مجتمع

قيادي سابق بالبوليساريو يروي مشاهد صادمة لعمليات إعدام ارتكبتها الجبهة فوق التراب الجزائري

روى أحمد محمد الخر، أحد مؤسسي جهة “البوليساريو” الانفصالية والذي قضى 14 عاما في سجونها، مشاهد صادمة لعمليات إعدام ميداني بالرصاص الحي والتعذيب حتى الموت وتقيطع جثث القتلى، من طرف ميليشيات الجبهة في حق أعضائها المعارضين، طيلة العقود الماضية.

جاء ذلك في محاضرة ألقاها أحمد محمد الخر، ضمن أيام الترافع الأكاديمي حول القضية الوطنية، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان، نونبر الجاري، بمشاركة خبراء وأكاديميين يمثلون عدد من الجامعات المغربية.

وكشف الخر، وهو رئيس الإئتلاف الصحراوي للدفاع عن حقوق ضحايا سجن الرّشيد، أحد أقدم ضحايا التعذيب في سجون البوليساريو، أن الجبهة اعتقلت نحو 75 قياديا وعضوا من أنصار مؤسسها الوالي مصطفى السيد عقب اغتياله،  حيث تم توزيعهم في السجون على 3 مجموعات.

وقال الخر إن هؤلاء المعتقلين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والتقتيل بشكل لا يُتصور، مشيرا إلى أنه ذاق الموت مرارا وكاد يكون من بين القتلى، لولا وجود أسيرين اثنين من الإسبان، كانوا أطباء، هما من قدما المساعدة لبعض الضحايا.

وكشف المتحدث عن إعدام عدة معتقلين أمامه، ضمنهم شاب لا يتجاوز عمره 16 سنة، تم قتله رميا بالرصاص وترك جثته فوق الأرض، مشيرا إلى أن الجثث كانت تُقدم للكلاب أو تُحرق أو تظل فوق الأرض إلى أن تتحلل.

وأوضح الخر أن مسلحي الجبهة طالبوا من المعتقلين المتبقين على قيد الحياة، بإحراق جثة الشاب صاحب الـ16 عاما، لولا تدخل أحد قياديي الجبهة الذين أمر بدفن الجثة عوض حرقها، لافتا إلى أنه شهد عملية إعدام أخرى لامرأة تم رميها بالرصاص بسبب احتجاجها على الوضع.

إقرأ أيضا: خبراء وأكاديميون يؤكدون على ضرورة النهوض بالترافع والبحث العلمي حول القضية الوطنية

ويؤكد المعتقل السابق على أن كل عمليات التقتيل والإعدام والتعذيب، تمت على التراب الجزائري، مشيرا إلى أن الناجين من تلك المأساة لا زالوا يترافعون دوليا ضد الجزائر، باعتبارها تحاول طمس تلك المجازر، وفق تعبيره.

وفي هذا الصدد، كشف الخر أن قيادة الجبهة كانت تصنف هؤلاء الضحايا ضمن قائمة “الشهداء وضحايا الحرب”، بالرغم من أنها هي من قتلتهم، مشيرا إلى أن الجزائر حاولت طمس الحقيقة من خلال دعم أموال باهضة للجبهة من أجل إجراء عمليات صلح مزعومة مع ذوي الضحايا.

وتابع قوله: “قيادة الجبهة لم تكن سواء تلميذا نجيبا للنظام العسكري الجزائري، وللأسف فإن البوليساريو ستصبح بدورها في السنوات المقبلة ضحية للجزائر”، وفق تعبيره.

وطالب الخر بمتابعة الجزائر دوليا على الجرائم التي ارتُكبت فوق ترابها من طرف أداتها “البوليساريو”، قائلا: “فظاعة وهمجية ما تعرضنا له كضحايا، تتحمل فيه الدولة الجزائرية مسؤولية كبيرة بالنظر إلى أنها وقعت على أراضيها على مرأى ومسمع من جيشها ومخابراتها”.

وشدد على ضرورة إحداث لجنة دولية بضمانات أممية، من أجل فتح تحقيق حول المقابر الجماعية لضحايا ومفقودين وقتلى فقدوا أرواحهم تحت التعذيب، مشيرا إلى أن ذلك سيعري الجزائر وسيكشف أمور أخرى بشعة مما تمارسه البوليساريو خارج القانون الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *