واجب حفظ ذاكرة الوطن

تعتبر ثورة الملك والشعب، من أهم الملاحم الوطنية في تاريخ المغرب الحديث، لما تميزت به من تجسيد لرابطة البيعة و التفاف أبناء الشعب المغربي حول السلطان الشرعي للبلاد، المغفور له السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه، في ديناميكية تحررية تاريخية للمطالبة بعودة السلطان من منفاه …
اليوم هو مناسبة لنستحضر الأرواح الطاهرة لكل المقاومين المغاربة، من أصغرهم شأنا إلى أشهر القادة و الزعماء الذين خلدهم التاريخ في سجل المجد والسؤدد، رحمة الله عليهم جميعا …

و هو، أيضا، فرصة للتأكيد على أهمية بذل مجهودات أكبر لحفظ ذاكرة الأمة المغربية، بما يليق بها، و بما يحفظ قدر المقاومين الأشاوس، و يخلد نضالهم و تضحياتهم و مواقفهم البطولية في تاريخ الأمة المغربية بما تستحقه من تقدير و اعتزاز ..

يجب أن نبقي ملحمة ثورة الملك و الشعب، منارة حاضرة في وجدان الأجيال المتعاقبة من أبناء المغرب، تؤرخ لحظة تاريخية حركتها إرادة التحرر من الاستعمار و رفض الظلم، و هيجها حب كبير يجمع بين الشعب و ملك المغرب السلطان المجاهد محمد الخام، طيب الله ثراه….

ثورة الملك و الشعب جسدت التوحد حول أهداف إحقاق العدالة و حفظ كرامة الناس، فتجلت على شكل ثورة مجيدة توجت سنوات طويلة من الملاحم التي صنعها المقاومون والمجاهدون في القرى و المدن، و في الجبال و السهول و في الصحراء المغربية، لمواجهة جحافل المستعمرين الفرنسيين والإسبانيين، والصبر على كل ما اقترفته أيادي جنود الاستعمار الحقير و عملاءه الخونة الذين قتلوا وعذبوا أبناء المغرب …

هذه الذكرى التي تتجدد كل سنة، ستظل فرصة يجب أن نتذكر عبرها أن سر قوة الأمة المغربية يتجلى في نجاح أبنائها في تدبير شؤونهم باستحضار القيم التي تحملها ذكرى 20 غشت، بما فيها من وحدة راسخة حول :

✅ ثوابت الأمة المغربية،
✅ كرامة المواطن المغربي،
✅ العدل كأساس لتحفيز الثقة والمشاركة و التعبئة،
✅ الأولوية الوطنية كسبيل لتحقيق التنمية،
✅ تقوية الدولة وتعزيز قدراتها على الدفاع عن مصالح بلادنا وحماية حوزة ترابه الوطني،
✅ تعزيز مناعة المجتمع ضد كل المخاطر، و حفظ مكتسباته وتطويرها …

و بمناسبة الذكرى المجيدة، أترحم على روح زعيم التحرير الوطني، السلطان محمد الخامس، وعلى روح رفيقه في معركة التحرير جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، و جعلهما في الجنة مع النبيئين و الصديقين و الشهداء … و أترحم على أرواح كل المقاومين والمجاهدين المغاربة، كل باسمه…

حفظ الله جلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، و وفقه لتحقيق التنزيل الذي ينشده لورش التأهيل الشامل الذي يريدها لبلادنا …