الأسرة

تقرير: دعم الرضاعة الطبيعية في أماكن العمل مفيد لأصحاب الشركات أيضا

نشر موقع الأمم المتحدة تقريرا أشار فيه إلى أهمية دعم الرضاعة الطبيعية في أماكن العمل، وقال إنه مفيد للأمهات والأطفال والشركات.

وأوضح التقرير ذاته أن سياسات مكان العمل الصديقة للأسرة – مثل إجازة الأمومة مدفوعة الأجر، واستراحات الرضاعة الطبيعية، وغرف الرضاعة الطبيعية- تخلق بيئة لا تفيد النساء العاملات وأسرهن فحسب، بل أصحاب العمل أيضا.

وأضاف المصدر ذاته أن هذه السياسات تولد عوائد اقتصادية من خلال الحد من التغيب المرتبط بالأمومة، وزيادة الاحتفاظ بالعاملات، وتقليل تكاليف تعيين وتدريب الموظفين الجدد.

ولفت التقرير إلى أن الرضاعة الطبيعية منذ اللحظات الأولى في حياة الطفل هي أهم تدخل لبقاء الطفل ونموه. وقال إن الرضاعة الطبيعية تحمي الأطفال من الأمراض المعدية الشائعة وتعزز جهاز المناعة لديهم، وتوفر العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الأطفال للنمو والتطور إلى أقصى إمكاناتهم.

أما الأطفال الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية، يضيف التقرير، فهم أكثر عرضة للوفاة- بمعدل 14 مرة- قبل بلوغهم عيد ميلادهم الأول مقارنة بالأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية فقط.

ولهذا السبب دعت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية الحكومات والجهات المانحة والمجتمع المدني والقطاع الخاص إلى تكثيف الجهود من أجل ضمان بيئة رضاعة طبيعية داعمة لجميع الأمهات العاملات – بما في ذلك العاملات في القطاع غير الرسمي أو العاملات بعقود مؤقتة – من خلال الحصول على فترات راحة منتظمة للرضاعة الطبيعية والتسهيلات التي تمكن الأمهات من الاستمرار في إرضاع أطفالهن بمجرد عودتهن إلى العمل؛

ودعت المنظمات ذاتها إلى توفير إجازة مدفوعة الأجر كافية لجميع الآباء العاملين ومقدمي الرعاية لتلبية احتياجات أطفالهم الصغار. وهذا يشمل إجازة أمومة مدفوعة الأجر لمدة لا تقل عن 18 أسبوعا، ويفضل أن تكون لمدة ستة أشهر أو أكثر بعد الولادة؛

كما شددت على زيادة الاستثمارات في سياسات وبرامج دعم الرضاعة الطبيعية في جميع الأماكن، بما في ذلك السياسة الوطنية والبرنامج الذي ينظم ويعزز دعم القطاعين العام والخاص للنساء المرضعات في مكان العمل.

وانطلقت أمس الثلاثاء، فعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية الذي ينظم بدعم من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والعديد من وزارات الصحة والشركاء من المجتمع المدني.

وبحسب ما نشرته منظمة الصحة العالمية على موقعها، فإن موضوع هذا العام سيركّز على الرضاعة الطبيعية والعمل، وهو ما يتيح فرصة استراتيجية للدفاع عن حقوق الأمومة الأساسية التي تدعم الرضاعة الطبيعية، والمتمثلة في إجازة أمومة لمدة لا تقل عن 18 أسبوعاً، والتي يُستحسن أن تزيد على 6 أشهر، وتوفير ترتيبات تيسيرية في مكان العمل بعد هذه الفترة.

ودعت إلى تمكين النساء المرضعات من إجازة مدفوعة الأجر لأغراض الرضاعة الطبيعية أو استدرار لبن الأم عند العودة إلى العمل، وخيارات مرنة للعودة إلى العمل.

وقالت المنظمة إن هذه الأمور ملحة لضمان قدرة النساء على إرضاع أطفالهن رضاعةً طبيعية طالما يرغبن في ذلك، شيرة إلى أن لأكثر من نصف مليار امرأة عاملة لا يستفدن من الأحكام الأساسية المتعلقة بالأمومة؛ ويجد الكثير من النساء الأخريات أنفسهن غير مدعومات عند عودتهن إلى العمل.

وستغتنم المنظمة مناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية لمناصرة أفضل الممارسات في مجال دعم الرضاعة الطبيعية في مكان العمل في مختلف البلدان وضمن مختلف أنواع العقود والقطاعات، وتعزيز الإجراءات التي يمكن اتخاذها من أجل المساعدة على ضمان أن تكون الرضاعة الطبيعية أمراً ممكناً لجميع النساء العاملات، أينما كان مكان عملهن.

وأوضحت المنظمة أن جعل الرضاعة الطبيعية في العمل أمراً ممكناً يجعل المجتمعات قادرة على أداء وظيفتها، مؤكدة على أن الرضاعة الطبيعية توفر للأطفال فوائد صحية وتغذية حيوية تكون لها آثار إيجابية طيلة العمر، مما يعزّز صحة الفئات السكانية – والقوى العاملة – تحسباً للمستقبل.

وشددت على أنه لا ينبغي أن تضطر النساء إلى الاختيار بين إرضاع أطفالهن رضاعةً طبيعية وعملهن، مشيرة إلى أن دعم الرضاعة الطبيعية يعد أمراً ممكناً بغض النظر عن مكان العمل أو القطاع أو نوع العقد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *