منوعات

إليك كيف تدرب عقلك وتحارب حواراته الداخلية غير الصحية

تصورات ومعتقدات كثيرة تحكم تصرفاتنا تجاه أدمغتنا وعقولنا، لكن الكثير منها مجرد ثقافة شعبية معاصرة، انبنت على أقوال غير علمية، مما يجعل استثمارنا لعقولنا استثمارا ضعيفا.

ويرى الخبراء أن أول ما ينبغي القيام به لاستثمار جميع إمكاناتنا العقلية هو التخلص من تلك التصورات الخاطئة، وتدريب العقل على العمل.

وهناك مقولة تنسب للعالم ألبرت أينشتين، يقول فيها أننا لا نستعمل مع قدرات عقولنا سوى عشرها، وتحولت عند كثيرين إلى قاعدة عكسية تقول إننا لا نستطيع استعمال أكثر من 10% من قدراتنا العقلية، والفرق بين القولين كالفرق بين من يبني ومن يهدم.

كما أن نصائح عدم إرهاق العقول بالعمل تنتشر بلا ضوابط، ولا يعرف الواحد متى يمكن الحديث عن الإرهاق ومتى ينبغي حمل العقل على العمل وفق مقاربات صحية تجعلها يعمل في أعلى مستويات عطائه.

ويظن كثيرون أن دماغنا يعمل بشكل جزئي في كل مرة، وفي حقيقة الأمر، حسب الجزيرة نت، هذه معتقدات غير صحيحة، حيث يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أن غالبية دماغنا قيد الاستخدام، حتى أثناء المهام البسيطة جدا.

وحسب نفس المصدر، نشر الكاتب جون بول جرافيل، وهو كاتب ومدرب متخصص في تنمية القدرات العقلية، تقريرا على موقع “إنتربرينور” (entrepreneur) الأميركي المتخصص في ريادة الأعمال، تحدث فيه عن كيف يمكن أن تدرب عقلك لتحقق أعلى مستويات النجاح.

وأكد الكاتب أن تحقيق أعلى إمكاناتنا والدخول إلى صفوف الأشخاص الأكثر نجاحًا له علاقة بكيفية استخدامنا لأدمغتنا، بدلاً من مقدار ما نستخدمه من عقولنا.

وذكر أن الكثير من الناس لا يتعلمون كيفية استخدام عقولهم بطريقة تطلق العنان لإمكاناتها الكاملة، وبدلاً من الانخراط في الأمور الأكثر أهمية، فإنهم يركزون انتباههم دون قصد على الأنشطة التي تعيق أداء أعمالهم بدلا من مساعدتها.

وأكد الكاتب أنه لحسن الحظ، يمكنك تغيير هذا الاتجاه داخل عقلك، وأن تدريب عقلك للنجاح ليس أمرا صعبًا، إذ يكمن نجاح تلك المهمة في اكتشاف كيفية صقل طاقتك العقلية في المهمة التي تقوم بها. ولكي تنجح في ذلك هناك عدة ممارسات يجب أن تقوم بها:

القضاء على الأفكار الداخلية غير الصحية

عندما يتعلق الأمر بفتح السعة الكلية لعقلك، فإن الحوارات الداخلية غير الصحية في عقلك هي أكبر عدو لك. من الناحية الفنية، يمكنك تسميتها “حوارك مع نفسك”، وفي الواقع أنت تتحدث إلى شخص ما داخلك.

خلال هذه الحوارات غير الصحية، نقول لأنفسنا إنه لا يمكننا فعل شيء ما، حتى لو لم يكن لدينا دليل يدعم هذا الموقف. نحن بذلك نقلل من شأن أنفسنا وقدراتنا وعلاقاتنا أو الأشخاص من حولنا. ربما لا تكون على دراية بالغالبية العظمى من هذه المحادثات، لكنها تبدو كأنها ضجة مستمرة في خلفية عقلك.

أثناء المقابلات المهمة أو المفاوضات الحاسمة، يجلب عقلك ذكريات عدم الأمان والخسائر الشخصية والأخطاء إلى انتباهك طوال الوقت، ويبدأ هذا الحوار الداخلي في توجيهك نحو الثقة في نفسك وتجنب الوقوع في الأخطاء الفادحة في المستقبل، كل هذا الجهد يستهلك طاقة ذهنية مذهلة.

إذا تمكنت من وضع حد للصراع الناجم عن تلك الضوضاء الداخلية، فيمكن تكريس الطاقة الإضافية والقدرة على التفكير لاتخاذ القرار والتفكير الإستراتيجي، مما يمنحك فرصة أكبر للنجاح. كل شيء سيكون أسهل بمجرد تحرير هذه الطاقة الوفيرة والاستفادة منها، وهذه هي الكيفية التي يحقق فيها النخبة من رواد الأعمال مستويات غير مسبوقة من النجاح.

تخيل رجل أعمال ناجحا يدخل المصعد الذي سيأخذه إلى اجتماع عمل مهم، يتوج سنوات من العمل الإستراتيجي والتخطيط في فرصة قد لا تتكرر في العمر، وهو الآن واقف في تلك الغرفة وأمام أشخاص مهمين للغاية على وشك اتخاذ قرار مصيري في حياته. ومع ذلك، بدلا من الشعور بالحماس، فإنه يشعر بالحزن. عقله يتسابق، لكن ليس بالأفكار التي ستساعده، بل بضغوط تجعله غارقا في القلق. إلى أي مدى ستكون فرصه في النجاح أقوى إذا كان عقله يركز على طمأنة الأفكار وتهدئتها وتمكينها بدلا من سيناريوهات “ماذا لو” وما أسوأ الحالات؟

تعلّم إطلاق العنان لقدرات عقلك الكاملة

أريدك أن تبدأ في التفكير بشكل مختلف حول ما يتطلبه الأمر لتكون ناجحًا. بدلاً من السماح لعقلك بالعمل ضدك بأفكار غير مبررة ونقد ذاتي، تعلم كيفية الاستفادة من كامل طاقته في كل مهمة. من خلال الحد من عمليات التفكير الضارة أو التخلص منها، فإنك تحرر الموارد العقلية التي تحتاجها، وتمكن نفسك من نجاح أكبر دون بذل جهد إضافي.

فكر كأن في عقلك حاسوبا. عندما يبطئ الحاسوب وتبدأ العجلة الملونة الصغيرة في الدوران (علامة التحميل)، لا تتعجل في كتابة المزيد على لوحة المفاتيح، بدلاً من ذلك، ركز على إصلاح مشكلة الحاسوب.

قد يتعطل الحاسوب لأنه يقوم بتخزين الكثير من المعلومات أو تشغيل العديد من البرامج أو محاربة فيروس أو التعامل مع ملف تالف. مهما كانت الحالة، فقد علمتك سنوات من الخبرة أنه إذا لم تستجب للخلل، فإن الأداء البطيء للحاسوب يجعلك تضيع وقتك.

لتشغيل الأشياء على النحو الأمثل، يحتاج معظم الأشخاص إلى مساعدة الخبراء في تعلم كيفية تفريغ الملفات الزائدة عن الحاجة، وحذف الملفات التالفة، وإغلاق البرامج غير الضرورية، وإصلاح الأخطاء، والتخلص من أي فيروسات أو برامج ضارة.

حفز كل إمكانياتك لتنمية عقلك

يجب عليك تقليل الأفكار والعواطف التي تعمل ضد عقلك لتحسين أدائه. إن تسخير كامل قدرة عقلك يجعلك أسرع وأكثر وضوحًا وذكاءً.

كل يوم كقائد أعمال، تقوم بإكمال مجموعة واسعة من المهام التي تتطلب مستويات عالية من قوة المعالجة والتحليل. أنت تضع إستراتيجية لدفع الأداء وابتكار الحلول وتحفيز التفكير للتغلب على التحديات وجذب الأعمال والمواهب. عندما يكون عقلك غير قادر على العمل على النحو الأمثل خلال هذه المهام، فمن المنطقي أن نجاحك محدود. للارتقاء إلى أعلى المستويات في قطاع الأعمال، يجب أن تفهم أولا أن أقوى عائد على الاستثمار يتحقق من خلال الاستثمار في تحسين عقلك. يوفر هذا الاستثمار فوائد في مجال الأعمال، كما أنه تنتج عنه حياة أفضل وعلاقات أحسن.

كقائد أعمال، فأنت تواجه التكنولوجيا وقواعد السوق وحتى ثقافات مكان العمل التي تتطور باستمرار. ومع ذلك، ستظل أصعب التحديات دائمًا في ذهنك. إذا كنت تسعى إلى التفوق في الحياة من خلال إطلاق العنان لإمكانياتك، فالتزم بالعناية بصحة عقلك وبذل قصارى جهدك لتحسين وظائفها.

عندما يصبح إطلاق العنان لعقلك من أولوياتك، فإنك تحقق وضوحًا عقليًا عاليًا، وإبداعًا محسنًا ومهارات متقدمة في حل المشكلات. أنت تضاعف إمكاناتك وتغتنم الفرص وتتجنب خسارة الأموال في المفاوضات. إذا كان هدفك هو تحقيق نجاح أكبر في العمل، فامنح الأولوية لأهم أصولك.. عقلك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *