أخبار الساعة

الإدريسي تدعو لاستحضار المدخل القيمي إلى جانب القانوني للنهوض بالأسرة المغربية

اعتبرت نائبة رئيس حركة التوحيد والإصلاح، حنان الإدريسي، أن عمق أزمة الأسرة قيمي وليس قانونيا، وأن التركيز على البعد القانوني وحده لن يحل أزمتها، منوهة بالإطار العام الذي وضعه الملك محمد السادس لورش مراجعة مدونة الأسرة، من حيث ترسيخ المرجعية الإسلامية وجعل تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم خطا أحمرا، لافتة إلى أن الدستور المغربي أكد على أهمية الأسرة باعتبارها النواة الأولى للمجتمع من حيث هي علاقة قائمة على الزواج الشرعي بين الرجل والمرأة.

وشددت الإدريسي التي حلت بمراكش، الأحد، ضمن مؤتمر للحركة، على مركزية الأسرة في الإسلام، باعتبارها “المشتل الطبيعي لزراعة الأخلاق، والمحضن الهادئ الذي يوجه الفرد ويمكنه من حمل الأمانة التي حملها الإنسان وتهيبتها السماوات والأرض”.

وأضافت أن مؤسسة الأسرة من المفترض فيها أن تكون مصدر السرور والفرحة، وأن هذا الأمر يتعزز عندما تكون مؤسسة الأسرة صالحة، مستشهدة بقوله تعالى في سورة الفرقان “والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما”، حيث بينت أن “عباد الرحمان لا يكتفون بالمناقب الحميدة التي يتحلون بها، إنما هم يتضرعون إلى الله كي تقر أعينهم بأسرهم، ويدعون الله ليجعلهم أئمة هدى يقتدي بها أهل التقوى رفقة أزواجهم وذرياتهم، ويطلبون من الله أن يمنحهم ما يصلون به لهذه الدرجة”.

ونبهت إلى المخاطر المحدقة بمؤسسة الأسرة التي تهدد كينونتها، معتبرة أنها “تعيش تهديدا قيميا واستهدافا شيطانيا وهجوما عالميا مسعورا من خلال حملات منظمة لتيار الفردانية والاستهلاك واللذة”، الأمر الذي تراه الإدريسي “توجها مناقضا لمفهوم الأسرة القائم على الجماعية والتكامل والرحمة والعفو والإحصان”.

في السياق ذاته، حذرت المتحدثة “من طغيان النسق القيمي الفرداني على القيم الإسلامية المحصنة لمؤسسة الأسرة، حيث تستشري الأنانية وطغيان الشكليات والغرق في الملذات، الذي عبر عنه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالوهن وحب الدنيا،  في مقابل تراجع قيم القناعة والصبر والاحتساب، واعتبار التضحية والإيثار ضعف يجب التخلص منه، لتجمل التحديات التي تهدد الأسرة في الإلحاد والتفاهة وتحولات العالم الرقمي وتغول تيار الشذوذ الجنسي الذي تحول من انحراف سلوكي إلى إيديولوجيا تستهدف فطرة الإنسان وإنسانيته، خصوصا في الغرب الذي يعيش انتكاسة قيمية كبرى”.

ودعت إلى جعل “الأسرة في صلب عمل الفاعلين في المجتمع، واعتبارها أولوية في الأعمال والمبادرات من أجل الارتقاء بدورها بتضافر جهود الجميع، لأنها مهددة من شياطين الإنس والجن الذين يسعون إلى هدمها و اقتلاع أركانها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *