مجتمع

مهاجرون مغاربة يستخدمون بريطانيا “طريقا جديدة” للتسلل للاتحاد الأوروبي

كشفت صحيفة “تيليغراف” البريطانية، أن المهاجرين من دول مثل المغرب والجزائر وتونس، يختارون السفر عبر المملكة المتحدة بطريقة قانونية للتسلل إلى الاتحاد الأوروبي، بدلا من القيام برحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط.

ويلجأ المهاجرون المغاربة منذ سنوات إلى عدة طرق من أجل الوصول إلى “الفردوس الأوروبي”، منها استخدام قوارب الموت انطلاقا من مدن الشمال إلى السواحل الإسبانية، أو من سواحل الأقاليم الجنوبية في اتجاه جزر الكناري، وأيضا عبر طريق البلقان انطلاقا من تركيا مرورا باليونان، وبلغاريا وصربيا ومونتيغرو وكرواتيا ودول أخرى وصولا إلى إيطاليا.

وقالت الصحيفة البريطانية، إن عصابات تهريب البشر تستخدم بريطانيا “بابا خلفيا” غير قانوني لتسلل المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن شرطة الحدود الفرنسية المتمركزة في “دوفر” ألقت القبض على حوالي 22 مهاجرا بينهم مغاربة وجزائريين وتونسيين.

وأضافت “تليغراف”، أن الموقوفين قدموا إلى المملكة المتحدة بشكل قانوني باستخدام تأشيرات زيارة، وتم اعتقالهم خلال محاولتهم التسلل إلى فرنسا عبر شاحنة، مبرزة أن المهاجرين من البلدان الناطق بالفرنسية، كالمغرب، اختاروا المملكة المتحدة كخيار أكثر أمانا عوض محاولة القيام برحلة محفوفة بالمخاطر بالقارب عبر المحيط الأبيض المتوسط.

وأصدرت وزارة الداخلية البريطانية في مارس الماضي، أكثر من 40 ألف تأشيرة لمغاربة أو جزائريين، كما كشفت أن 18618 مهاجرًا وصلوا إلى المملكة المتحدة حتى الآن هذه السنة بعد عبور القناة.
في غضون ذلك، ذكرت الصحيفة، أن حوالي 661 شخصًا قاموا برحلة في 15 قاربا يوم الاثنين، وهو ثالث أعلى إجمالي يومي لهذا العام، وأكثر من 150 شخصًا فوق السعة المخططة للمركب لطالبي اللجوء في “بورتلاند”، “دورست”.

ونقلت “تليغراف” عن مصدر في قوة الحدود قوله إن الطريق الجديدة عبر المملكة المتحدة ظهرت بسبب صعوبات الوصول إلى فرنسا بالنسبة للمهاجرين بشمال إفريقيا الناطقين بالفرنسية من دول مثل المغرب وتونس والجزائر.

وأصبحت هذه الطريق صداعا في رأس قوات الحدود البريطانية، حيث يدخل المهاجرون إلى المملكة المتحدة بشكل قانوني بتأشيرات زيارة والجريمة التي ارتكبوها هي من الناحية الفنية ضد الفرنسيين وعلى الأراضي الفرنسية، حيث أن نقاط التفتيش الحدودية “المتجاورة” لفرنسا موجودة في “دوفر”، يضيف المصدر ذاته.

وقال المصدر: “إنهم يحصلون على تأشيرات زيارة للقدوم إلى المملكة المتحدة كسائحين، لكنهم في الواقع لا يريدون المجيء إلى هنا، بل يريدون العيش في فرنسا”، مضيفا بالقول: “إنهم يحاولون تهريب أنفسهم خارج المملكة المتحدة، ولكن تم القبض عليهم من قبل الفرنسيين في دوفر وأعيدوا إلينا”.

وأضاف المتحدث، أنه “علينا بعد ذلك معرفة ما يجب فعله لأن لديهم تأشيرة صالحة لدخول المملكة المتحدة. وهناك احتمال أن يكونوا دخلوا بطريقة غير شرعية لأنهم جاءوا إلى هنا تحت ذرائع كاذبة.

وذكرت الصحيفة البريطانية، أنه “في وقت سابق من هذا الشهر، تبين أن مهربي البشر يكسبون المال مرتين عن طريق جلب المهاجرين غير الشرعيين إلى بريطانيا ومساعدة المجرمين المطلوبين – بما في ذلك القتلة – على الهروب عبر القناة”.

يشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبي بدأت في تشديد عمليات التفتيش على الحدود الداخلية وسط مخاوف من أن عدم وجود قيود على الحركة في منطقة “شنغن” يجعل من السهل للغاية على المهاجرين غير الشرعيين السفر عبر القارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *