4 علامات تحذرك من تدهور صحتك النفسية

لم تدخل الصحة النفسية والعقلية مجال اهتمام البشر إلا قبل قرون معدودة، وكانت الأعراض المرتبطة بالاضطرابات النفسية والعقلية تفسر بتأثيرات قوى غيبية تختلف من عصر إلى عصر ومن مجتمع إلى آخر. فيما ارتبطت الصحة لدى الناس مند القدم بالصحة البدنية، لذلك ازدهر “الطب البدني” مند فجر التاريخ، وعرف تطورات متسارعة في مختلف المستويات، سواء فيما يتعلق بالأدوية أو تقنيات العلاج، أو في مجال النظري والمعرفي.

وهذا التباين في الاهتمام بنوعي الصحة، البدنية /العقلية النفسية، نجده ما يزال يسجل حضوره القوي على مستوى وعي الأشخاص وثقافتهم وعاداتهم، حيث لا يلق الجانب النفسي والعقلي الاهتمام الواجب.

وضعف الاهتمام بالصحة النفسية والعقلية يفسر تأخر التدخل العلاجي لدى قاعدة واسعة من الناس، وفي أحيان كثيرة لا يلجأ الناس إلى الطبيب والمعالج النفسي إلا بعد أن يكون الأوان قد فات.

وفي هذا السياق تأتي أهمية معرفة العلامات التي تنبه إلى أن الجانب النفسي أو العقلي يحتاج إلى الانتباه، وربما إلى التدخل من طرف مختص.

وحدد الخبراء أربع علامات كبرى هي بمثابة تحذير حول صحتك النفسية أو العقلية. فما هي هذه العلامات؟

4 علامات تقتضي التصرف بسرعة لاحتواء الأمر

مع ازدياد ضغوط الحياة اللامتناهي واحتدام المنافسة في شتى المجالات، أصبحت صحة الإنسان النفسية، حسب موقع (WD) الألماني، معرضة للضرر أكثر من أي وقت مضى. فبينما يتم التركيز في الغالب على جسم الإنسان، يتم تجاهل أهمية الصحة النفسية والعقلية، وعدم الاهتمام في كثير من الأحيان بالإشارات التي تدل على وجود مخاطر.

وحسب نفس المصدر، ذكرت مجلة “فيتال” الألمانية أن هناك أربع علامات تدل على أن الصحة العقلية لشخص ما تعاني، حيث يجب التصرف بسرعة من أجل احتواء الأمر ومنع تطوره إلى الأسوأ.

+ الانعزال

يأتي الانعزال على رأس قائمة هذه العلامات، ففي حال كانت صحة الشخص العقلية تعاني من ضغوط مستمرة، فإنه غالبا ما ينعزل عن محيطه ويتجنب المواقف الاجتماعية (عدم القدرة على مقابلة العائلة والأصدقاء) التي يحتمل أن تكون مرهقة، حسب مجلة “فيتال”.

+ ردود الفعل العاطفية السريعة

أما ثاني هذه العلامات، فهي ردود الفعل العاطفية السريعة. وتشير مجلة “فيتال” أن من تعاني صحته العقلية لا يجيد في كثير من الأحيان التعامل مع عواطفه أو مشاعر الآخرين، إذ حتى أن الأشياء الصغيرة تجعله عاطفيا أو غاضبا بشكل مفرط.

+ مشاكل النوم

وتابع نفس المصدر أن العلامة الثالثة هي مشاكل النوم، ففي كثير من الأحيان يؤثر الضغط النفسي على مدة وجودة النوم. وأردف أن الذين يعانون من عدم التوازن العقلي غالبا ما يعانون أيضا من مشاكل في النوم كصعوبة النوم أو الاستمرار في الاستيقاظ، فهي كلها علامات تشير إلى أن الصحة العقلية تحتاج إلى رعاية أفضل.

+ الأمراض العضوية والألم

والعلامة الرابعة هي المشاكل الجسدية والألم، التي يتسبب فيها الإجهاد النفسي والمخاوف والإرهاق. وأوضحت مجلة “فيتال” أن ضغط الدم مثلا يرتفع بسبب الإجهاد وتتسارع ضربات القلب بسبب الخوف، وأضافت أنه في حال أصبح الإجهاد النفسي مستمرا، فإنه يمكن أن يتسبب في مشاكل جسدية مزمنة مثل مشاكل الجهاز الهضمي أو الألم.

نصائح لتحسين الصحة العقلية

في المقابل، حسب المصدر السابق، أشار موقع “منتال هيلث” أن هناك مجموعة من النصائح البسيطة والفعالة، التي يمكن اتباعها من أجل تحسين الصحة العقلية للشخص منها:

الطبيعة

حيث تتميز الطبيعة بتأثيرها الهادئ علينا، فنحن نعيش مع الحيوانات والنباتات الأخرى على كوكب الأرض منذ فترة طويلة للغاية. وتساعد الطبيعة على الشعور بالهدوء والأمل وتخفف من الشعور بالوحدة. وينصح بأخذ نفس عميق في الطبيعة من أجل تعزيز التواصل مع محيطك الطبيعي، حسب نفس المصدر.

فهم وإدراك المشاعر

أيضا، تعلم كيفية فهم وإدراك المشاعر، حيث تساعد كثيرا عملية منح مشاعرنا الاهتمام دون الحكم عليها، ودون إخبار أنفسنا بأننا أغبياء أو ضعفاء حتى نشعر بالطريقة التي نشعر بها. وأضاف موقع “منتال هيلث” أنه من المهم جدا أن نتحدث مع أنفسنا بلطف فهذا الأمر يساعد كثيرا على شعورنا بالارتياح.

طلب الدعم

كذلك، من بين النصائح لتحسين الصحة العقلية هي التحدث إلى شخص تثق فيه من أجل الدعم. وقد يجد الشخص صعوبة كبيرة في إخبار الشخص الآخر ما يشعر به، لا سيما وأن الكثير منا تعلم إبقاء ما يشعر به بداخله ويحاول تجاهل المشاعر المؤلمة. وأفاد موقع “منتال هيلث” أن مجرد التحدث عن أشياء ما مع شخص محل ثقة، يمكن أن يساعد على الشعور بالراحة.