منوعات

الشغف ملك صفات العظماء والناجحين .. فما هو؟

يبحث كثير من الناس عن السر الذي يجعل البعض عظيما وناجحا ويفتقده كثيرون غيرهم. وكعادتهم حين لا يفهمون ظاهرة أو لا يجدون لها تفسيرا منطقيا، يجد الناس عادة في مفاهيم غامضة ضالتهم، فيكتفون بالقول “إنهم محظوظون”.

وتقف مثل تلك التفسيرات عائقا أمام فهم ظاهرة تبهرنا كلما عرفنا قصة ناجحين نملك من القدرات والفرص ما لم يكن لديهم.

ويقدم الناجحون من الأشخاص دوي الإعاقة مثلا، خير نموذج في هذا المجال، فنجد “المحظوظين” منهم في قمة العطاء في مختلف المجالات، تجعل غيرهم ممن لا تقف تلك الإعاقة في وجوههم يساءلون من أعماق أنفسهم عن ذلك “السر العظيم”.

ونزداد دهشة حين يستبعد هؤلاء الناجحون “الحظ” من أسباب نجاحهم، ويفسروه بأمور نظنها أيضا في متناولنا.

ورغم بتر ساقيها وهي طفلة صغيرة، فإن إيمي مولينز استطاعت بمساعدة الأرجل الاصطناعية، أن تسجل رقما قياسيا في سباقات العدو في الألعاب الأولمبية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، لكن عارضة الأزياء الأميركية، لم تفسر نجاحها بالحظ بل قالت، “إذا كنت تحب ما تعمل فمن المؤكد أنك ستنجح”. فتكشف بذلك جانبا من ذلك السر العظيم، إنه “حب ما تعمل”.

300 صفة للناجحين 8 منها لتكون عظيما

على مدى 10 سنوات، حسب الجزيرة نت، جمع ريتشارد جون 300 صفة للناجحين، بعد إجراء مقابلات مع أكثر من 500 شخصية ناجحة في مجالات مختلفة، من بينهم بيل غيتس وستيف جوبز وجيف بيزوس ومؤسسو غوغل وغيرهم.

وبعد إدراج هذه الصفات على قاعدة بيانات، توصل ريتشارد جون إلى 8 صفات مشتركة كان لها الأثر البارز في تحقيق أحلام هؤلاء الناجحين وازدهارهم. أدرج ريتشارد هذه الصفات في كتابه المميز “8 صفات لتكون عظيما”، وإليك عزيزي القارئ هذه الصفات الثماني لتكون عظيمًا مثلهم :

  • الشغف.
  • العمل.
  • التركيز.
  • القوة الدافعة.
  • الأفكار.
  • القدرة على تطوير الذات.
  • خدمة الآخرين.
  • المثابرة.

الشغف ملك صفات العظماء والناجحين

حسب نفس المصدر، إذا أردت أن تبحث عن صفة يتقاسمها الناجحون، فهي بلا شك الشغف، إنهم جميعا يحبون عملهم، بل أكثر من ذلك؛ إنهم يعشقونه. لقد وضع ريتشارد الشغف على رأس القائمة لأنك إذا أحببت ما تعمل سيصبح من السهل جدا اكتساب الصفات السبع الأخرى. والشغف هو القاطرة التي تسحب بقية الصفات نحو تحقيق حلمك. إذا كان لديك شغف فمن السهل تحقيق الصفات السبع الباقية لتكون عظيما.

وقد قسم السيد ريتشارد الناس إلى نوعين: المكافح من أجل النجاح، والساعي نحو النجاح.

المكافح هو من يعرف شغفه وحلمه، ويسعى لتحقيقه منذ اللحظة الأولى لاكتشاف ما يحب.

وأما الساعي فهو الشخص الذي يتطلع لمعرفة شغفه، وهم الغالبية العظمى من الناس الذين ما زالوا يبحثون عن مجال شغفهم.

كيف أعرف مجال شغفي؟

وللإجابة عن ذلك، هناك شقان؛ الأول: أن تسأل نفسك سؤالا واضحًا: ما الأعمال التي يمكن أن تقوم بها من دون أن تتقاضى مقابلا؟ إذا وجدت واحدًا فهذا على الأغلب هو شغفك.

والشق الآخر: هو بالتجربة.. عليك أن تُجرّب وتحاول استكشاف شغفك وحلمك. اتبع قلبك لا محفظة نقودك، فقلبك سيدلك على شغفك لا محالة.

من التعثر إلى النجاح.. ابحث عن كلمة السر

المتعثرون في الحياة يتحولون إلى ناجحين بمجرد أن يكتشفوا ما يحبون!

ربما يكون المثال الأبرز على ذلك بيل غيتس الذي كان وهو في الصف السادس متعثرا في دراسته، ومحبطا، ويشعر بالفشل الشديد، ويعيش صراعا مع الحياة، حتى اكتشف ولعه وشغفه بالبرمجيات. ولع أشعل فتيل حماسته حتى أصبح أغنى رجل في العالم.

الشغف هو البداية الحقيقية للنجاح، وهو الحب الشديد للعمل.. لا بد أن تعمل عملًا ممتعًا يشعرك بالسعادة كي تكون عظيما، فالعظماء في كل المجالات -على اختلافاتهم- يحبون ما يعملون.

ولا أجد غضاضة أن يبدأ الأطفال بداية متراخية، فلا داعي للفزع إذا لم يكونوا مثل أينشتاين وهم في الثامنة من أعمارهم، ببساطة لأن أينشتاين نفسه كان متعثرًا جدا وهو في الثامنة من عمره، بل بدأ حياته “موظفا من الدرجة الثالثة في مكتب أرشيف”، حتى اكتشف ولعه بعالم الفيزياء، فكأنه تحوّل إلى مارد في لحظة، فطوّر نظرية النسبية، وأصبح أشهر عالم فيزياء في العالم.

كيف أكتشف ما أحب؟

لكي تكتشف ما تحب عليك أن تكافح من أجل معرفته، ولا تنتظر أن يأتيك الوحي. استكشف العديد من الطرق، ابحث جيدا في كل المجالات، اختبر قدراتك حتى تجد ما تحب وعليك بالتجربة.. إن الأمر لا يحتاج حتى إلى حاسة نظر قوية. يقول إريك فاينماير، أول شخص كفيف يتسلق جبال إفريست، “ابحث عن السعادة في الأماكن المخفية؛ فهذا سيؤدي بك إلى السعادة الأبدية”.

إذا كنت تعمل بوظيفة لا تحبها.. ماذا تفعل؟

عليك أن تقوم بالعمل الذي تحبه بجانب هذه الوظيفة. تخيل أن ألبرت أينشتاين برع في مجال الفيزياء أثناء وقت فراغه وهو موظف في مكتب أرشيف. استمع إلى قلبك، واسع وراء السعادة وليس المال وحسابك البنكي. لا أقصد هنا أن نتخلى عن المال.. بالطبع لا، ولكن معظم الناجحين ذكروا أن المال سيأتي بطبيعة الحال إن كنت تعمل، وسيكون وفيرًا إن كنت شغوفًا بما تعمل.

يقول مايكل فوردريك إنه أصبح مليونيرًا وهو في الـ17 من عمره لأنه اتبع صوته الدفين وترك مجال أجهزة الحاسب الآلي وأنشأ مجموعة شركات تعمل في مجال الإنترنت.

هناك دراسة تشير إلى أن الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين ١٨ و٢٥ عاما هدفهم الأكبر في الحياة تكوين ثروة، بعكس ما خطط له الأثرياء بالفعل.

يقول بيل غيتس إن المال لم يكن هدفه مطلقًا من تأسيس شركة مايكروسوفت، فقط كان يتبع شغفه في عالم البرمجيات.

يقول أحدهم “استيقظت ذات صباح لأجد نفسي أصبحت مليونيرًا. الآن أدركت ما يقولون: إذا عملت ما تحب، سيأتي المال لا محالة”. إنك إذا عملت ما تحب، ستبذل قصارى جهدك وتتعب وتثابر وتصبر وتتحمل وتقوم بكل الأشياء التي تقودك إلى النجاح.. تقوم بهذا وأنت مستمتع سعيد.. سيشعرك عمل ما تحب بالحماسة وقوة الدافع لتحقيق النجاح، ومن ثم كسب مزيد من المال.

كنت جالسًا ذات صباح ندي أراقب الحافلات المدرسية، تمر من أمام منزلي وداخل كل حافلة مربية تستقبل الأطفال الصغار وتدلّهم على أماكن جلوسهم.

لفتت نظري طريقة تعامل المربيات المختلفة مع الأطفال؛ فمنهن من تنزل من الحافلة وتتحرك نحو بيت الطالب وتنتظره خارج البيت مبتسمة غير متململة، تصطحب التلميذ وتذهب به نحو الحافلة كمن تصطحب حبيبها في موعد عشاء ساحر.

وهناك مربية أخرى تفتح باب الحافلة وهي جالسة على مقعدها لا تفارقه لحظة، تعلو وجهها آثار مقاومة النعاس تنظر إلى الطفل قادما نحو الحافلة يصارع حقيبته المدرسية، تستقبله ببرود ونظرات بلاستيكية خالية من الحيوية.

الآن أفكر أن الفارق بينهما هو الشغف بالعمل. هناك من يعمل من أجل المال والوظيفة، وهناك من يعمل ما يحب ومن أجل المال والوظيفة أيضا.

يقول ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل، إن “الطريقة الوحيدة للشعور بالرضا هي أن تقوم بعمل عظيم، والطريقة الوحيدة للقيام بعمل عظيم هي أن تحب ما تعمل”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *