خارج الحدود

أمير قطر يبرز للعالم تراثا عربيا عبر ميسي.. والإعلام الغربي يفتح نيرانه من جديد

لم يترك أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، شيئا للصدفة، فقد عمل على استغلال فرصة حدث كأس العالم 2022، لإبراز الصورة الحقيقية للعرب المسلمين لكل العالم، بإشهار أدق التفاصيل الثقافية والفنية والدينية للعالم بشتى الطرق، مهدما بذلك بروباغندا الغرب التي طالما صورت العرب في زي “التخلف والوحشية”.

كان الأمير تميم يعلم يقينا أن الصورة التي سيحمل فيها ليونيل ميسي كأس التتويج بعد فوز الأرجنتين على فرنسا، ستبقى اللقطة التي ستعبر العالم وستتخذها كبريات الصحف العالمية في صفحاتها الأولى، فاستغل اللحظة لإبراز أشهر وأرقى لباس قطري وخليجي تقليدي للعالم، وهو البشت، بوضعه على أكتاف ليونيل ميسي.

فما هو البشت؟

شد أمير قطر الأنظار إليه بعدما قرر إلباس اللاعب ليونيل ميسي، البشت القطري، وهو لباس تقليدي مرصع بالذهب، ولا يلبس إلا في المناسبات الخاصة ولا يلبسه إلا الأمراء والملوك أو العرسان والمحتفى بهم.

وهذا يبرز أن الأمير اعتبر ميسي عريس المونديال بعد تتويج بلاده بكأس العالم 2022، وارتدى ميسي البشت وهو ثوب أسود اللون، طويل مرصع بالذهب، ثم تقدم إلى أصدقائه ورفع كأس التتويج العالمية، عاليا وهو يصرخ بعبارات النصر، بعد أن خطف الفوز من فرنسا بضربات الترجيح، بعدما خرج الفريقين متعادلين بـ 3 مقابل 3 أهداف، في مباراة حبست أنفاس عشاق الساحرة المستديرة.

ويظهر أمراء وملوك الخليج، على مر التاريخ وهم يرتدون البشت، وحتى مع التطور الكبير الذي حققته دولة قطر في كافة المجالات، إلا أن الأزياء العصرية الحديثة لم ترغم المُواطن على التخلي عن ارتداء البشت المُطرز بالخيوط الذهبية على الأطراف مع الثوب الأبيض أو ما يسمى بـ”الغترة” وهو غطاء الرأس للرجال والعقال، كما يرتديه أمير قطر أثناء تتويج ميسي.

وعُرف لباس البشت منذ القدم، مكملا للباس العربي الخليجي إلى جانب العقال حيث يعتبران رمزان للأصالة والهوية الوطنية نظرا لقيمتهما التراثية، خاصة أن الرجل الخليجي يعتبر العقال تاجا على الرأس و”البشت” رمزا للشخصية.

ويأتي موقف أمير قطر، بوضع البشت على أكتاف ميسي، حسب مغردين، تمسكا منه بتراث وتقاليد وثقافة البلاد، والرغبة في إبرازها لدول العالم، في وقت كان نصف سكان الكرة الأرضية يتابعون لحظة تتويج ميسي بكأس العالم الأول في مسيرته الكروية، والثالث في تاريخ بلاد التانغو.

انتقاد غربي لقطر

لم تسلم قطر من انتقادات مواطني وإعلام الغرب منذ بداية المونديال، كيف لا وهي الدولة العربية التي لم تترك شيئا للصدفة عن ثقافة وأعراف العرب وسماحة المسلمين، إلا وأبرزته للعالم، وما كان ذلك إلا أن يخلق تصدعا في نفوس كارهي العرب والمسلمين عموما.

ومنذ لحظة وضع أمير قطر للبشت على أكتاف ميسي، تقاطرت الانتقادات من كل مكان، وصل إلى حد دعوة البعض، إلى عدم الترويج لصورة ميسي التي يرتدي فيها البشت، لأنها بحسب تعبيرهم، “عمل فاضح لنشر الغسيل الرياضي بتحريض من رئيس الفيفا”.

وعلق الصحفي الرياضي، جون لوغان، بقوله: “أنا أحترم جميع الثقافات والأعراق، عاشت أختي في الكويت لمدة 30 عاما وكان أخي وفق القانون عربيا، ولكن لم يكن من المناسب أن يُمنح شرفك في اللحظة التي كان فيها ليونيل ميسي يرفع كأس العالم”.

وقالت صحيفة “التغراف” إن ” هذا العمل الغريب حطم أعظم لحظة في تاريخ كأس العالم” بعد أن “تم إجبار قائد الأرجنتين ليونيل ميسي على ارتداء البشت العربي التقليدي عندما تسلم الكأس، لكنه سرعان ما نزعه”.

بينما غرد عرب بقولهم: “لو كانت بطولة كأس العالم في افريقيا ولبس ميسي زيّا افريقيا، أو كانت في أمريكا اللاتينية ولبس زيّا لاتينيا، أو في أوروبا ولبس زي محاربي الفايكنج، لأشاد الصحفيون الغربيون بهذه الخطوة التي تعزّز التعايش بين الأمم”.

واعتبر مغردون عرب كذلك، أن البشت رمز وهوية العرب، ووضعه على أكاف ميسي من طرف الأمير القطري “ردا على كل قوم استهزأ بعروبتنا وثقافتنا، إذ بدأ افتتاح كأس العالم بملعب الذي يعبر تصميمه عن بيت الشعر، صحراء شبه الجزيرة العربية في تطورها لا تنسى تراثها، ثم آيات من الذكر الحكيم ولوحة فيها الجمال تسير، ثم اختتمت بالبشت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *