مغاربة العالم

ابنة فلاح مغربي.. هاجر بودراع أول قاضية محجبة في محاكم إيطاليا

لا حديث في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا عن المغربية هاجر بودراع، التي ستصبح أول قاضية محجبة في محاكم إيطاليا، بعد اجتيازها امتحان التخرج من مؤسسة للقضاء بـ”تورينو”، خلال الأشهر المقبلة.

هاجر بودراع، البالغة من العمر 30 عاماً، تتحدر من عائلة محافظة تضم 7 إخوة، وهي ابنة مزارع مغربي في حقول “تورينو”، وتخوض تدريبا لدى المدعي العام بمحكمة فيرونا، شمال إيطاليا.

ولدت هاجر بودراع عام 1992 بالمغرب، قبل أن تهاجر في سن الخامسة والنصف رفقة عائلتها إلى إيطاليا، بعد حصولها على البكالوريا التحقت بكلية الحقوق في تورينو، لتستقر بشكل دائم هناك.

وقالت هاجر، في حوار مع صحيفة “iltquotidiano”، إنها “وجدت صعوبات كثيرة في بداية مسارها الجامعي، حيث لم تستطيع الحصول على منحة دراسية على اعتبار أنها لم تكن لديها جنسية إيطالية آنذاك”.

وأضافت أن “المنح الدراسية المخصصة للمواطنين الأجانب لا تتجاوز 5 في المئة. أتذكر أنني بكيت كثيراً، كما تساءلت عن دعم الدولة للطلاب المتفوقين وعن دور المادة 3 من الدستور الإيطالي التي تتحدث عن المساواة”.

ومضت تقول “أنا من أسرة فقيرة وامرأة ومحجبة أيضًا، لذلك بالإضافة إلى المصاريف الباهظة التي تمتص معظم طاقتي، يجب أيضًا أن أتعامل مع تحيزات المجتمع. بشكل عام، فهمت أن العالم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعمل، ليس قائمًا على الكفاءة وقد كان لدي دليل على ذلك عدة مرات”.

وأشارت إلى أن “تخصص القضاء مكلف جداً، وربما موجه للنخبة فقط، أولئك القلائل الذين يمكنهم تحمل تكاليف الدراسة دون القلق من الاضطرار إلى إعالة أنفسهم وفي نفس الوقت دفع تكاليف الدورات التعليمية”.

ولم تستسلم ابنة الفلاح المغربي لمطبات الحياة، مبرزة أنها “شمرت عن ساعديها وعملت لمدة عامين في ترينتينو في مجالات لا تتعلق بدراستها من أجل توفير تكاليف هذه الرحلة الطويلة والشاقة، على حد تعبيرها.

وبخصوص الحجاب، قالت “قررت أن أرتديه وأنا في الـ13 من عمري ويجب أن أعترف أنه على مر السنين كان له معاني مختلفة. اليوم بالنسبة لي هو الإيمان والحرية والهوية، وفي عالم يتسم بالامتثال، فإنه رمزًا للقوة والشجاعة”.

واستطردت في حديثها قائلة إنه “لأمر مؤسف أنه “يخيف”، لدرجة يجعل من الصعب على المرأة المحجبة الوصول إلى بعض الوظائف. وفي هذا بالتحديد أجد أننا لسنا نحن المحجبات من لهن حدود، بل جزء من المجتمع الذي يفكر بهذه الطريقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • مبدأ العدل
    منذ سنة واحدة

    عندما تكون الأرضية قائمة على مبدأ العدل وتكافؤ الفرص فإنها تسمح للطاقات والكفاءات بالظهور كما هو الحال بالنسبة لأبناء الجاليات بأوروبا، أما إذا كانت قائمة على المحسوبية والواسطة كما هو الحال في هذا الوطن، فإن ولوج أي مهنة يكون حكرا على من توافرت فيه شروط النسب أو المال أو السلطة وإن إنعدمت فيه الأهلية.