اقتصاد

تداعيات الجفاف والأزمة ترفع واردات الحليب ومشتقاته إلى 1.3 مليار درهم

بلغت قيمة واردات المغرب من الحليب ومشتقاته أزيد من مليار و392 مليون درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية، وذلك بعدما كانت سلسلة الحليب تحقق اكتفاء ذاتيا.

وبحسب النشرة الشهرية لمكتب الصرف الخاصة بشهر شتنبر 2022، فقد بلغت قيمة واردات المغرب من الحليب ومشتقاته أزيد من مليار و 392 مليون درهم مقابل 619.2 مليون درهم خلال الفترة ذاتها من سنة 2021.

الكميات المستوردة من الحليب ومشتقاته، بدورها عرفت زيادة مهمة بحيث بلغت 43.49 ألف طن مع نهاية شتنبر 2022 مقابل 27.19 ألف طن خلال الفترة ذاته من سنة 2021.

وفي الأشهر السبعة الأولى من 2022، بلغت قيمة واردات المغرب من الحليب نحو 891.6 مليون درهم فيما لم تتجاوز في الفترة نفسها من السنة الماضية 478.7 مليون درهم وفق معطيات مكتب الصرف. ومن حيث الحجم، بلغت 30.4 ألف طن في 2022 مقابل 21.8 ألف طن في 2021.

وأثرت مواسم الجفاف التي عرفها المغرب على سلسلة الحليب ومردودية الإنتاج، زيادة على غلاء الأعلاف مما أدى إلى نقص حاد في مادة الحليب ومشستقاته بنحو النصف خلال الأشهر الأخيرة.

وشكلت تداعيات الجفاف ضربة قاسية لقطيع الأبقار الحلوب بالمغرب، بالنظر إلى تضرر كل السلسلة المرتبطة بإنتاج الكلأ، وزاد من هذا الوضع ارتفاع أسعار الأعلاف التي شهدت زيادة كبيرة، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام بنحو النصف ليصل إلى 5 دراهم للكيلوغرام، في حين كان هذا السعر لا يتعدى 2.5 دراهم في سنوات سابقة.

وأدت هذه التداعيات إلى أثر كبير على الفاعلين في قطاع إنتاج الحليب خاصة من الأبقار الحلوب، وتسبب هذا الوضع في إغلاق نحو 50 في المائة من مراكز التعاونيات، كما تراجع إنتاج بعض التعاونيات من الحليب إلى 300 لتر في اليوم مقابل 2.5 طن فيما قبل، وفق مهنيين.

وأثر هذا الوضع أيضا على أسعار الحليب حيث عمدت بعض الشركات إلى رفع الأسعار على بعض المنتجات والمشتقات الحليبية.

ولمواجهة النقص الحاصل في القطاع، قررت الحكومة دعم استيراد سلالات الأبقار الحلوب عن طريق إعانات مالية محددة، وذلك بهدف تشجيع تكثيف الإنتاج الحيواني.

وحدد القرار المشترك الصادر عن وزارة الفلاحة ووزارة الاقتصاد ووزارة الداخلية، ونشر بالجريدة الرسمية عدد 7121، الإعانات الممنوحة في 3 آلاف درهم للرأس في حال اقتناء ثلاث عجلات، و5000 درهم للرأس من العجلة الرابعة المستوردة إلى العجلة العاشرة، و2500 درهم للرأس ابتداء من العجلة الحادية عشرة المستورة وما فوق.

وتمنح هذه الإعانات لاقتناء العجلات المستوردة خلال السنتين التاليتين لتاريخ نشر القرار في الجريدة الرسمية، في حدود 20 ألف رأس، بشرط أن تنتمي الأبقار المستوردة إلى سلالات فريزيان هولشتاين، وهولشتاين ذات اللون الأسود والأحمر، والسلالات ذات اللون الأبيض والأحمر، والسلالات الحمراء، والجيرزي والطارونطير والنورماند.

سلسلة الحليب في أرقام

تشير المعطيات المتوفرة بموقع وزارة الفلاحة، إلى سلسلة إنتاج الحليب تلعب دورا مهما سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الغذائي، إذ تساهم في ضمان الأمن الغذائي للبلاد عبر تغطية 96 في المائة من حاجيات المواطنين من الحليب ومشتقاته.

في سنة 2009 وفق المعطيات ذاتها، كانت إنتاجية السلالات الأصيلة حوالي 3500 لتر للبقرة في السنة، لتنتقل في سنة 2019 إلى 4200 لتر للبقرة في السنة، بنمو قدره 20 في المائة.

وانتقلت إنتاجية السلالات المهجنة من 1250 لتر للبقرة في السنة في 2009 إلى 2300 لتر للبقرة في السنة في 2019، محققة ارتفاعا بنسبة 84 في المائة.

وتضم الضيعات الوطنية حوالي 1.82 مليون رأس تنتج 2.5 مليار لتر من الحليب. ويبلغ الاستهلاك الفردي للحليب في المغرب ما بين 10 إلى 15 في المائة من إجمالي إنتاج السلسلة. وتضم سلسلة الحليب بالمغرب حوالي 260 ألف منتج، فيما يضم التحويل الصناعي للحليب 16 من الفاعلين المختلفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *