منوعات

بعد نجاح أول عملية زراعة أمعاء في العالم.. الرضيعة “إيما” تدخل تاريخ الطب

دخلت الرضيعة “إيما” تاريخ الطب الحديث بعد نجاح أول عملية لزراعة الأمعاء من متبرع ما ت بسبب قصور في القلب، أجريت لها في إسبانيا، لتكون بذلك أول رضيعة في العالم في هذه الحالة.

وخلاف ما تداولته وسائل الاعلام بشكل واسع، لا يتعلق الأمر بأول عملية زراعة الأمعاء في العالم، بل بأول نجاح عملية زراعة أمعاء من متبرع توفي بسبب قصور في القلب، فيما وأول عملية زراعة أمعاء ناجحة كانت في ألمانيا سنة 1988، كما ستبين “العمق” في هذا التقرير.

وزرع الأمعاء هو عملية استئصالها من شخص متوفى حديثًا، ومن ثم نقلها، وأحيانًا مع أعضاء أخرى، إلى مريض مصاب باضطراب في أمعائه يمنعه من الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية في الطعام.

فما هي قصة “إيما”؟ وما هو تاريخ زراعة الأمعاء الذي يدحض ما تداولته وسائل الاعلام حول “إيما”؟

أول نجاح لزراعة أمعاء متبرع توفي بسبب قصور في القلب

أصبحت رضيعة إسبانية تبلغ من العمر قرابة عام واحد أول رضيع متلقٍ في العالم لعملية زرع أمعاء ناجحة من متبرع توفي بسبب قصور في القلب، وفق ما أعلن مستشفى لا باز في العاصمة الإسبانية مدريد الثلاثاء.

وحسب الجزيرة مباشر، ذكرت صحيفة (إل باييس) المحلية أنه تم زرع أمعاء المتبرع المتوفي في جسد رضيعة تبلغ من العمر 13 شهرًا تُدعى (إيما).

وتزامنت حالة الرضيعة (إيما) مع مشروع بحثي مدته 3 سنوات في مستشفى لاباز، حيث كان الباحثون يحققون فيما إذا كان من الممكن زرع أمعاء من متبرعين توقف قلبهم عن النبض.

وأوضحت الصحيفة أن الطفلة أصيبت بضمور وفشل في الأمعاء عندما كان عمرها شهرًا واحدًا فقط لأن أمعاءها كانت قصيرة جدًا، ثم تدهورت صحتها بسرعة حتى خضعت لعملية زرع لأحشاء متعددة.

وبخلاف الأمعاء، حصلت إيما أيضًا على كبد ومعدة وطحال وبنكرياس، وهي الآن خارج المستشفى وفي حالة ممتازة في المنزل مع والديها، بحسب بيان المستشفى.

ووفقًا للصحيفة، تمكّن الأطباء من إجراء الجراحة لإيما وخرجت من المستشفى من دون أي مشكلات، وقال والد إيما في مؤتمر صحفي ابنتي أصبحت أفضل بكثير، لقد بدأت بالفعل في الزحف

وقالت والدتها للصحفيين قبل أن تشكر أسرة المتبرع والأطباء الخبر السار هو أن الحياة تستمر وأن إيما شجاعة للغاية وتثبت كل يوم أنها تريد الاستمرار في العيش . وأضافت أن إيما تبلغ الآن من العمر 17 شهرًا

وتعتبر إسبانيا رائدة عالميًا في مجال التبرع بالأعضاء، إذ أُجري في عام 2021 فقط ما يقرب من 5 آلاف عملية زرع في إسبانيا، بزيادة 8% عن عام 2020، وفقًا لوزارة الصحة الإسبانية

تاريخ زراعة الأمعاء

وتعود تجارب زراعة الأمعاء إلى عام 1959، حسب ويكيبيديا، عندما أجرى فريقٌ جراحيّ بقيادة ريتشارد سي ليليهي في جامعة منيسوتا الأمريكية عمليات زراعة أمعاءٍ دقيقةٍ ناجحةٍ على الكلاب.

وبعد خمسة أعوامٍ في عام 1964، جرّب رالف ديتيرلينغ في بوسطن أوّل عملية زراعة على أمعاء على البشر، إلّا أنها فشلت.

وخلال العقدين التاليين، قوُبلت محاولات زراعة الأمعاء على البشر بفشلٍ عالميٍّ، ومات المرضى بسبب مضاعفات العمل الجراحي والإنتان ورفض الطعم.

وأشعل اكتشاف المثبّط المناعي سيكلوسبورين في عام 1972 ثورةً طبيّةً في مجال زراعة الأعضاء، حسب نفس المصدر. ونتيجةً لهذا الاكتشاف في عام 1988، أجريت أوّل عملية زراعة أمعاء ناجحة في ألمانيا من قِبل إي ديلتز، أُتبعت بعد فترةٍ قصيرةٍ بفرقٍ في كندا وفرنسا.

ولم تعد بعد ذلك زراعة الأمعاء إجراءً تجريبياً، بل أصبحت علاجا لإنقاذ الحياة.

وفي عام 1990، ظهر دواءٌ جديدٌ مثبطٌ للمناعة في السوق يدعى تاكروليمس بديلاً عن السيكلوسبورين، ويُعد أفضل منه. في العقدين التاليين منذ ذلك الوقت، تطوّرت إنجازات زراعة الأمعاء بشكل كبير في الأرقام والنتائج.

مضاعفات زراعة الأمعاء

حسب الدليل الإرشادي (MSD)، يمكن لزراعة الأمعاء الدقيقة أن تُسبب مضاعفات مختلفة. ويكون زرع الأمعاء الدقيقة عرضةً بشكل خاص لكل من الرفض والعدوى.

الرفض

يحدث الرفض، حسب نفس المصدر، بمعدل مرة واحدة على الأقل في نَحو 30-50٪ من الحالات في غضون عام بعد زراعة الأمعاء الدقيقة. وتشمل الأعراض الإسهال، والحمى، وتشنجات البطن.

بعد إتمام عملية الزرع، يستخدم الأطباء منظارًا endoscope لتحري أية علامات للرفض. يُجرى هذا الاختبار بشكل متكرر، وأحيانًا بمعدل مرة واحدة كل أسبوع. ثم يَجرِي الاختبار بمعدل مرة كل بضعة أسابيع، ثم مرة كل بضعة أشهر.

داء الطُّعم حِيال الثَّوي

بما أن الأمعاء الدقيقة تحتوي على كمية كبيرة من الأنسجة اللمفاوية، حسب نفس المصدر، فقد تقوم الأمعاء الجديدة بإنتاج خلايا تهاجم خلايا المُتلقي، ممَّا يَتسبَّب بالإصابة بـ”داء الطُّعم حِيال الثّوي” graft-versus-host disease.

المُضَاعَفات الأخرى

في بعض الأحيان يُصاب النسيج المعوي الجديد بمشاكل في الأوعية الدموية، وبالتالي يفتقر إلى التروية الكافية بالدم. في هذه الحالة يحتاج النسيج إلى استئصاله جراحيًا. وقد يُصاب المريض بالورم اللمفي في نهاية المطاف.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *