وجهة نظر

الدبلوماسية الجزائرية والاتجاه المعاكس

الدبلوماسية الدولية جملة من القواعد التي تحكمها والتي تحتكم في كنهها الى الشرعية الدولية وكذا الاعراف الدولية المتضمنة في كل من القانون الدولي وديباجة ميثاق الامم المتحدة ، دالة رياضية في كل علاقة دولية سواء أكانت ثنائية أو متعددة الأطراف تؤشر على لازمة الاحترام المقترن بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

لكن هناك بعض الدول وأقصد بها الدولة الجزائرية ذات النظام العسكري التي أصبحت ومع كثرة نجاحات المملكة المغربية على مستوى كل الاصعدة الاقتصادية ، الاجتماعية ، السياسية ، الامنية وغيرها ، لا تتحدث الا عن الصحراء المغربية وتغدق مال الشعب الجزائري الشقيق على بروباغاندا لا تمت بصلة لواقع ورهانات الألفية ، فلماذا هذا الحب العميق الذي تكنه الجزائر للمغرب هل هو حب للجار ام حب لخدمة الغصة من الجار.

هذه النعوت تجاه الشقيقة الجزائر ليست بأحكام مسبقة لان كاتب المقال مغربي بل على العكس من ذلك فواقع الحال الذي يشهد به القاصي والداني يبين على أن الجزائر حينما حاولت الاجهاز على العلاقات المغربية الاسبانية وكذا الالمانية لم تنجح بل زادت والشكر موصول لها لاعادة تعميق هذه العلاقات التي اصبحت تعيش أوجها.

أضف الى ذلك محاولة ركوب هذه الاخيرة على القضية الفلسطينية ومحاولة استغلالها بطريقة لا تمت للعروبة بصلة فيه اهانةً للشعب الجزائري وواقع الحال الدولي يشهد بامتناع العسكر عن دعم الشعب الفلسطيني الابي امام جميع مكونات المنتظم الدولي إبان الاعتداءات التي طالت الحرم واخواننا الفلسطيين من لدن الاسرائليين.

فكيف تدعم ثم تمتنع عن الدعم ياتبون او بالاحرى شنقريحة ، ثم كيف ان تبين الجزائر انها تدعم اشقاءنا الليبيين في محنتهم ثم تلعب على الحبلين وتؤثر سلبا على مسار البناء الديمقراطي بليبيا الشقيقةً من خلال التدخلات لدى الاطراف التي تلعب الوساطةً في هذا الملف المصيري لليبيا والمغرب العربي انها فعلا وصمة عار ستلاحق الجزائر عبر الزمكان ذلك ان التاريخ لا ينسى ما تقوم به هذه الاخيرة من افعال صبيانية لا تليق بتاريخ الجزائر ولا بشعب الجزائر الذي ناضل من اجل الاستقلال بدعم مباشر من الحركة الوطنية المغربية ضد المستعمر الفرنسي الذي يكلف نفسه الاعتذار عما اقترفه من جرائم وتجاوزات في حق الشعب الجزائري الشقيق.

لاجل كل هذه المسوغات اقول لتبون وشنقريحة لماذا تجهزون على مستقبل اجيالكم ، ماذا حققتم لشعب الحراك ، لماذا فرطتم في تندوف السليبة ولماذا تتهمون محيطكم بمعاكسة غصتكم تجاه المملكة المغربية التي استطاعت ومن دون غاز ان تصل الى تحقيق نهضة لا تملكها الجزائر ، مملكة لم تفرط ولو في شبر من اراضيها وقد تقول ياساكن المرادية وياشيخ العسكر لماذا كل هذه التبريرات ، الجواب على سؤاليكما عنوانه براغماتية ملك وشعب هذا هو سر النجاح المستمر والذي لم ولن تؤثر عليه الأصوات النشاز ، فاللهم اكثر حسادنا.

بقلم الدكتور العباس الوردي استاذ القانون العام وعلم السياسة بجامعة محمد الخامس بالرباط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *