مجتمع

التامك: “مصالحة” حقق أهدافه المسطرة.. والبرنامج فريد من نوعه على المستوى العالمي

أكد محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن برنامج “مصالحة”، الذي يستفيد منه السجناء المحكومين في قضايا التطرف والإرهاب، حقق الأهداف المسطرة له.

وقال التامك، في كلمة له على هامش اختتام الدوة 12 من برنامج مصالحة: “من خلال اطلاعي اليومي على التقارير حول الأنشطة المبرمجة في هذه الدورة من البرنامج في مختلف المحاور المشكلة له، تكونت لديّ قناعة بأن البرنامج حقق الأهداف المسطرة له، كما لامست في هذه التقارير تفاعلا مكثفا وجديا من النزلاء مع كافة الأنشطة المبرمجة”.

وأضاف:  “هذا يعتبر مؤشرا إضافيا على مدى نجاح هذه الدورة التي أعتبرها كذلك تجربة إيجابية تنضاف إلى تجارب الدورات السابقة، والتي ستشجعنا لا محالة على الاستمرار في برمجة دورات أخرى لفائدة نزلاء آخرين من نفس الفئة”.

واعتبر التامك أن “مصالحة” هو برنامج فريد من نوعه على المستوى العالمي، إذ نال استحسان العديد من الشركاء الإقليميين والدوليين، ويندرج، على حد قوله، ضمن الاستراتيجية العامة التي وضعتها المملكة المغربية الخاصة بتدبير الحقل الديني والقائمة على التعاليم الإسلامية الحقة المبنية على الوسطية والاعتدال والانفتاح والتسامح ونبد كل أشكال التطرف والعنف.

وفي إطار هذه الاستراتيجية، يضيف التامك، تبنت المندوبية العامة خطة جديدة في مجال التأهيل لإعادة الإدماج تقوم على تفريد البرامج والأنشطة التأهيلية، فخصت فئة النزلاء المدانين في إطار قضايا التطرف والإرهاب ببرامج خاصة على رأسها برنامج “مصالحة”.

وشدد “سجان المملكة” على أن البرنامج يكرس المبدأ الذي قامت عليه تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة في صيغة جديدة تتميز بكون مفهوم “المصالحة” الذي يقوم عليه البرنامج يجعله مبادرة صادرة عن النزلاء الذين تحمل المجتمع أضرارا مادية ومعنوية بسبب أفكارهم المتطرفة أو أعمالهم الإرهابية، مشيرا إلى أن الاستفادة من البرنامج تقتضي من السجناء المعنيين إرادة واستعدادا لتصحيح مفاهيمهم وأفكارهم.

وأوضح المتحدث ذاته أن برنامج “مصالحة” يتأسس على أبعاد أساسية وهي، المصالحة مع الذات، والمصالحة مع المجتمع، والمصالحة مع النص الديني، والمصالحة مع النظم والمعايير المنظمة للمجتمع في علاقته بالفرد وبالمؤسسات الشرعية المؤطرة للحياة العامة، وفق ما تمليه القوانين والمعايير الحقوقية والقانونية والأخلاقية.

وحسب التامك، فيتهيكل البرنامج التأهيلي الذي استنفذ غلافا زمنيا بلغ 180 ساعة وفق محور متعلق بخطاب التطرف ونظرته إلى الذات والمجتمع والآخر، حيث تهدف الأنشطة المدرجة في هذا المحور إلى تأهيل النزلاء بشكل يمكنكهم من التخلي عن التصورات الإقصائية وبناء تصورات بديلة، تنبني على الاختلاف والتسامح والانفتاح، واكتساب المعارف الضرورية لفهم النص الديني من داخل المرجعية الدينية للمملكة، القائمة على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية.

أما المحور الحقوقي والقانوني، فالهدف منه، حسب التامك، هو تأهيل النزلاء من خلال مساعدتهم على فهم واستيعاب الإطار القانوني المنظم لعلاقة الأفراد بالمجتمع وبالدولة، انطلاقا من جدلية الحقوق والواجبات، ومن مدخل المواطنة الإيجابية.

فيما يصبو المحور الثالث المتعلق بالتأهيل النفسي، إلى إكساب النزلاء كفاءات معرفية وسلوكية لتحصين ذواتهم بما يمكّنهم من الفهم الصحيح لنمط اشتغال المجتمع واكتساب القدرة على التعايش مع مختلف مكوناته وفقا لمبدأ الحق في الاختلاف، بما يمكن من اندماج إيجابي وسلس في المجتمع، من خلال حصص جماعية ومجموعات الدعم وجلسات استماع فردية بالإضافة إلى تمارين محاكاة للخطابات المتطرفة وتفكيكها مع الاستماع إلى بعض شهادات عائلات ضحايا الإرهاب.

أما المحور الأخير المرتبط بالبعد السوسيو- اقتصادي لإعادة الادماج، يهدف إلى إكساب النزلاء المهارات والكفاءات الضرورية لاستغلال أنسب لما يتوفرون عليه من قدرات ومؤهلات من أجل بناء مشروع ذاتي أو مجتمعي لا يسعى فقط إلى تحقيق الاستقلالية السوسيو- اقتصادية، وإنما يرمي أيضا إلى تسخير القدرات الذاتية لخدمة المحيط الاجتماعي بما يحقق المصالحة مع المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *