سياسة

كيف يمكن تجنب حرب عالمية ثالثة؟..  كيسنجر يجيب

قال وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، هنري كيسنجر، إنه “يتعين على أميركا والصين أن تتعلما كيف تعيشان معا، وأن تتوقف كل منهما عن إقناع نفسها بأن الأخرى تمثل خطراً إستراتيجيا عليها، وإلا فإن العالم سيواجه صداما بين القوتين العظمتين خلال أقل من عشر سنوات”.

جاء ذلك في حديث كيسنجر ضمن مقابلة أجرتها معه مجلة “The Economist” البريطانية، أعطى خلالها ثلاثة أفكار، معتبرا أن من شأنها أن تجنب العالم حرب عالمية ثالثة.

تحليل القلق المتزايد

يذهب كيسنجر حسب نص المقابلة المترجم من قبل موقع الجزيرة، إلى أن نقطة البداية لتجنب الحرب هي تحليل القلق المتزايد من الصين، مشيرا أن العديد من مفكريها يعتقدون أن أميركا على منحدر. وبالتالي، فإنهم وفقا للتطور التاريخي “سوف يحلون محلنا”.

ويعرب وزير الخارجية الأسبق على أن القيادة الصينية تستاء من حديث صانعي السياسة الغربيين عن نظام قائم على القواعد العالمية، في حين أن ما يقصدونه حقًا هو قواعد ونظام أميركا.

ويحذر كيسنجر أيضًا من إساءة تفسير طموحات الصين، إذ إن في واشنطن ثمة من هم مقتنعون بأن بكين تريد الهيمنة على العالم، لكنه يرى أن الحقيقة أن الصينيين يريدون أن يكونوا أقوياء لكنهم لا يتوقون للهيمنة على العالم بالمعنى “الهتلري” فذلك لا يتماشى -حسب رأيه- مع تفكيرهم.

في هذا السياق يقول كيسنجر إن البداية ستكون بخفض درجة حرارة التوتر، ومن ثم بناء الثقة التي تؤدي إلى ممارسة كلا الجانبين ضبط النفس عبر إنشاء مجموعة صغيرة من المستشارين من كلا الطرفين، يمكنهم التواصل مع بعضهم بعضا بشكل سلسل وإن ظل غير معلن.

تحديد الأهداف

يرى كيسنجر في نصيحة ثانية أن “تحديد أهداف مقنعة للناس، والبحث عن وسائل واضحة لتحقيق تلك الأهداف، على أن تكون تايوان أول منطقة من بين عدة مناطق يمكن لبكين وواشنطن أن تجدا فيها أرضية مشتركة مما سيؤدي لتعزيز الاستقرار العالمي”.

 ويحذر من أن سياسة الكل أو لا شيء تهديد في حد ذاتها لكل ما من شأنه تخفيض التوتر، وأنه بدلاً من التصعيد، على أميركا الاعتراف بأن للصين مصالح، وخير مثال على ذلك هو أوكرانيا، حسب قوله.

ربط الأهداف

في هذا الصدد يقدم كيسنجر نصيحة ثالثة، للقادة الطامحين، تتمثل في “ربط كل هذه الأهداف بأهدافك المحلية، مهما كانت”. ويتضمن هذا الأمر بالنسبة لأميركا، تعلم كيفية أن تكون أكثر براغماتية، وأن تركز على صفات القيادة.، والأهم من ذلك كله، حسب ترجمة الجزيرة، تجديد الثقافة السياسية للبلاد.

ويرى كيسنجر أن “من الممكن أن نتمكن من إنشاء نظام عالمي على أساس القواعد التي يمكن لأوروبا والصين والهند الانضمام إليها”.

في ختام كلمته أكد كيسنجر على أن “قادة العالم يتحملون مسؤولية جسيمة، ويحتاجون إلى الواقعية لمواجهة الأخطار المحدقة، وإلى رؤية تمكنهم من إدراك أن الحل يكمن في تحقيق التوازن بين قوات بلادهم، وضبط النفس للامتناع عن استخدام قوتهم الهجومية إلى أقصى حد، وهو ما يعتبر تحديا غير مسبوق و”فرصة عظيمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *