مجتمع

سهام.. أول من اكتشف قصة اغتصاب “طفلة تيفلت” تروي بحرقة تفاصيلها

ندوة جمعية انصاف - طفة تيفلت

دخلت سهام الديش قبل سنة إلى محكمة الرباط، لمتابعة مجريات ملف شقيقها المقتول غدرا، التقت بمحاميتها الأستاذة زينب الخيار ودار بينهما حوار عن القضية، فإذا بسهام تلتفت فيثير انتباهها طفلة في زاوية المحكمة وهي تلعب برجليها من شدة التوتر، ما يفسر أنها تعيش صدمة نفسية، تقول سهام في ندوة صحفية نظمتها جمعية إنصاف الأربعاء بالدار البيضاء.

وتضيف سهام بأن فضولها وشفقتها على تلك الطفلة، قاداها للتقرب حينها من الصغيرة سناء، وحاولت أن تفهم ما وقع من والدها، ففهمت القصة التي صدمتها بأنها تعرضت للاغتصاب من طرف ثلاثة مغتصبين نتج عنه حمل ثم طفل.

وما زاد من تأثرها، أن العائلة لم يكن معهم أي محامي آنذاك، ورفقتها الأستاذة زينب الخيار، التي تطوعت في نفس اللحظة وفي نفس المكان ودخلت عند قاضي التحقيق لمعرفة مستجدات قضية طفلة تيفلت، وقررت أن تتابع القضية.

تضيف سهام الديش، أن قصة سناء، أنستها صدمة قتل أخيها، عندما عرفت أن هذه الطفلة ذات الـ12 ربيعا، أم لرضيع صغير، وهي التي ترعرعت وسط عائلة هشة تضيئ منزلها بالشموع، حيث قالت سهام بتأثر  كبير”أحضرتها معي ذات يوم ووالدها إلى المدينة في إطار متابعة الملف مع الجمعية، وجلسنا في فندق، فإذا بسناء تطلب الدخول للمرحاض وعندما نعتت لها رجعت وسألتني مرة أخرى أين المرحاض، فوجدت سهام نفسها مصدومة مرة أخرى، متسائلة كيف لهذه الطفلة البريئة أن تربي طفلا آخر”.

وتواصلت الديش بعد سماع قصة سناء، مع جمعية إنصاف، التي دخلت على الخط، واحتضنت ملف الطفلة الضحية، واستمرت الجمعية في مساندتها بعيدا عن وسائل الإعلام، بمد سهام بحليب ومؤونة للطفل الذي أنجب نتيجة اغتصاب، لتغتصب سناء مرة أخرى في حقها بعد إدانة مغتصبيها بسنتين، موقوفة التنفيذ في حدود 18 شهرا لاثنين منهما، هذا الحكم الذي سيشجع وحوشا آدمية أخرى، تقول المتحدثة.

سهام التي روت بحرقة قصة طفلة تيفلت والدموع تغالبها، لم تكن تتوقع بأنها كمواطنة عادية قادتها الظروف للبحث عن حق أخيها المقتول غدرا، أنها قد تصبح صوت طفلة بريئة وجدت نفسها أما لطفل بريء، واحتفظت سهام بزيارتها للطفلة سناء بدوار بعيد عن المدينة بعد ذلك، وظلت رفقة الجمعية يقنعون المسؤولين بتيفلت إلى حين أن تمكنوا من إدخالها إلى المدرسة، حتى تفهم ولو قليلا الواقع الذي يحيط بها.

ولم تتحكم سهام في دموعها وهي تتساءل، “كيف سنواجه هذا الطفل عندما يكبر، كيف سنخبره أن أمك أنجبتك بعدما تعرضت للاغتصاب بعنف، وأن والدك هو مغتصب، كيف سيتقبل الحقيقة، وكيف ستكون حالته النفسية آنذاك، لكن ما يؤلم أن الجناة لم يأخذوا العقاب الذي يستحقونه، بينما كانت الطفلة سناء تنتظر القضاء لإنصافها”.

وشددت “على ضرورة تصحيح الحكم، لإنصاف سناء وطفلها، ولإنصاف كل الطفلات ضحايا الاغتصاب، لأن سناء نموذج اكتشف أمره، لكن العشرات من الطفلات تمنعهم التقاليد والخوف من العار ونظرة المجتمع من البوح بما يتعرضون له من اغتصاب بالمناطق والقرى التي لا تتوفر فيها هذه الطفلات على هواتف ولا أ] وسيلة اتصال مع العالم الخارجي”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *