مجتمع

الأميرة حسناء: حوض الكونغو ثاني أكبر خزان للكربون في العالم وحمايته تحد عالمي

أوضحت الأميرة للا حسناء، سفيرة النوايا الحسنة للجنة المناخ لحوض الكونغو والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، أن منطقة حوض الكونغو تعد ثاني أكبر خزان للكربون في العالم، مشيرة إلى أن حمايتها تشكل تحديا عالميا كبيرا.

وقالت الأميرة للا حسناء خلال ترؤسها اجتماعا رفيع المستوى حول موضوع “تمويل التصدي للتغيرات المناخية عماد تفعيل لجنة المناخ لحوض الكونغو”، على هامش مؤتمر المناخ “كوب 27” بمصر، إن مسؤولية حماية حوض الكونغو تقع على عاتق الأطراف المتدخلة كافة.

وأضاف أن ذلك يشمل تحديدا، توفير الموارد المالية والتقنية الكفيلة بالمساهمة في بلورة نموذج اقتصادي يجمع بين الاستدامة والابتكار، من أجل تمكين الساكنة المعنية من الصمود أكثر في وجه التغيرات المناخية، بما يضمن لها تحسين ظروف عيشها بشكل ملموس.

وفي هذا الإطار، قالت الأميرة إن المملكة المغربية، باعتبارها شريكا مؤسسا، ولاسيما بصفتها عضوا إفريقيا متضامنا بالمنطقة، تؤكد التزامها الكامل بالمساهمة في تحقيق الأهداف المتفق عليها بمناسبة قمة برازافيل الأولى، وتنفيذ الخطوات العملية المقررة منذ ذلك الحين.

وأضافت سفيرة النوايا الحسنة للجنة المناخ لحوض الكونغو والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، أن المغرب “ملتزم بقوة، وعلى أعلى مستوى، بمواكبة تعزيز عمل اللجنتين الإفريقيتين الأخريين المعنيتين بالمناخ”.

وأعربت عن امتنانها للمشاركين في هذا الاجتماع رفيع المستوى، المنظم بمبادرة من جمهورية الكونغو التي ترأس لجنة المناخ لحوض الكونغو، والمملكة المغربية، بصفتها شريكا مؤسسا للجان المناخ الإفريقية الثلاث.

وأشارت إلى أن هذا الحضور الفاعل في هذا اللقاء يعكس “الالتزام بالمساهمة في إنجاح المشروع الحيوي والنبيل الذي يجمعنا اليوم”، مضيفة: “حفاظا على هذا الزخم الذي أعطاه الملك محمد السادس، تواصل المملكة تنفيذ برنامج المساعدة التقنية، الذي يروم دعم رئاسة لجنة المناخ لحوض الكونغو”.

وأبرزت المتحدثة أن المغرب يواكب تنمية الصندوق الأزرق، ويبسط خبرته في مجال مكافحة التغيرات المناخية، لاسيما من خلال مركز الكفاءات للتغير المناخي (4C MAROC).

وتابعت بالقول: “وكما تعلمون، فإن رؤساء الدول والحكومات الأفارقة، المجتمعين سنة 2016 بمراكش، بمبادرة من الملك محمد السادس، كانوا قد قرروا الأخذ بزمام المسؤولية عن مصير القارة فيما يتعلق بالتصدي لتغير المناخ”.

ولفتت إلى إسناد رئاسة لجنة المناخ لحوض الكونغو لـ”دونيس ساسو نغيسو”، رئيس جمهورية الكونغو، مشيرة إلى أنه “تمكن بفضل حسه الريادي، من تحقيق تقدم ملموس على درب إرساء هذه اللجنة، وإنشاء آليتها التمويلية المتمثلة في الصندوق الأزرق”.

وأردفت قائلة: “يحق لإفريقيا اليوم أن تفخر بقطعها لأشواط هامة في هذا المضمار، حيث تم في هذا الإطار، وبدقة متناهية، حصر قائمة بأكثر من 250 مشروع وطني وشبه إقليمي، تنم عن رؤية شمولية ومقاربة منسجمة”.

وترى الأميرة للا حشناء، إنه بالرغم من كل الجهود المبذولة، فإن تمويل هذا المشروع ما يزال يشكل تحديا كبيرا يعيق مساعينا القارية في هذا المجال، وفق تعبيرها.

وأضافت: “فلا بد لكافة شركاء القارة، سواء كانوا متعددي الأطراف أو ثنائيين من الوقوف الى جانب منطقة حوض الكونغو حتى نتمكن من الحصول على الدعم المناسب، والاستفادة من الآليات التمويلية المتعلقة بالمناخ”.

وشددت على أن اجتماع اليوم “يجسد التزام إفريقيا وإرادتها للانضمام إلى الجهود الدولية الهادفة الى مكافحة التغير المناخي. ويحدونا الأمل في أن يمكننا هذا الاجتماع، جميعا، ولاسيما بالنسبة للمانحين المؤسساتيين والخواص، من الاستثمار الأمثل للفرص التي يتيحها الصندوق الأزرق لحوض الكونغو”.

وأشارت إلى أنه “لا ينبغي لآثار الأزمة العالمية الراهنة بكل أبعادها الطاقية والمالية والغذائية، أن تصرف، بأي حال من الأحوال، جهود الدول والمؤسسات الدولية واهتمامها عن الواجب المناخي، وعن الالتزامات الدولية في هذا الشأن، لاسيما ما يتعلق منها بالجانب المالي”.

وخلصت الأميرة إلى أن “الأزمة المناخية في تفاقم مستمر وتداعياتها المدمرة والفتاكة لا تزداد إلا حدة واستفحالا”، مشددة على أنه “آن الأوان لترجمة التزاماتنا الى أفعال ملموسة وناجعة”، حسب قولها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *