوينة نزهة الوفي:

إلى السيدة سيطايل بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء: لا يكفي الاعتذار

بعيدا عن أبجديات القواعد الاعلامية تهدي السيدة سيطايل للمراة المغربية الصورة الحقيقية للعنف الذي يقصف بيوت المغاربة يوميا.. فحسب خطها التحريري لايهم السيدة سيطايل ان تنعم المرأة المغربية في اليوم العالمي لمناهضة العنف كأخبث ظاهرة عرفتها الانسانية والتي تجاوزت حدود التحكم فبها بالمغرب بخدمة اعلامية ، وان نقدم منتوجا يرسخ الحس المناهض والرافض لهذه الآفة التي لازلنا عاجزين عن تطويقها لكن اولوية سيدتنا الاولى في محميتها الاعلامية ان تبقي المراة المغربية جميلة وان تتعايش مع العنف وبالتالي وجب ان تهدي لك القناة وللرجل المغربي كيف تخفي اثار العنف بالماكياج …

اين الحس الحقوقي لسيدة المحمية الاعلامية الاولى التي اغضببتها كلمة الثريات التي نطق بها السيد رئيس الحكومة فاستغلتها بشكل مغرض في معارضة بالوكالة وجائتنا تستعرض عضلاتها الحقوقية المدافعة عن النساء امام البرلمان ونقلت عنها وسائل الاعلام غيرتها على المرأة المغربية من كلمة في رأيها ستتراجع بها الحقوق المكتسبة للنساء المغربيات وروجت لهذه الكلمة دوليا ضد رجل عجزت ان تهزم قوته التواصلية التي لم تعوزه قناتها ليصل الى المغاربة…ورددت معها حقوقيات الواجهة المصطنعة كل كلمات التنديد .. اينهن ولما تبح حناجرهم عندما تخطئ سيدتهم الاولى ..

اين البلاغات والبيانات من رسالة اعلامية خطيرة تدعو للتعايش مع العنف وتقول الرجل والشباب المغربي الصاعد لا عليك ولا أولوية فاستمر في ممارسة اقبح رذيلة العنف ضد المراة المغربية فنحن نتكلف بالمعالجة ونعلم نساء المغرب كيفية الإخفاء بالماكياج …اما الوظيفة التربوية لمناهظة العنف فذلك اخر اهتماماتنا فاولويتنا هي ان تتعلمي كيف تخفي بشاعة آثار العنف لانه يهمنا ان تبقي جميلة فقناتنا ترتكز على محورية المرأة كشيء جميل لجلب المستثمرين في الاشهار..

اقل ما يمكن تقدمه السيدة لأولى وفاء للحداثة الذي تتغنى به هو تقديم استقالتها على اثر هذا الخطأ الجسيم الذي ينضاف الى مجموعة برامج اعلامية ممولة من جيوب المواطنين ولا تعمل الا على احتقار ذكائهم و تسطيح وعيهم..

عذرا لكم ايتها المغاربيات فديمقراطيتنا الناشئة لازالت لم تستطع أن تحاسب من هم فوق المحاسبة وتحمي سيدة ترفض نقل انشطة رسمية في اعلى مستوى حكومي كالنشاط الذي جمع مؤخرا بين بنكيران وهولند في الكوبب 22 بمراكش فهي في منأى من ان تحاسب ضدا على رئيس جاءت به صناديق الاقتراع..

نعتذر لكل النساء المغربيات بمناسبة هذا اليوم فديمقراطيتنا لا زالت لم تصل لمحاسبة سيدة على رأس قناة عمومية تقدم منتوجا إعلاميا يقتات من الهشاشة الاجتماعية، والجهل، والفقر، والأمية، والإقصاء، وتكريس الصور النمطية المدمرة للتماسك الاجتماعي، وتهمش الكفاءات الاعلامية التي تزخر بها القناة التي تشرف على برامجها، لتنهل من حكايات المسلسلات المدبلجة الغارقة في مواضيع الجنس والطلاق والخيانة والزواج، … كل ذلك تحت مبررات ليس فيها حد أدنى من المسؤولية التربية على القيم الاصالة المغربية فيما يتعلق بدور الاعلام المواطن حقا في المجتمعات، دوره في التزام الحقيقة والديموقراطية في الإخبار والتوعية والتثقيف والترفيه وتربية الحس المتحضر.

اعلمي سيدتي سيطايل ان هذا الخطا الجسيم والذي يوجب الاستقالة في عمقه سوى ترجمة لمجسم هلامي لما يسمى عندنا إعلاما لا يليق برصيد قرون من حضارة وثقافة امازيغية حسانية عربية اسلامية متماسكة للملكة المغربية تكرم المرأة وتدعوها لثتور ضد العنف لا للتعايش معه بالماكياج.

القناة الثانية مسكينتي، الممولة من ضرائب المغاربة، من المفترض ان تقدم خدمة عمومية كما هي في الدول الديموقراطية و التي تعجبك، وتعجبنا ديمقراطيتها التي وجب أن تستوعبيها، إعلام يتعامل بديموقراطية مع التحضر في عمقه لا واجهة تتعرى كما تعرت في حلقة تعلمي كيف تخفي اثار العنف بالماكياج في المجتمع، وليس إعلاما إقصائيا وانتقائيا. لإعلام يعالج التحديات التي يواجهها نساؤنا اليوم من خلال برامج إعلامية تربوية وتثقيفية وترفيهية تكون لهم مناعة وحماية لهن اجتماعيا وثقافيا وسياسيا من العنف .

الخطر الداهم، مسكينتي، هو ان المنتوج الذي تسهر على تقديمه سيدة المحمية الاعلامية بانحياز فج لمشروع لا مستقبل له لدى المغاربة متمحور حول تجارة الجسد من شأنه و على المدى البعيد، تقويض أساس بنية النظام السياسي المغربي في هذا البلد، والمؤسس تاريخيا على المرجعية الدينية الإسلامية وإمارة المؤمنين.

فلتتقدمي سيدتي باستقالة من اجل افساح المجال لكفاءات صاعدة الى حين يكون الطريق نحو اي نموذج ديموقراطي للإعلام العمومي يمر عبر الانتخابات لا عبر التحكم.