أخبار الساعة، أدب وفنون، مجتمع

اليوم العالمي للغة الضاد.. الكنبوري: العربية هي اللغة المهملة من ذويها

يحتفل العالم العربي، والمنظمات التربوية اليوم 18 دجنبر 2022، باليوم العالمي للغة العربية، كمنظمة “اليونسكو” التي كرست “هذا التاريخ السنوي لإبراز إرث اللغة العربية ومساهمتها العظيمة في الحضارة الإنسانية”.

وسلطت اليونسكو بهه المناسبة، الضوء على المساهمات الغزيرة للغة العربية في إثراء التنوع الثقافي واللغوي للإنسانية، فضلا عن مساهمتها في إنتاج المعارف، من خلال طرح موضوع هذا العام تحت عنوان: “مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية”.

وتجمع اللغة العربية أناسا من خلفيات ثقافية وإثنية ودينية واجتماعية متنوعة، بوصفها إحدى الركائز التي تقوم عليها القيم الإنسانية المشتركة.

وقال الباحث المغربي في الفكر الإسلامي والكاتب الروائي ادريس الكنبوري، بمناسبة اليوم العالمي للغة الضاد، إن “اليوم 18 دجنبر هو اليوم العالمي للغة العربية؛ هذه اللغة الجميلة التي تحتفظ بأغنى تراث في التاريخ الإنساني؛ ونزل بها الوحي الإلهي؛ ولكنها اللغة المهملة من ذويها”.

وسجل الكنبوري في تدوينة، أنه كان يقرأ “قبل أيام مقالا قديما للمؤرخ الكبير الدكتور حسين مؤنس رحمه الله قال فيه إن اللغة الإسبانية تمثل فيها اللغة العربية 10 في المائة؛ ولكن تلك النسبة بدأت تتقلص بسبب زحف الإنجليزية وتراجع العربية عالميا، بسبب عدم مواكبتها للعصر؛ وهذا راجع بالطبع إلى تخلفنا العلمي والثقافي الذي يؤثر على لغتنا؛ فمن يصنع الكومبيوتر هو الذي يسميه؛ ولا يوجد شخص يضع مولودا ويعطيه للجيران يسموه؛ أو يسمونه؛ أو ليسموه”.

وشدد على أنه “من إهمال العرب للعربية، أن الاهتمام القاموسي بها ضعيف جدا؛ فالقواميس التي وضعت حتى اليوم هي قواميس وضعها مسيحيون عرب؛ لبنانيون بوجه خاص؛ ولا يوجد لحد علمي قاموس جيد وضعه العرب المسلمون سوى ذاك الذي وضعه أربعة لغويين بينهم محمد حسن الزيات في الستينات على ما أعتقد؛ وهو ما أرجع إليه”.

وحتى اليوم يضيف الكنبوري “لا يزال لسان العرب لابن منظور هو الأهم؛ ولكنه ضخم في ثماني مجلدات صعب الاستعمال ولم يتم تحديثه؛ بينما نرى مثلا أن قواميس اللغة الفرنسية أو الإنجليزية بالمئات ويتم تحديثها كل عام؛ مثل قاموس روبير أو لاروس أو أكسفورد”.

هذا الأمر يقول الباحث والكاتب الروائي، “هو ما جعل اللغة العربية لغة تابعة؛ لأنها قائمة اليوم على التعريب والترجمة لا التوليد والاشتقاق؛ وهو ما يؤثر على البناء الفكري بالضرورة؛ لأنه لا يوجد اتفاق على كلمات مشتركة وكل شخص يستعمل مفردات تناسبه حتى أصبحت لدينا فوضى المصطلحات؛ ثم نتج عن ذلك انتشار الغموض بحيث ضاعت العربية السليمة في مجال البحوث؛ مما أفقد العربية لذتها التي كانت لها والتي نجدها عند رواد الفكر والثقافة في العصر الحديث؛ وجعل الناس تنفر منها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *