رمضانيات

هل يؤثر شهر الصيام على التحصيل الدراسي لدى التلاميذ؟

مع بداية شهر رمضان يتساءل العديد من الآباء والأمهات عن تأثير شهر الصيام على التحصيل الدراسي لأبنائهم وبناتهم خاصة إذا تزامن مع فترة المراقبة المستمرة أو الامتحانات.

وفي هذا السياق، طمأن الدكتور عبدالغني خرشافي، الأسر، مؤكدا على أن الدراسات العلمية المحققة في علم وظائف الأعضاء أثبتت يسر الصيام وسهولته، وعدم تعرض الجسم لأي شدة تؤثر تأثيرًا ضارًّا به، بل على العكس من ذلك تماما فهو يحقق فوائد جمة، وفق تعبيره.

وأوضح المتحدث أن دراسات أجريت في هذا السياق أظهرت أن الصيام يمكن أن يؤدي إلى زيادة الطاقة والقدرة على التحمل وذلك على المدى الطويل. فعندما يكون الجسم في حالة صيام، فإنه يبدأ بتفكيك مخزونه من الدهون لإنتاج الطاقة وتعويض فقد الغذاء، وهو ما يؤدي إلى مستويات طاقة أكثر استدامة على مدار اليوم  يؤدي الصيام إلى تحول في الموارد التي يستخدمها جسمك للطاقة، وفق ما جاء في تصريح الطبيب.

وفقًا لدراسة، قام بها باحثون في ألمانيا وسويسرا، يضيف المتحدث، فإن الصيام  له تأثير إيجابي على الأداء الدراسي للشباب  وذلك لعدة عوامل تم إثباتها علميا ومنها المزيد من التركيز والانتباه بسبب زيادة إفراز عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF) وهو بروتين يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز نمو الخلايا العصبية في الدماغ وبقائها على قيد الحياة. وقد تم ربط هذه الزيادة في البروتين بتحسين الوظيفة المعرفية للعقل بما في ذلك التعلم والذاكرة والتركيز.

بالإضافة إلى ذلك، يشير الخرشافي إلى أن الصيام يزيد من إنتاج الكيتونات، وهي جزيئات ينتجها الكبد خلال فترات انخفاض مستوى الجلوكوز. وهي المسؤولة على توفير مصدر وقود بديل للدماغ، مما يساهم في تحسين الوظيفة الإدراكية للعقل.

وأضاف أن ذلك يساعد الجسم في أن يكون في حالة يقظة عالية، مما قد يزيد من وضوح الذهن وتركيزه، فيتمكَّن المتعلمون من استيعاب المعلومات الجديدة بشكل أكثر فعالية والاحتفاظ بها لفترات أطول من الوقت.

وأشار إلى مسألة أن الإنسان عندما يجوع، فإن جهازه الهضمي يحتاج إلى طاقة أقل، ما يعطي فرصة للدماغ لاستهلاك الطاقة المتاحة ليتحقق ما يسمى بالصفاء المعرفي والنفسي.

وقال إن الصيام له نفس تأثير ممارسة الرياضة على الدماغ، إذ يحسن الصيام المتقطع أداءنا العقلي والجسدي ويبطئ شيخوخة الخلايا. ويضمن تجديد الخلايا، ولا سيما في الأجزاء الثلاثة من الدماغ التي تدير التعلم والذاكرة والتفكير، مضيفا أن تقييد الطعام يساهم في إبطاء شيخوخة الدماغ والوقاية من مرض الزهايمر.

وختم الطبيب تصريحه بالحديث عن مجموعة من النصائح للأسر، مشيرا إلى أن أفضل وقت لمراجعة الدروس هي فترة ما بعد السحور وفي الفترات الصباحية وهي أوقات التركيز المرتفع، وفق تعبيره.

ونصح الطبيب ذاته بضرورة تجنب الإجهاد العقلي أواخر النهار، وبعد الافطار مباشرة، والاستراحة قبل الإفطار بساعة وبعده بساعتين، وتثبيت مواعيد النوم لاستفادة الجسم من الراحة الضرورية.

وشدد على ضرورة شرب كمية مناسبة من الماء، وتناول الكثير من الطعام الصحي خاصة خلال وجبة السحور، لافتا إلى أن الجوع خلال الصيام يدفع الكثيرين إلى الإقبال على الأطعمة الدسمة المليئة بالدهون والمقلية غير الصحية، والإسراف في تناول هذا النوع من الأطعمة يؤدي الى الخمول، على حد ما جاء في تصريح الخرشافي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *