أخبار الساعة، خارج الحدود

هذه سيناريوهات تشكيل الحكومة الإسبانية الجديدة

أدلى الإسبان بأصواتهم في انتخابات تشريعية مبكرة، وذلك لاختيار 350 نائبا يشكلون مجلس النواب (Congreso de los Diputados). وكما كان متوقعا فقد فاز الحزب الشعبي (PP) على غريمه التاريخي (PSOE)، لكن بفارق ضئيل عكس ما أشارت إليه سابقا العديد من استطلاعات الرأي.

وحصل الشعبيون على 136 مقعدا، يليهم الاشتراكيون بـ 122 مقعدا، ثم حزب “بوكس” اليميني المتطرف بـ 33 مقعدا، فيما احتل الائتلاف اليساري الراديكالي “سومار”، الذي يضم 20 تنظيما سياسيا تقدميا، المرتبة الرابعة بـ 31 مقعدا.

الجناح اليميني بقيادة الحزب الشعبي المعارض، الذي يترأسه ألبيرتو نونييث فييخو، لن يتمكن من الوصول إلى الأغلبية المطلقة حتى ولو حضي بدعم حزب “بوكس”، الذي خسر19 مقعدا مقارنة بانتخابات نوفمبر عام 2019. وتقتصر حصيلة هاذين التنظيمين على 169 مقعدا، وهو رقم لا يرتقي إلى الأغلبية المطلقة للحكم في إسبانيا (176 مقعدا). ووفق النتائج المعلنة، فلن تصل أي من الكتلتين (اليمينية أو اليسارية) إلى الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة، وهو ما يطرح علامات استفهام بشأن الحلول الممكنة.

وستكون الأحزاب القومية والإقليمية المفتاح الرئيسي لتفادي حالة “البلوكاج” التي قد تدفع البلاد إلى إعلان انتخابات جديدة. وسوف يعتمد الحزب الاشتراكي العمالي (PSOE)، إلى جانب الائتلاف اليساري “سومار” الذي تقوده يولاندا دياث، على الأحزاب الانفصالية الكتالونية (ERC ،EH Bildu ،PNV ،PNG ،Junts) لضمان بقائه في الحكومة، بالرغم من الرفض المبدئي الذي عبرت عنه مترشحة حزب “Junts”، مريم نوغيراس، التي قالت إن التنظيم الذي تنتمي إليه “لن يسمح بإعادة تنصيب بيدرو سانشيز رئيسا للحكومة”.

بقاء سانشيز بـ”قصر لا مونكلو” رهين بقبول حزب “Junts per Catalunya” الدخول في التحالف الحكومي، وهو الأمر الذي يظل مستبعدا خاصة وأن عضو البرلمان الأوروبي والرئيس الأسبق لإقليم كتالونيا، كارليس بويجديمونت، أكد في مقابلة لصالح صحيفة “JxCat” أنه “لن يسلم أصواته بغرض تنصيب زعيم فاشل وكذاب”، مبرزا أن “نتائج الانتخابات فتحت مرحلة جديدة للتغيير بغية استعادة الوحدة”، وهي رسالة ضمنية يدعو من خلالها الأحزاب الانفصالية إلى عدم التحالف مع الـPSOE.

وعبر بيدرو سانشيز عن رغبته في الاستمرار كرئيس للحكومة، لاسيما بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها تنظيم “بوكس”، وأضاف: “لقد حققنا نتائج مرضية من حيث عدد الأصوات والمقاعد ونسب المشاركة مقارنة بانتخابات 2019″، كما وجه أيضا كلمة شكر للمواطنين الإسبان قال فيها:”أنتم الأبطال الحقيقيين لأنكم أدليتم بأصواتكم وأظهرتم سلوكا مثاليا”. في مقابل ذلك، أوضح زعيم الحزب الشعبي أنه “سيفتح جلسات حوار بغرض تمكينه من تقلد منصب رئيس الحكومة وفقا للنتائج الانتخابية التي منحته الصدارة”.

من جانبه، قال رئيس حزب “بوكس” اليميني المتطرف، سانتياغو أباسكال، إن التنظيم الذي يتزعمه عزز مكانته كقوة سياسية ثالثة رغم خسارته لـ19 مقعدا، مشيرا في السياق ذاته إلى أن النتائج الانتخابية المعلنة تفتح إمكانية بقاء بيدرو سانشيز على رأس السلطة بالبلاد. وزاد: “الحزب الاشتراكي العمالي حصل على أصوات المغتصبين والانقلابيين واللصوص والمهاجرين القادمين من الدول المغاربية”، موردا “أن التحالف مع أعداء الدستور ورافضي التعايش يضع الديمقراطية اليوم بإسبانيا على المحك”، بتعبيره.

الانتخابات الأخيرة أعادت النبض للتنافس بين اليمين المحافظ واليسار التقدمي وجسدت التحول الكبير الذي عرفه المشهد السياسي بإسبانيا منذ انتخابات 2015، والتي شهدت بروز أحزاب جديد (بوديموس وثيودادانوس) أنهت الثنائية الحزبية. حاليا التنظيمات السياسية الصغيرة أضحى دورها مهما في التحالفات المرتبطة بتشكيل الأغلبية الحكومية، إذ نلاحظ اليوم أن المقاعد الـ 7 التي حصل عليها تنظيم “Junts per Catalunya” قادرة على أن تضع نتائج الاستحقاقات التشريعية في مهب الريح وأن تفضي إلى سيناريو إعادة الانتخابات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *