مجتمع

هذه أسباب تفضيل الطلبة المغاربة الدراسة في كندا بدلا من فرنسا

سلطت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية الضوء على أسباب تزايد إقبال الطلبة المغاربة على الهجرة نحو كندا على حساب فرنسا، مشيرة إلى أن كندا تغوي المغاربة بصورة دولة ترحيبية ومزدهرة قادرة على تزويدهم بفرص لا يجدونها في بلدهم المغرب.

وقالت الصحيفة إن ظاهرة الهجرة نحو كندا ليست جديدة، فالموجات الأولى من رحيل المغاربة إلى كندا بدأت في الستينيات – لكنها اليوم مدفوعة، بالإضافة إلى الرغبة في تجويد نمط العيش، بعدم حب بعض المغاربة لفرنسا.

أشار تقرير الصحيفة إلى أن المواطنين المغاربة الذين يعيشون في كندا يتواجدون بشكل كبير في كيبيك الناطقة بالفرنسية. وفقًا للموقع الرسمي للحكومة الكندية، يستقر 104 ألف مغربي في البلاد في عام 2016، وقد وصل ما يقرب من 84 ٪ من هؤلاء المهاجرين عبر كيبيك، وفقًا للبيانات المتاحة على موقع الإحصاء الكندي.

وتظهر الأرقام الصادرة عن معهد كيبيك زيادة بنسبة 91٪ في عدد الطلبة المغاربة المسجلين في جامعات الإقليم بين عامي 2016 و 2019.

وأوضح المصدر ذاته أن قوة جذب المقاطعة الكندية الناطقة بالفرنسية تعتمد على مرونتها الكبيرة وقدرتها على التكيف بسرعة مع القيود والظروف الاقتصادية. مشيرة إلى أنه في نهاية التسعينيات غيرت كيبيك معايير الهجرة الخاصة بها، وهو الوقت الذي ارتفع فيه معدل البطالة بالمغرب، ما شجع العديد من الشباب المغاربة على عبور المحيط الأطلسي.

في عام 2010، واجهت مرة أخرى نقصًا في الموارد البشرية في العديد من قطاعات النشاط ، وأنشأت حكومة كيبيك برنامج خبرة كيبيك (PEQ)، مما يجعل من الممكن تسريع وصول الأشخاص المؤهلين. ولكن في عام 2020 ، بعد عامين من وصول حكومة المحافظين برئاسة فرانسوا ليغولت إلى السلطة، تمت مراجعة PEQ وتعديل شروط دخول كيبيك وفقًا للاحتياجات الحالية للمقاطعة الكندية.

معيار آخر يمكن للمرشحين من المغرب والدول الأفريقية الأخرى الاستفادة منه، المرتبط باتخاذ القرارات السياسية التي تتماشى مع الرغبة في الحفاظ على الفرنكفونية بالمقاطعة الكندية، إذ صرحت وزيرة الهجرة والفرنسة والاندماج، كريستين فريشيت، أثناء تقديمها، في 25 مايو، خطة الهجرة الجديدة التي اقترحتها الحكومة، والتي تعزز المكانة الممنوحة لإتقان اللغة الفرنسية في عملية الاستقبال، أن “الهجرة هي الحل للحفاظ على اللغة الفرنسية في كيبيك”.

وأشارت “جون أفريك” إلى امتيازات أخرى تقدمها الدولة الكندية للطلبة الراغبين في التسجيل في جامعات خارج مونتريال في تخصصات التعليم والصحة والمعلوميات، إذ سيستفيد هؤلاء الطلبة ابتداء من شتنبر 2023 من إعفاء من الرسوم الدراسية الإضافية.

وقالت جون أفريك نقلا عن يوسف، وهو طالب مغربي يبلغ من العمر 22 عامًا يحمل الجنسية الكندية، إنه اختار الالتحاق بكيبيك لأنه: “كثيرًا ما نسمع عن مشاكل البطالة في فرنسا، بينما هنا العكس. لديهم ما يسمونه “نقص العمالة” والشركات تكافح للعثور على العمال”.

أما الطالب آدم الذي أنهى للتو دراسته في مونتريال ويعمل الآن في بنك المدينة فقد أشار إلى أنه “بمجرد تخرجك في كيبيك، يصبح من السهل أن تصبح مقيمًا دائمًا، وبعد ذلك ببضع سنوات، تحصل على جواز سفر كندي”. “بالإضافة إلى ذلك ، سيتم اقتطاع جزء من الرسوم الدراسية التي دفعتها من ضرائبي المستقبلية”.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن كيبيك توفر برامج لتأهيل للعمال القادمين إلى الأراضي الكندية، من أجل مواءمة مهاراتهم ومؤهلاتهم بشكل صحيح مع احتياجات سوق العمل الكندي.

كما أن الجاذبية المتزايدة للمغاربة لكندا ناتجة عن تراجع جاذبية فرنسا. بشكل عام ، جميع المغاربة الذين قابلتهم “جون أفريك”، أثاروا مخاوفهم من مناخ كره الأجانب والعداء الذي بدأ يتصاعد في فرنسا.

وفي هذا السياق، قال يوسف “إن هذا الجو في فرنسا نسمعه من الناس هناك”،  مشيرا إلى أن هذا الخطاب العنصري الىخذ في التصاعد كافٍ لثني العديد من الطلاب أو العمال الشباب عن الاستقرار في فرنسا.

أما المتخصص في شؤون الهجرة، مصطفى الميري، فقد أشار في تصريح لجون أفريك  إلى ان خطاب الكراهية بدأ يتجسد في جزء من الخطاب السياسي، وهذا يلعب دورًا في تراجع جاذبية فرنسا “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • عادل
    منذ 11 شهر

    فرنسا و حكومتها شربت العصير في كأس كبير و و بخت سياستها من طرف سفيرة كندا في باريس أمام لجنة برلمانية،