منوعات

الأطفال ومواجهة المواقف الصعبة.. إليك كيف تعدين ابنك لتجاوزها بنجاح

تمثل المواقف الصعبة بما تفرضه من تحديات وضغوط نفسية صعبة أحد تحديات التربية الأسرية.  وإذا كان الآباء، والكبار عموما، يجدون صعوبة في التعامل معها وتدبير تأثيراتها المختلفة، فكيف بالأطفال؟

ويحار الآباء في كيفية مساعدة أطفالهم لتجاوز المواقف الصعبة بنجاح أو بأقل الأضرار الممكنة. وتشتد حيرتهم حين يتعلق بالأمر بأحداث تتجاوز حدود تحمل الكبار وتفرض على الأطفال تحولات كبيرة في حياتهم ومحيطهم، مثل الانتقال، أو فقد أحد الأبوين، او فقد صديق عزيز، …

وبما أن المواقف الصعبة جزء من الحياة، ولا يمكن العيش دون مواجهتها، فذلك يتطلب إعداد الأطفال بما يجعلهم ينجحون في تجاوزها أو على الأقل جعلهم يجتازون امتحاناتها بأقل قدر من الأضرار.

ويظن كثير من الناس أن إعداد الأطفال لمواجهة المواقف الصعبة يكون بتركهم يعيشون تجربتها، وهذه المقاربة منتشرة في الثقافة الشعبية، حيث تغيب الرؤية التربوية السليمة التي تستحضر تداعيات ما يعيشه الغار على مستقبلهم الصحي والنفسي والاجتماعي. في حين أن اللعب يوفر وسائل كثيرة وأساليب متعددة لذلك الإعداد الذي يتطلب أيضا تمكينهم من الثقة في أنفسهم وتزويدهم ببعض الخبرات.

وحسب الجزيرة نت، فإن تجهيز الصغار مسبقا لصعوبات الحياة حتى قبل أن يتعرضوا لها أمر مهم وقد يكون ذلك من خلال بعض الأمور البسيطة التي يعرضها موقع “أول برو داد”  Allprodad:

  • تجهيزهم بالإمكانيات الصحيحة.
  • منحهم الدافع والثقة بالنفس والمثابرة والإيمان وقوة الشخصية والحكم السليم والخبرة في حل المشكلات الصغيرة.
  • ممارسة ألعاب حل المشكلات كعائلة.

وحسب نفس المصدر، فإن ممارسة بعض الألعاب التي يواجه فيها الطفل تحديات بسيطة مثل لعبة البحث عن أحد الأشخاص المختبئين وألعاب الألغاز، تساعد الأطفال على فهم أن العقبات عنصر مهم في أي تجربة حياتية.

تعليمهم تحمل المسؤولية

الكثير من الآباء والأمهات يجنبون أطفالهم تحمل المسؤولية ويدللونهم ولا يُسمح لهم بالمساهمة في الحياة الأسرية، وهذا النوع من الأطفال يصدمون بشدة حينما يواجهون صعوبات حقيقية في الحياة.

لا تعززي الاستسلام

لا تحلي أبدا مشكلة لطفلك في حال كان يمكنه حلها بنفسه مع بعض التوجيه والحث والتشجيع. إن محاولة تخطي الطفل للمشكلة وتحقيق النجاح بدلا من الاعتراف بالهزيمة أمر مهم.

وفيما يلي بعض النصائح الداعمة التي يمكن من خلالها مساعدة طفلك خلال مروره بأزمة كبيرة:

+ كوني قدوة في إدارة عواطفك

يتطلع الأطفال لآبائهم للحصول على إشارات حول كيفية الاستجابة للموقف الصعب. إذا رأوك مذعورة فسيعتقدون أن الموقف مخيف، وإذا كنت لا تتأقلمين جيدا فسوف يعتقدون أنهم غير قادرين على التعامل مع الموقف مثلك.

لذا من الجيد السماح لطفلك بمعرفة ما تشعرين به مع التوضيح له كيف تديرين هذه المشاعر. إنهم بحاجة إلى معرفة تمكنك من التعامل مع مشاعرك حتى يشعروا بالأمان ليثقوا بك للتعامل مع عواطفهم أيضا.

+ امنحيهم الوقت للاستعداد

تحدث تغييرات كبيرة في الحياة دون سابق إنذار بالطبع، ولكن إذا أتيحت لك الفرصة لإعداد طفلك مسبقا لبعض الأحداث المتوقعة فمن الأفضل أن تفعلي ذلك. دعيهم يعرفون في وقت مبكر ما سيحدث وساعديهم على فهم ما يمكن توقعه.

اصطحبيهم في جولة في مدرستهم الجديدة وتحدثي معهم حول ما سيحدث يوم الانتقال إلى المنزل الجديد. الأطفال يجدون المجهول مخيفا لذا قللي من قلقهم من خلال إعطائهم كل التفاصيل الممكنة.

+ الاستماع إلى مخاوفهم

من الطبيعي أن يشعر طفلك بالحزن أو الإحباط أو بخيبة الأمل، لذا من المهم الاعتراف بصعوبة الموقف وكل المشاعر الكبيرة التي يشعر بها. خذي وقتا لمعالجة أسئلة طفلك ومخاوفه وساعديه في التعامل مع المشاعر التي يشعر بها. في كثير من الأحيان يريد الأطفال ببساطة التعاطف والتفاهم والاعتراف بمشاعرهم والتحقق من صحتها دون الإسراع في إلهائهم أو محاولة حمايتهم من عواطفهم.

+ فهم عواطفهم

في كثير من الأحيان كآباء نشعر بالرغبة في إخبار أطفالنا بألا يقلقوا فنصر على أن كل شيء سيكون على ما يرام ونحاول حمايتهم من الألم من خلال إقناعهم بأنه “ليس بالأمر المهم” أو عن طريق تشتيت انتباههم عن مشاعرهم.

غالبا ما نعتقد أن التركيز كثيرا على المشاعر الصعبة سيجعل الأمر أسوأ لكن العكس هو الصحيح. عندما يشعر أطفالنا أننا نفهم عواطفهم الكبيرة فإنهم يشعرون بالتحقق من صحتها ويكونون قادرين على معالجتها والشفاء منها، قل لطفلك مثلا “فقدان صديقك أمر صعب أعلم أنك حزين وأنا حزين كذلك ولكنك ستتخطى ذلك”.

+ التزمي بالروتين

من المهم الالتزام بالروتين اليومي الطبيعي لطفلك كلما أمكن، لأن ذلك سيساعده على الشعور بالأمان ويمنع المزيد من الإجهاد. الالتزام بأوقات تناول الطعام مع العائلة وروتين وقت النوم المعتاد والتقاليد العائلية المعروفة مهمة بشكل خاص خلال أوقات التغيير الكبيرة. إنها تخلق إيقاعا ثابتا يمكن التنبؤ به لطفلك.

+ التركيز على التواصل

عندما تبدو حياة طفلك غير مألوفة ومخيفة فإن أكثر ما يحتاج إليه هو أنت. يجب أن يعرف أنه رغم كل التغييرات الأخرى التي تحدث في حياته ستظلين أنت وعلاقتك به كما هي. هذا هو الوقت المناسب للتركيز على التواصل مع طفلك، العبي معه لعبته المفضلة أو اقرآ كتابا سويا وقومي بطهي وجبته المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *