مجتمع

خبراء يربطون بين ضمان الأمن المائي واستقرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية (فيديو)

نبه باحثون أكاديميون وخبراء في الاقتصاد، وجمعويون، إلى الوضعية الحرجة التي تعيشها منظومة الماء بالمغرب، وعلاقتها بتهديد الاقتصاد الوطني، مقترحين، تدخل الفاعلين، كل من موقعه، سياسيا، وأكاديميا، واقتصاديا، ومدنيا، من أجل المساهمة في التوعية والتحسيس بالمخاطر التي تحدق بأمننا المائي.

جاءت هذه المداخلات، على ضوء المنتدى الموضوعاتي الأول حول “الأمن المائي بالمغرب”، المنظم من طرف جمعية “البناة” بمدينة المحمدية، أيام 11 و 12 و 13 نونبر الجاري، حيث أكد الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، فؤاد مسرة، في مداخلته، أن الوضع المائي ببلادنا اليوم، يحتاج إلى مقاربة تشاركية حقيقية، تجمع بين الفاعلين السياسيين والباحث الأكاديمي، والفاعلين العاملين في المجال الجمعوي، مثل القائمين على هذا المنتدى.

دور الباحث الأكاديمي على سبيل المثال، يقول مسرة، “يتجلى في تقديم دراسات وحلول واقتراحات تشخيصية، والبحث عن تجارب مقارنة، نجحت دول أخرى في تنزيلها لمواجهة أزمة الماء”، في المقابل، شدد على أن دور الفاعل السياسي، في هذه المقاربة، هو “إعداد برامج واقتراحات، والدفاع عنها والترافع عنها، كما أنه على الفاعل السياسي في منصب المسؤولية، أن يعمل على تنفيذ هذه البرامج وتطبيق الحلول والمقترحات المقدمة”.

من جانبه، شدد الخبير الاقتصادي والمحلل المالي، نجيب الصومعي، على أن الأزمة المائية التي يعرفها المغرب، تندرج في سياق أزمة مناخية يعيشها العالم، إلا أن وضع الماء، “يبقى الأهم في الأجندة الاجتماعية والاقتصادية ببلادنا، وهو ما نبه إليه الملك محمد السادس، الشيء الذي جعل جمعية “البناة” كفاعل جمعوي يبادر إلى تنظيم المنتدى الأول حول “الأمن المائي بالمغرب”.

وأضاف الصومعي في تصريح لجريدة “العمق”، “أن الماء، هو العامل المحدد لعملية الإنتاج، وهو المادة التي تضمن استمرار عجلة التنمية والاقتصادية في الدوران، وهو أيضا المادة التي تضمن الاستقرار، وكذا ضمان الحاجيات الأساسية للمواطنين”.

وشدد الصومعي على أن خطاب الملك حول الماء، كان واضحا جدا، والمجتمع المدني اليوم، يضيف الخبير الاقتصادي، معنيٌ بهذا الموضوع بقوة، باعتبار العلاقة المباشرة التي تربطه مع المواطنين، لذلك فهذا المنتدى، يقول الصومعي “هو بداية التزام مهم للمجتمع المدني تجاه قضية هامة كالماء، لأن الوضعية التي يعرفها الماء بالمغرب دقيقة جدا، وعلى الجميع، أن يقدم إجابات واضحة حول الإشكالية التي يعرفها في أقرب الآجال”.

جدير بالذكر، أن جمعية “البناة”، طرحت في المنتدى الأول، موضوع الأمن المائي بالمغرب، على مدى أيام 11 و 12 و 13 نونبر 2022، وذلك، كفرصة لمناقشة واقع الماء بالمغرب، واستشراف التحديات المائية المستقبلية المطروحة على مستوى الأجندة الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا.

كما يشكل هذا المنتدى، حسب “البناة”، فرصة لتعزيز إشراك المجتمع المدني في تدبير هذا الملف والتفكير في إطار مؤسساتي لمجتمع المدني قادر على المساهمة في الدينامية الوطنية لتعزيز السيادة، والأمن المائي كمدخل أساسي لتقوية الأمن الاستراتيجي الوطني وتعزيز الاستقرار.

كما ناقش هذا المنتدى، مواضيع تقنية تهم الأبعاد القانونية، والمناخية، والاقتصادية، والاجتماعية، تصب في مجملها، حول تحليل الوضعية المائية بالمغرب، وكذا إبراز، دور الخطاب الإعلامي في تدبير أزمة الماء، وتقديم قراءة في التشريع المائي، وإبراز دور السيادة المائية بالمغرب كمدخل للتحول التنموي ومحدد الاقلاع الشامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *