مجتمع

وزير الصحة يعترف بوجود كميات ضئيلة من أمصال العقارب والأفاعي بجهة درعة

في الوقت الذي أثار المستشار البرلماني ويحيى عدي رقما مخيفا عن ضحايا لدغات الأفاعي ولسعات العقارب بجهة درعة تافيلات، اختار وزير الصحة والحماية الاجتماعية أن يتباهى بالعدد الضئيل مقارنة مع الرقم المذكور، للأمصال التي توفرها الوزارة للجهة ذات الجغرافية الصحراوية والتي تعد من أبرز الجهات التي تنشط فيها هذه الكائنات السامة.

وقال المستشار البرلماني في سؤال كتابي وجهه إلى الوزير شهر غشت الماضي إن العديد من القرى المغربية انتشارا كبيرا لأنواع مختلفة من الزواحف والحشرات السامة تخلف حالات تسمم خطيرة خاصة بالنسبة لساكنة العالم القروي، “إذ تصل عدد حالات لسعات العقارب والأفاعي التي تستقبلها بعض المستشفيات الإقليمية أحيانا إلى 20 حالة في اليوم”.

وتابع “في هذا الإطار تعيش ساكنة جهة درعة تافيلالت على وقع الخوف المتكرر والموسمي كلما اقترب فصل الصيف، من انتشار هذه الحشرات السامة والزواحف التي تهدد سلامتهم الصحية، حيث تنتشر بكثرة بالمناطق القروية والنائية بالجهة التي تعرف ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة، على غرار ما تم تسجيله من حالات أفضت في الكثير منها إلى الموت نتيجة غياب الأمصال المضادة للسموم وبُعْد المستشفيات الإقليمية، ما يقتضي معه ضرورة توفير الأمصال والأدوية بالمستشفيات والمراكز الصحية بمختلف مناطق الجهة”.

بالمقابل، كشف الوزير أن الجهة بأكملها تم تزويدها بـ 120 مصلا فقط، 80 مضادا للعقارب و40 ضد سموم الأفاعي، مضيفا أن الوزارة تعمل باستراتيجية وطنية لمكافحة لسعات العقرب صيغت سنة 2001. واعترف آيت الطالب في جوابه الذي تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه، بتسجيل المغرب لما يزيد عن 20 ألف حالة تسمم بلسعات العقارب، و310 بلدغات الأفاعي، خلال سنة 2020.

وقال إن “المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية وتحت إشراف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، يحرص على أن تتوفر بكل المراكز الصحية بالمغرب، خاصة بالمناطق التي تعرف بكثرة الزواحف السامة، على الأدوية الأساسية والضرورية لمعالجة المصابين طبقا للاستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي”.

مضيفا “وفي هذا الإطار، تبدل الوزارة قصارى جهدها من أجل توفير الكميات اللازمة من الأمصال ضد لدغات الأفاعي الخصاص بالمستشفيات رغم صعوبة الحصول على هذه الأمصال لقلة المختبرات العلمية المصنعة للأدوية الترياقية التي تتطلب مناهج تطبيقية خاصة بتصنيعها”.

وفي إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقرب المعتمدة منذ 2001، أبرز آيت الطالب أن الوزارة تعمل على “تعزيز التحسيس والتوعية بمخاطر لسعات العقارب وتفادي الانعكاسات السلبية لبعض أصناف العلاج التقليدي عبر مختلف وسائل التواصل”، و”التقليص من اللسعات كإجراء وقائي عبر التأثير على المحيط الذي تنتشر به العقارب من خلال تحسين ظروف العيش واعتماد بعض السلوكيات الصحية اليومية بتعاون مع الجمعيات المحلية”، إضافة إلى “تعزيز التكوين المستمر لمهني الصحة حول كيفية التعامل مع مختلف أنواع ومراحل التسمم بلسعة العقرب”، و”مواصلة المجهود الرامي إلى تمكين المؤسسات الصحية بالعالم القروي من سيارات إسعاف تلائم تضاريس هذه المناطق بغية ضمان نقل المصابين بشكل استعجالي وفي ظروف جيدة إلى أقرب مركز استشفائي به مصلحة الإنعاش”، ثم “تحسين التكفل العلاجي بالمصابين من خلال تقنين العلاج عبر تصنيف الحالات وتوجيه الحالات الخطيرة منها إلى مراكز الإنعاش، وذلك بغية التقليص من نسبة الوفيات”؛

وتابع أنه يتم أيضا “اقتناء جميع الأدوية والمستلزمات الطبية لعلاج المصاب عند التسمم بلسعة العقرب من طرف المركز الوطني لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية وإرسالها إلى جميع الجهات، و”تخصيص أسرة خاصة في قسم الإنعاش لهذه الحالات وتسليمها للمستشفيات التي تصرح بالتسممات الناتجة عن لسعات العقارب؛ لأن الأدوية المخصصة للمصاب لا يمكن استعمالها في البوادي إذ تحتاج لمستلزمات الرعاية المكثفة (قسم الإنعاش) من إمكانيات بشرية ومادية التي لا يمكن توفيرها في المراكز الصحية”، وكذا “تحسيس المواطنين، بتنسيق مع السلطات المحلية والجمعيات، بالإسراع بنقل الأطفال إلى المستشفى مباشرة بواسطة سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة أو الجماعات المحلية وعدم استعمال بعض العلاجات التقليدية التي هي مصدر تأخير نقلهم وولوجهم للعلاج”.

وشدد على أن “توحيد منهجية التكفل بالمريض المصاب بلدغات الأفاعي ولسعات العقارب انطلاقا من الاستقبال بالمركز الصحي القروي ووصولا إلى مصلحة الإنعاش ناهيك على المداومة الطبية 24 ساعة على 24 ساعة 7 أيام على 7 والتي يسهر على تغطيتها أطباء متخصصون في علم التسمم واليقظة الدوائية بالمركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية ساهمت بشكل كبير في تحسين جودة التكفل بالمصابين”.

وأكد على أن “المراكز الصحية القروية تلعب دورا أساسيا في تصنيف الحالات والقيام بالإسعافات الأولية ووضع المصاب بالتسمم في أحسن الظروف للوصول إلى أقرب مركز استشفائي قصد العلاج المكثف في قسم الإنعاش”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *