أخبار الساعة

بونعمان يدعو لبناء مناعة جماعية ضد الظلم والقهر

دعا الباحث سلمان بونعمان، الدولة والمجتمع إلى بناء مناعة جماعية ضد الظلم والقهر وتحصين الوطن بالعدل، والوعي الحاد بأن الفساد يشكل عائقا بنيويا لحركة الإصلاح وقيدا يطوق التقدم، لأنه لا يقبل التعايش مع العدالة المواطنية، حسب قوله، مشيرا إلى أن “الأخطر من حدث الظلم هو الشعور الجماعي بالظلم”.

واعتبر في تدوينة له على موقع فيسبوك، أن الفساد سيظل فيروسا ينخر الوطن ومهددا شرسا للاستقرار والانتقال الديمقراطي وسينسف النموذج المغربي الواعد، وهذا يقتضي إصلاح جذري للإدارة/الوحش، فكرة وثقافة وقيم، وكذلك مؤسسات وقوانين وإجراءات وسلوكات بوصلتها خدمة الوطن ومصالح المواطن.

وشدد رئيس مركز معارف للدراسات والأبحاث، على ضرورة احتضان الكفاءات والخبرات والأطر النزيهة، “وهذا جوهر خطاب الملكية الإصلاحية التي حددت أولوية المدخل الإداري في تكريس مسار الإصلاح بوصفها أداة حاسمة لتنزيل السياسات الإصلاحية”، وفق تعبيره.

وأشار بونعمان إلى أن “اللحظة ليست فرصة لإحياء النعرات الطائفية وبث الانشقاقات المناطقية والدعوات الانفصالية، وتعميق الانقسامات الأيديولوجية، ولا لحظة للاستغلال السياسوي الضيق للحدث المؤلم، بل يقتضي الأمر التقاط نبض المرحلة بكل إنسانية وتجرد وتعالي وجدية، من أجل تجذير الإصلاح وتحصين النموذج المغربي وترجمة قيمة الكرامة والعدل إلى سلوكات وممارسات وطقوس يومية، وقوانين وإجراءات فوقية وقاعدية في العلاقة مع المواطنين، مع الإقرار العملي بالإنصاف والمحاسبة وتطبيق القانون وجعله فوق الجميع”.

وأضاف في تدوينة فيسبوكية أخرى، أن “صرخة المغاربة وغضبهم الشعبي السلمي والمدني المسؤول يعني إصرارهم الجماعي على تحقيق مطلب الكرامة وتحقيق المواطنة وإقرار الإنصاف العادل، في واقع الناس حقيقة لا مجازا أو شعارا حتى يصبح مشهدا حيا ملموسا يشمل عموم الشعب ويشعر به الجميع دون طائفية أو تمييز”.

وتابع بالقول: “إنها رسالة عميقة ودالة على حتمية مقاومة فيروس السلطوية والفساد المنتشر في كل مجال.. يقطع الأرزاق والآمال ويسرق الأحلام ويصنع اليأس ويطحن الإنسان ويهدد استقرار الوطن ونموذجه الإصلاحي وديمقراطيته الناشئة.. تلك هي الحكاية”، وفق تعبيره.