أخبار الساعة، مجتمع

ندوة علمية دولية بالناظور تناقش علاقة كرة القدم بالسياسة (صورة)

ينظم فريق البحث “دراسة الديمقراطية في دول البحر الأبيض المتوسط” ندوة دولية في موضوع “كرة القدم والسياسة”، بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، وذلك يومي الأربعاء والخميس 21 و22 دحنبر 2022.

وحسب الورقة التأطيرية للندوة، فإن موضوع كرة القدم والسياسة يحيل على محاور عدة، جديرة بالتناول والمعالجة، حيث سيتم مناقشة عدد من القضايا ويتعلق الأمر بالسياسات الرياضية بالمغرب؛ التوظيف السياسي لكرة القدم في العالمَيْن المتقدم والمتخلف؛ كرة القدم والثقافة السياسية والهوية؛ موقع كرة القدم في العلاقات الدولية وظاهرة الألتراس.

إن العلاقة المتشابكة بين كرة القدم والسياسة لا تتأسس، حسب الورقة التأطيرية، على التشابه بين الميدانين، والتقارب القائم بينهما في الدولة الحديثة فقط، وإنما تتأسس أيضا على تحكُّم الدولة في الرياضة، واعتبارها مجالا خاضعا للسياسة وسُلطتها، وتزايد وسائل حكم الدولة، المادية والرمزية، وتكثيف أدوات الهيمنة غير المباشرة.

وأشار المصدر ذاته إلى أن كرة القدم، لم تعد منذ عقود، محكومة بقواعد اللعب والفرجة فحسب، وإنما أضحت “لعبة” خاضعة للتنظيم والتدبير والتأطير والتوجيه، ليس فقط على مستوى إجراءات اللعب وتقنياته، وقواعد تنظيم الفرق، وإنما كذلك على مستوى أهداف لعبة كرة القدم، وشروط تنظيم البطولات واللقاءات الكروية، وخلفياتها السياسية والإيديولوجية.

كما أنّ كرة القدم لم تعد لعبة محكومة بالتلقائية والممارسة والتعبئة والعواطف فقط، وإنما أصبحت تنظيما خاضعا للحسابات الرياضية والإحصائية والاقتصادية، تستحضر كلها منطق الربح والخسارة، ليس الربح في المقابلات، وإنما الربح المادي والاقتصادي بالدرجة الأولى، وكذا السياسي.

وسجلت الورقة التأطيرية للندوة أن كرة القدم لم تعد لعبة فِرق، وفرجة مجتمع، كما أن انتصارات الفرق وهزائمها لم تعد حبيسة الرياضيين والوسط الرياضي، وإنما غزت هذه اللعبة مختلف مناحي الحياة. فقد أصبحت كرة القدم، منذ زمن، قضية دولة، لا تؤثر في الاقتصاد والإعلام والسياحة فقط، وإنما تفعل فِعْلها في السياسة الوطنية، وفي العلاقات الدولية، وفي المنظمات والبنيات، كما في السلوكيات والتفاعلات السياسية.

وذكر المصدر ذاته أن العلاقة المتشابكة والمعقدة بين كرة القدم والسياسة، برزت بشكل واضح، منذ ثلاثينيات القرن الماضي؛ من خلال تنظيم بطولات دولية، وألعاب أولمبية، بمُشاركة عدة منتخَبات وفرق وطنية، مع ما يعنيه ذلك من صراع الأوطان والأجناس والشعوب. فانطلاقا من عام 1930؛ تاريخ انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم من الأروغواي.

كما أصبح التوظيف السياسي مصاحبا لأغلب البطولات العالمية والقارّية، ليس فقط من قِبَل الأنظمة الديكتاتورية، التي تتقن استثمار مثل هذه البطولات من أجل تلميع صورتها، والتغطية على انتهاكاتها، ونشر سياساتها؛ كما فعلت الفاشية الإيطالية، والنّازِية الألمانية، وديكتاتوريات أمريكا اللاتينية، وإنما كذلك من لدُن الأنظمة الديمقراطية، التي تحرص على تقديم النجاح في تنظيم التظاهرات الرياضية العالمية بمثابة إنجاز للحكومة ومكوّناتها؛ ففوزُ فرنسا بكأس العالم لسنة 1998 اعتُبِر بمثابة انتصار لفرنسا المتعددة الهويات، على اعتبار أنّ منتخبها ضمَّ عدداً من اللاعبين ذوي الأصول الإفريقية.

ويتم توظيف كرة القدم في السياسة، حسب الورقة التأطيرية،، من قبل القُوى السياسية والمدنية غير الرسمية، والنخب السياسية؛ ذلك أنّ عدداً من الفرق الرياضية اعتُبرت واجِهات لمناهضة نظام الحماية والاستعمار في عدد من الدول، كما اتُّخذت الأندية الرياضية، في بعض البلدان غير الديمقراطية، مشتلا للتربية السياسية، ونشْر قيم الالتزام بالقومية المحلية والانتماء، وتدعيم الهوية الخاصة. كما أن النُّخَب السياسية طالما نظَرَت إلى الانخراط في الأندية الرياضية بعامّة، وأندية كرة القدم على وجه الخصوص، بوصفه استثمارا سياسيا ناجحاً في حشد الجماهير الرياضية، وتعبئة الأصوات الانتخابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *