قال الفاعل الحقوقي والناشط الأمازيغي، أحمد عصيد، إن ما أقدم عليه الرئيس التونسي، قيس سعيد، باستقباله زعيم البوليساريو، استقبالا رسميا، يظهر بالملموس انعدام الحكمة والتبصر لدى من كان عليه أن يعمل على إخراج بلاده من عنق الزجاجة عوض الزج به في خلافات غير منتجة، وإشعال مزيد من الحرائق التي لا تجلب إلا المتاعب.
وأضاف عصيد، في تدوينة مطولة نشرها على حسابه الخاص، فيسبوك، أنه عندما توجه الرئيس الجزائري إلى تونس قبل شهور، نشرت صحافة الجيران بأن القصد من الزيارة “ترتيب البيت المغاربي”.
وعلق الناشط على هذه الزيارة، “آنذاك إلى أنّ ترتيب البيت المذكور يبدأ من حل النزاع بين المغرب الجزائر وليس من تونس”.
وزاد المتحدث أن حقيقة هذا التحرك يوضح أن الجزائر شعرت بتغير موقف موريتانيا الذي لم يعد تابعا لها كما في الماضي، كما صُدمت من الموقف الإسباني الذي انحاز للاقتراح المغربي، ولم تجد موطئ قدم في ليبيا التي تنظم اجتماعاتها بالصخيرات بحثا عن الخروج من وضعية اللادولة.
واسترسل قائلا، أنه مع هذه التحولات لم يبق لها (الجزائر)، إلا تونس المتواجدة في وضعية هشة بسبب الاضطرابات الداخلية.
وتابع عصيد، ونظرا لانعدام الخبرة السياسية لدى الرئيس التونسي الذي ما فتئ يخبط خبط عشواء منذ مدة، مما أدى به إلى الباب المسدود، فقد كان أكثر قابلية لارتكاب الخطأ الدبلوماسي الذي لن تستفيد منه تونس شيئا سوى إقحام نفسها في نزاع عبثي يضر ولا ينفع أحدا، بينما تونس بحاجة إلى كل جيرانها المغاربيين.
وختم تدوينته، قائلا: “إن الجزائر تحاول فك طوق العزلة عن نفسها بعد الخسائر المتوالية التي حصدتها في خلافها مع المغرب، لكنها تفعل ذلك عبر صناعة بؤر توتر إضافية، كمن يعالج مرضا بصناعة أمراض أخرى، وهي بذلك لا تفعل سوى تأخير الحلّ المستقبلي الذي لا مناص منه: التخلي عن فكرة تقسيم المغرب والمسّ بوحدته، وبناء علاقة حسن جوار تقوي أواصر التبادل والتضامن الإقليمي بين كل بلدان المغارب”.
اترك تعليقاً