مجتمع

ساكنة إميضر تحتج أمام أكبر منجم للفضة بإفريقيا والأمن يتدخل

في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 10، نظمتها “حركة على درب 96” بجماعة “اميضر” بإقليم تنغير صباح اليوم الأحد 20 نونبر الجاري، كشكل نضالي واختتامي للأنشطة المتنوعة التي أطرتها الحركة بالموازاة مع قمة الأطراف (COP22)، توجه العشرات من المحتجين صوب منجم الفضة بالمنطقة.

ورفع المحتجون شعارات من قبيل “نريد حقنا في الثروة في الصحة، في التعليم، في الشغل”، “اميضر يستغيث”، ” و “مناجم كفاك نهبا لثرواتنا وتلويثا لبيئتنا”، مؤكدين عزمهم على مواصلة الاعتصام إلى أن تحقق مطالبهم، قبل أن يتفاجأوا بتدخل السلطات لمنعهم من الوصول إلى منجم الفضة.

وعلاقة بالموضوع، عبر “محمد تاوجا” المسؤول بخلية إعلام “حركة على درب 96” التي تؤطر المسيرات الاحتجاجية لساكنة “إميضر”، عن رفضهم لما تقوم به الشركة المستغلة لمنجم الفضة من تلويث وتخريب للبيئة -على حد تعبيره- “في حين أن ذات الشركة تعتبر شريكا مهما في مؤتمر المناخ بمراكش وتسوق للكذب في الندوات المقامة على هامش المؤتمر الدولي (COP22)”.

وأَضاف ذات المتحدث في تصريح لـ “العمق” أن “الاعتصام مستمر وأن لا بوادر تلوح في الأفق لحل المشكل ورفع الاعتصام الذي وصل عامه الخامس في ظل تعنت الشركة وعدم رضوخها للمطالب المشروعة للساكنة؛ من وقف لتلويث واستنزاف الفرشة المائية واستغلالا للمقالع، وتوفير  فرص الشغل لشباب المنطقة”.

وأشار ذات المسؤول الإعلامي إلى أن “الاعتقالات طالت 30 مناضلا من حركة “على درب 96” منذ بداية الاعتصام صيف 2011، تم الإفراج على أغلبيتهم بعد قضاء مدة محكوميتهم في حين ينتظر الإفراج على 4 مناضلين مطلع العام القادم”، مضيفا “أن المعتقلين يُواجَهون بشكايات من شركة “مناجم إميضر” أو من أشخاص لهم مصالح مشتركة مع الشركة، يتم اتهامهم فيها بقطع الطريق الوطنية رقم 10 أو عرقلة عمل منجم الفضة بقطع الماء عليه وتكوين عصابات إجرامية لسرق الفضة…الخ” على حد تعبيره.

وأَضاف “تاوجا” أن “الداخلية تحاول ثني المنظمات الحقوقية الدولية من تناول ملف معتصمي جبل “ألبان” بذريعة أن المشكل قد تم حله وأن من يقومون بالاحتجاجات ليسوا إلا أٌقلية”.

وتجدر الإشارة إلى أن غالبية مسيرات معتصمي جبل “ألبان” القريب من أكبر منجم للفضة في إفريقيا تتم في حرية ودون تدخل من السلطات، لكن عكس ذلك هو ما وقع اليوم، وهو ما يبدو منعا صارما لامتداد أطول احتجاج في العالم للاقتراب من مرافق وإدارة وأنفاق شركة المنجم.

يشار أن المسيرات الاحتجاجية السلمية التي تنظمها ساكنة جماعة “اميضر” بإقليم تنغير، أصبحت أمرا روتينيا تَعودَ عليه المحتجون المعتصمون منذ شهر غشت من سنة 2011 فوق جبل “ألبان” للمطالبة بضمان الحقوق الاجتماعية، الاقتصادية والبيئية لساكنة “إميضر” التي يوجد على أرضها أكبر منجم لاستخراج الفضة في شمال أفريقيا.

العمق المغربي / جمال أمدوري