سياسة

لكريني عن تبعات موقف برلمان أوروبا: المغرب كان واع بخطورة وضع البيض في سلة واحدة

أبدى البعض تخوفه من أن يكون للموقف الصادر عن البرلمان الأوروبي، تبعات وخيمة على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية في المغرب، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي يعد شريكا مهما وأساسيا، وكذلك العلاقات الثنائية الاستراتيجية التي تجمع بين بعض دوله مع المغرب.

في هذا الإطار، قال أستاذ العلاقات الدولية وتحليل الأزمات بجامعة القاضي عياض، إدريس لكريني، إن المغرب كان واعيا منذ سنوات بخطورة وضع البيض في سلة واحدة، أي التركيز والاعتماد على الشريك الأوروبي.

وأوضح الكريني، في حوار مع جريدة “العمق”، ضمن فقرة “خمسة أسئلة”، أن وعي المغرب بهذه الخطورة، جاء نتيجة “دواعي اقتصادية مرتبط بالأزمات التي مرت بها أوروبا، وكانت لها انعكاسات على الاقتصاد الوطني”.

وجاء أيضا، يضيف مدير مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات، لدواعي استراتيجية، “على اعتبار أن المبدأ الذي تقوم عليها العلاقات الدولي، هو: لا وجود لصداقات أو عداوات دائمة، بقدر ما توجد مصالح دائمة”.

لذلك، يتابع المتحدث كلامه: “المغرب منذ مدة حاول أن يرسي علاقات خارجية في إطار جنوب جنوب، وإرساء شراكات مختلفة مع أطراف الإفريقية، والهند، والدول الأسيوية، وأمريكا اللاتينية، ثم الانفتاح على الولايات المتحدة الأمريكية والصين وغيرها من البلدان.

وأضاف أن هذه العلاقات الخارجية الجديدة للمغرب، “هي الصورة التي خففت بشكل كبير من احتكار هذه العلاقات من طرف الشريك الأوروبي، الذي هو شريك تقليدي في كل الأحوال”.

وزاد أن المغرب أعطى رسالة واضحة للاتحاد الأوروبي، مفادها حرصه على تمتين علاقته والاستمرار في شراكته المتوازنة، والتي يوازيها نفس الحرص والصرامة لإرساء علاقات مبنية على حسن التعامل والاحترام وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية، لأن الأمر يتعلق بمبدأ أساسي يقوم عليه القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وفي تعليقه على موقف البرلمان الأوروبي، قال إدريس لكريني، إنه موقف يبرز مدى التضارب القائم داخل أوروبا نفسها، ويعكس حجم الارتباك الذي يطال الجسم الأوروبي، خصوصا بعد ما جرى في أوكرانيا والمشاكل التي عاشتها أوروبا بفعل موجات الهجرة، وقضايا الإرهاب والتطرف، ومشاكل الفساد التي أثيرت داخل البرلمان الأوروبي الذي يمثل الجهاز التشريعي لهذا الاتحاد.

واسترسل المتحدث، أن كل هذه المشاكل يمكن أن تفسر هذا الارتباك الواضح الذي أصبح يطال الدول الأوروبية، والتي أصبحت تفقد وزنها داخل الكثير من مناطق العالم.

وتابع، أنه إفريقيا مثلا، يلاحظ أن فرنسا بدأت تتراجع بشكل كبير في مناطقها التقليدية، وكذلك انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتباين الحاصل في مجموعة من القضايا المطروحة، أبرزها الملف الإيراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *