منوعات

خلافا للشائع .. دراسة جديدة تعتبر النساء أكثر عرضة للخيانة الزوجية

الدراسة الجديدة موضوع هذا التقرير من شأنها خلخلة التصورات التي لدينا حول الجنس لدى الرجال والنساء. فالذي شاع بين الناس هو أن الرجال يمارسون الجنس شهوة في حين تمارسه النساء حبا، وشاع بينهم أيضا أن الرجال أكثر ميلا لخيانة الشريك مقارنة مع النساء، وأن هذه الأخيرة إن خانت فلأن ثمة أسباب عاطفية في ذلك.

والدراسة الجديدة راجعت جميع هذه التصورات وكشفت النقاب عن المخفي من الحياة الجنسية للنساء، وأكدت خطأ اعتبار الرجال يميلون إلى الخيانة والتضليل لشريكاتهم أكثر مما تفعل النساء.

فكيف تختلف النساء عن الرجال في موضوع الخيانة؟ وما خلفيات ذلك الاختلاف؟ وعن ماذا كشفت الدراسة الجديدة مما قد يخلخل الكثير من التصورات حول الخيانة الزوجية؟

تعريف الخيانة الزوجية وأسبابها

قبل التطرق إلى نتائج الدراسة الجديدة نتوقف عند تعريف الخيانة الزوجية وأسبابها العامة، بغض النظر عن جنس الخائن.

وحسب “مايوكلينيك” الخيانة ليست موقفًا فرديًّا ذا تعريف واضح، فمفهوم الخيانة يختلف بين الأشخاص سواء كانوا متزوجين أو غير متزوجين. فعلى سبيل المثال، هل الارتباط العاطفي بدون حدوث علاقة حميمية يُعد خيانة؟ ماذا عن العلاقات عبر الإنترنت؟ وحسب نفس المصدر، يحتاج كل شخص وكل زوجين تحديد التصرفات التي تُوصَف بالخيانة في إطار الزواج.

وحسب الموقع الطبي المتخصص يمكن أن تحدث الخيانة الزوجية في العلاقات السعيدة والمضطربة على حدٍ سواء. حيث يمكن أن يسهم العديد من العوامل في حدوث الخيانة الزوجية وتشمل:

  • غياب المودّة
  • فقدان الولع والاهتمام المتبادل
  • عدم التوازن في الأخذ والعطاء في العلاقة
  • انقطاع التواصل بشأن الاحتياجات العاطفية ومتطلبات العلاقة
  • المشكلات الصحية البدنية مثل الألم المزمن أو الإعاقة
  • مشكلات الصحة العقلية مثل الاكتئاب أو القلق أو الاضطراب ثنائي القطب
  • الإدمان، بما في ذلك إدمان الجنس أو الحب أو الرومانسية أو القمار أو المخدرات أو الكحول
  • تجاهل المشكلات الزوجية، مثل الخوف من إقامة علاقة حميمية أو تجنب الخلافات
  • حدوث تغيرات في دورة الحياة، مثل التحول إلى الأبوة أو الأمومة أو الإصابة بمتلازمة العش الخالي بمغادرة الأبناء لمنزل الوالدين
  • المرور بفترات توتر مثلما يحدث عند انفصال الزوجين عن بعضهما البعض لفترة زمنية طويلة

يمكن أن يؤدي عدم الرضا عن الذات وتراجع الثقة بالنفس أيضًا إلى الخيانة الزوجية.

بحث جديد يصحح المفاهيم

حسب موقع (WD) الألماني، قالت عالمة الأنثروبولوجيا ومؤلفة كتاب “غير حقيقي” (Untrue)، وينسداي مارتن، إن أحدث الأبحاث حول الرغبة الجنسية للإناث تشير إلى أنه “على عكس الاعتقاد السائد، فإن الدافع الجنسي للإناث يبقى مشتعلاً لفترة طويلة وبصحة جيدة ويبحث عن المزيد”.

وقالت وفقًا لموقع نيوز كوم الأسترالي “إن البحث الجديد يصحح المفاهيم الخاطئة القائلة بأن النساء لديهن رغبة أقل في الشهوة الجنسية، وأن النساء يتمتعن بزوج أو شريك واحد فقط بشكل طبيعي، وأنه من الأسهل للمرأة أن تعيش شريكًا مدى الحياة لرجل واحد فقط”.

وتضيف مارتن أن “النساء لا تحب الجنس بشكل أقل [من الرجال] – لكنهن يشعرن بالملل من التشابه الجنسي أو ممارسة العلاقة مع شخص واحد”.

وفي كتابها عن خيانة النساء، أجرت مارتن مقابلات مع العشرات من علماء الاجتماع والباحثين في مجال الجنس وعلماء الأنثروبولوجيا للوصول إلى حقيقة الدافع الجنسي لدى الإناث. ووجدت مارتن أن الرجال قد يواجهون مستويات أعلى من الرغبة العفوية ولكن النساء يأخذن زمام المبادرة عندما يتعلق الأمر بالاستجابة لما يسمى “بالرغبة المحفزة”.

وأوضحت مارتن، وفقًا لـموقع Body and Soul: “الرغبة العفوية هي ذلك الأمر عندما يقفز إلى ذهنك فجأة أنه سيكون من الجيد ممارسة الجنس الآن .. هو شعور يأتي فجأة مثل الجوع أو العطش”.

وتضيف أن “الرغبة المستجيبة أو المستحثة تحدث عندما يحفز شيء ما فكرة الجنس لدى الشخص كأن تشاهد أو تقرأ شيئًا ما، أو حينما يتحرك شريكك إلى جانبك”، وتشير إلى أن “لهذا النوع من الرغبة، تكون الرغبة الجنسية لدى النساء قوية تمامًا مثل الرجال”. وأضافت: “لقد استوعبنا فكرة أن الرجال هم أصحاب الشهوة الأكبر وهذا غير صحيح”.

أكثر من الرجال

وتقول مارتن إن الأسطورة القائلة بأن النساء يَخُنِّ الشركاء لأسباب عاطفية بينما يَخون الرجال شريكاتهم لأسباب جنسية قد تم نقضها أيضًا. وتستشهد في ذلك ببحث أجرته جامعة ولاية ميسوري حول مجموعة من النساء اللواتي استخدمن موقع آشلي ماديسون للخيانة الزوجية على وجه التحديد.

ويلقي البحث الضوء على النساء اللائي يستخدمن موقع “آشلي ماديسون” الكندي الشهير للمواعدة السرية للمتزوجين، وقمن من خلاله بخيانة شركائهن بعد العثور على أشخاص من خلال البحث داخل الموقع والتقين بهم لاحقاً.

ويلغي البحث بشكل علمي الفكرة القائلة بأن المرأة لا تغش أو تخون إلا عندما تكون غير سعيدة في علاقاتها وتسعى إلى اتصال عاطفي بدلاً من الإشباع الجنسي.

وقالت مارتن: “ذهبت النساء اللواتي خضعن للدراسة إلى الموقع، وأنشأن ملفًا شخصيًا، وفحصن المرشحين، وقابلوهن شخصيًا بل وأجرين اختبارًا لهم.. كانت هذه عملية مقصودة ومنظمة للغاية .. لقد أردن العثور على شركاء غير أزواجهن لممارسة الجنس”.

وأضافت، وفقًا لـلموقع: “شكت تلك النساء من زواج بلا جنس أو دون شعور بالنشوة وأردن ببساطة الحصول على ما لم يتمكنّ من الحصول عليه في المنزل … كانت هذه الخيانات وسيلة لهن للبقاء في علاقاتهن الأساسية”.

واختتمت مارتن حديثها بالقول: “الآن يمكن للباحثين في مجال الجنس الاطمئنان إلى احتمالية أن النساء ببساطة بحاجة إلى التنوع والتجديد في التجربة الجنسية أكثر من الرجال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *