سقطة جديدة لدبلوماسية “جار السوء”.. بيان لسفارة الجزائر يثير الغضب بموريتانيا

في حلقة جديدة من حلقات مسلسل فشل الدبلوماسية الجزائرية، هاجمت سفارتها بموريتانيا وسائل إعلام موريتانية في تصرف غير أخلاقي اعتبره محللون غير مسبوق في الأعراف الدبلوماسية، وتدخلا في سيادة الدولة الموريتانية.

وأثار بيان السفارة الجزائرية موجة غضب في الأوساط الموريتانية، بعدما هاجم وسائل إعلامية محلية واتهمها بالتبعية لدولة وصفها بـ”المعادية للجزائر”. وهو البيان الذي وصفه الكاتب الصحفي الموريتاني أحمدو النحوي بأنه “خروج عن اللباقة وعن الأساليب الدبلوماسية”.

وقال رئيس المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة والتعاون، أحمدو محمد الحافظ النحوي، عبر تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”، “أي سفارة لديها ملاحظات أو مآخذ على الإعلام الموريتاني من المفروض أن تكتب للجهات الوصية، أما أن تصدر السفارة بيانا للإعلام تهاجم فيه الإعلام الموريتاني فهو تصرف غير مسبوق في الأعراف الدبلوماسية وتدخل في سيادة الدولة الموريتانية”.

وأضاف النحوي أن السفارة الجزائرية “لم توفق في بيانها وأقل ما يقال عنه أنه خروج عن اللباقة وعن الأساليب الدبلوماسية المعهودة في مثل هذه الحالات”، مضيفا أن “على الأشقاء والأصدقاء احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد فموريتانيا بلد يعتز بقيم الديمقراطية وحرية الإعلام وهي مكاسب مكتسبة تعززت في هذا العهد الميمون”.

من جهته، قال الحسن ولد ماديك الباحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسانِ العرب، إن موريتانيا ليست ولاية جزائرية أو امتدادا لمخيمات الانفصاليين الصحراوي في لحمادة وتندوف، مستغربا من انتقاد السفير الجزائري لحرية بعض الصحفيين الموريتانين في التعبير عن رأي أو موقف سياسي.

وخاطب ولد ماديك السفير الجزائري بقوله: “أم تصدقون أن الشناقطة لا يرون من الآراء السياسية، إلا ما رآه لهم جنرالات الجزائر، ولا يعلمون من العلم إلا ما علمه لهم النظام السياسي الجزائري، على ما نسق ما تصوره الواهم المغرور فرعون ذو الأوتاد من وصاية على عقول الناس وتفكيرهم وتصوراتهم”.

ودعا الباحث الموريتاني الحسن ولد ماديك السفارة الجزائرية إلى “الاعتذارِ جهرة عن وَهْمِ وِصايَةٍ يتوهَّمونَها على موريتانيا”.