مجتمع

عبد الحق الخيام.. عين المخابرات اليقظة التي كانت تقض مضجع الإرهابيين

تاريخ 23 غشت 2022، ليس يوما عاديا في تاريخ المخابرات المغربية، بل سيظل شاهدا على رحيل أحد أبرز رجال مخابرات المملكة في العقود الماضية، إنه والي الأمن عبد الحق الخيام الذي ارتبط اسمه بمكافحات الخلايا الإرهابية التي كانت تضمر الشر للمغرب وأهله، منذ سنة 2003 تاريخ أول عملية إرهابية شهدتها المملكة منذ الهجوم الارهابي الكبير الذي استهدف الولايات المتحدة صيف سنة 2001.

ابن درب “الأساطير”

في درب السلطان أو درب “الأساطير” كما يحلو للبعض تمسيته، رأي عبد الحق الخيام النور ذات يوم من سنة 1958، لتكون المملكة على موعد مع ازياد رجل بصم تاريخها بماء من ذهب، وجنبها انهار من الدماء من خفافيش الظلام التي كانت تتربص بالمغرب شرا، حيث تميز مساره المهني بالصرامة والجدية في أداء واجبه المهني، ناهيك عن حسن تواصلك وفصاحة لسانه امام وسائل الإعلام التي لا يتردد في الاستجابة لطلباتها لإجراء مقابلات صحفية ومنها جريدة “العمق المغربي”.

لم يكن الخيام مجرد مواطن التحق بسلك الجهاز الأمني لأداء واجب خدمة الوطن، بل كانت هذه المهنة تسكنه ويسكنها، مفجراً شلالات دافقة من الحب للمهنة، ما جعله يكسب حب المغاربة، نظير شهامته وشخصية القوية والمجدة والمكافحة، ليكون بذلك “رجل المهام الصعبة” بحق، في مواجهة نوع بشري لايرتاح له بال إلى في سفك الدماء وترويع الآمنين.

قاهر الخلايا الإرهابية

تدرج عبد الحق الخيام، في سلك الجهاز الأمني بعد تخرجه من المعهد الملكي للشرطة، شغل مناصب عديدة ومهمة طيلة مشواره المهني، من خلالها اكتسب الخبرة الكافية للدخول في مجال الأمن، حيث عمل بمصالح الشرطة القضائية في عدة مناطق أمنية بالدار البيضاء، قضى فيها فترة مهمة من حياته المهنية، إلى أن استقر بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية، ليصبح رئيس الفرقة، التي كانت تتكلف بالقضايا المعقدة والحساسة للدولة.

في الفترة الممتدة بين 2015 و2020، تم تعيينه مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب، أو ما أطلق عليه وسائل الإعلام “اف بي آي” المغربي.

وفي سن 57، حمل عبد الحق الخيام، على عاتقه مهمة جديدة على رأس نخبة الشرطة، كما سبق له أن ذكرها في ندواته الصحفية، إذ أشرف على قضايا مرتبطة بمحاربة التنظيمات الإرهابية، التي كانت تهدد أمن وسلامة المملكة، خاصة تنظيم داعش، حيث تم تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية منذ إنشاء البسيج حتى أكتوبر 2020، تشمل إعتقال 1267 إرهابيا، وتفكيك 80 خلية، بما في ذلك 74 مرتبطة بتنظيم داعش، ويضاف إلى هذه الأرقام أيضاً 135 عائداً من صفوف داعش، من بينهم 113 من سوريا والعراق، و14 من ليبيا.

مسار مهني مميز

لم يعرف عبد الحق الخيام بملفات الإرهاب فقط، بل كانت تثيره ملفات أخرى، على رأسها التحقيق في ملفات قضائية أخرى، تخص الفضائح المالية، والرشاوى، وقضايا الإتجار بالمخدرات ذات الإمتدادات الواسعة، ومن بين القضايا التي أشرف عليها الخيام، قضية بارون المخدرات الشريف بن الويدان، إضافة إلى التحقيق حول مقتل أحد الحراس الشخصيين للملك وملفات أخرى.

وعرف الخيام دائما بعتابه للجارة الجزائر، على عدم تعاونها أمنيا، وغياب تبادل المعلومات الإستخبارية، ولم تبقى شهرة “قاهر الخلايا الإرهابية” حبيسة حدود المملكة، بل ذاع صيته في العديد من دول شمال إفريقيا، والدول الأوربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط وإسبانيا بشكل كبير.

“اليقظة، الترقب، والعمل” ثلاثية لطالما دافع عنها عبد الحق الخيام، وشكلت فلسفة عمل بمقتضاها طيلة مشواره المهني، ما جنب المملكة عمليات ارهابية وشيكة، ليعيش المغرب بفضله وفضل زملائه في المهنة في أمن وأمان ضمن محيط إقليمي ملتهب .. فليرحمه الله برحمته الواسعة التي شملت كل شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *