وجهة نظر

دونالد ترامب، الميزاج الجديد والملتبس لأمريكا

فريقه يناقش خططا من أجل إقرار نظام تسجيل المسلمين!

عشية الإنتخابات الأمريكية للثامن من نونبر الجاري ، و التي أطاحت باستطلاعات الرأي التي تنبأت بفوز الديموقراطية هيلاري كلينتون و حَمَلتْ بدلا عنها منافسها الجمهوري دونالد ترامب Donald Trump إلى منصة السلطة التنفيذية، حلت الأكاديمية الأمريكية، ذات الأصول السورية، سيرين حمشو ضيفة على قناة الجزيرة مباشر ضمن التغطية التي خصت بها القناة الإنتخابات الأمريكية، و ذلك من أجل الحديث عن موقع و دور الشباب العربي في المشهد السياسي و الإجتماعي بأمريكا تحت حكم كلا المرشحين لمنصب الرئاسة .

و في ردٍّ لها على سؤال مقدم البرنامج حول السيناريوهات التي يمكن أن تحصل للمسلمين في أمريكا في حالة ما إذا فاز ترامب بالسباق الرئاسي، أجابت الأستاذة حمشو فورا ب ” تهمة الولاء المزدوج / Dual loyalty charge”، و كانت تقصد بذلك احتمالية قيام الإدارة الأمريكية الجديدة بسجن جميع المسلمين أو ترحيلهم بتهمة جمعهم بين هُويتين (two identities)،إسلامية و أمريكية، على غرار ما قامت به إبان الحرب العالمية الثانية لما قررت سجن أكثر من مئة وسبعين ألف مواطن أمريكي من أصول يابانية بعد قيامها بقصف مدينة هيروشيما بقنبلة ذرية – حملت نفس الإسم – و التهمة هي كونهم من أصل ياباني ! إذ خافت الحكومة حينها من ولائهم لوطنهم الأصلي، بدل ولائهم لوطنهم الثاني الذي هو الولايات المتحدة الأمريكية.

نبوءة سيرين حمشو – الشابة العربية ذات الخلفية العلمية و الثقافية الغنية، و التي تبدي التزاما كبيرا بالقيم الإسلامية حد الإبداع و التنظير الأكاديمي– لم تتأخر طويلا، إذ بعد أقل من أسبوع من تاريخ بثها على الهواء مباشرة، تنشر جريدة الإندبندنت البريطانية يوم أمس،16 نونبر 2016، مقالا للصحفية May Bulman تحت عنوان “فريق دونالد ترامب يناقش خططا من أجل إقرار نظام تسجيل المسلمين” !

فحسب ما جاء في مقال الكاتبة، نقلا عن كريس كوباش(Kris Kobach) الموظف المتشدد المسؤول عن ملف الأجانب، و الذي كان وراء وضع قوانين الهجرة الصارمة في عدد من الولايات الأمريكية و إبان ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن، فإن “مستشاري الرئيس المنتخب كانوا يبحثون في كيفية تنفيذ الإقتراح الذي اقترحه رجل الأعمال و الملياردير المنتخب و الذي من شأنه أن يجبر المهاجرين من الدول الإسلامية على التسجيل في قاعدة بيانات خاصة”.

القبضة الحديدية لترامب حول قضايا الهجرة لم تشمل فقط المهاجرين الأمريكيين ذوي الأصول الإسلامية، المقدر عددهم الكلي بثلاثة ملايين مواطن من أصل 319 مليون أمريكي، أي بنسبة واحد بالمئة من مجموع سكان الولايات المتحدة، بل امتدت كذلك للمهاجرين ذوي الأصول اللاتينية بحيث يدفع مستشاري دونالد ترامب في شؤون الأمن و الهجرة إلى” المُضِيِّ قدماً بمقترح بناء جدار حدودي بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، ولو بدون موافقة الكونغرس إن اقتضى الأمر” !

نظام التسجيل هذا الذي ينتظر المسلمين بأمريكا، والذي يرمي إلى “التدقيق الشديد” في هُوِّيّاتهم و تشديد الإجراءات الأمنية حولهم، يفرض على آلاف الزوار العرب والمسلمين والمقيمين في الولايات المتحدة المبادرة الفورية بالتسجيل لدى مصالح الدولة و الإخبار العاجل عن كل تغيير يطال ظروف سكنهم و تحركاتهم.