مجتمع

عاشوراء بين “فرح” السنة و”حزن” الشيعة

أحيى عدد من المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، يوم عاشوراء، من خلال طقوس وتقاليد متنوعة.

وينبع الاهتمام بهذا اليوم لدى المسلمين السنة من الحديث النبوي الذي ورد فيه أن الرسول محمد سأل يهود المدينة عن سبب صيامهم ليوم عاشوراء، فقالوا “إنه اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى، ونحن نصومه”، فقال الرسول “فأنا أحق بموسى منكم” فصامه وأمر بصيامه.

وفي المغرب، يسمى يوم عاشوراء بيوم “زمزم”، حيث يقوم المحتفلون برش بعضهم بالماء، كما يتم إحياء ليلة “الشعالة”، والرقص على أنغام أهازيج شعبية، دون أن ينسى المحتفلون تحضير أطباق خاصة بالمناسبة مثل الكسكس بـ”القديد” ويقصون على الأطفال قصة مقتل الحسن والحسين.

ويحتفل السنة حول العالم بهذا اليوم من خلال صيامه والتقرب إلى الله وإعداد الحلويات وبعض الأطباق كما تعم أجواء الفرح والابتهاج، أما الشيعة فيحيون هذا اليوم ذكرى “موقعة كربلاء” التي شهدت مقتل الحسين حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ويضرب المحتفلون في هذه الذكرى بأيديهم على صدورهم ووجوههم، وبعضهم يضرب بالسلاسل ظهورهم، كما يضرب آخرون أنفسهم بالسيوف والآلات الحادة، ويلقون أشعارا وأغاني حزنا وندما لـ”عدم نصرة الحسين”.

ففي العراق، احتشد مئات الآلاف من الشيعة، صباح اليوم، في مدينة كربلاء حيث مرقد الحسين، وسط إجراءات أمنية مشددة، بلباسهم الأسود عند مرقد الإمامين يستمعون من خلال مكبرات الصوت، إلى سيرة واقعة الطف، حيث قتل الحسين، ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية، مع عدد من أفراد عائلته سنة 680 م.

وبرتدي أغلب المشاركين ملابس سوداء، وعصب بعض الأطفال رؤوسهم بعصبة حمراء أو خضراء يكتب عليها “أبا عبد الله”، بينما يكتب على عصب وضعتها نساء “يا زينب”.

وتشكل هذه الذكرى يوم عطلة في عدد من البلدان كإيران والعراق ولبنان وباكستان والهند وغيرها.

يذكر أن من بين أبرز الأحداث التي وقعت في عاشوراء، أن الكعبة كانت تكسى قبل الإسلام في يوم عاشوراء، ثم صارت تكسى في يوم النحر، وهو اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي نجى الله فيه نوحا وأنزله من السفينة.

كما تم فيه إنقاذ الله لنبيه إبراهيم من نمرود، وفيه رد الله يوسف إلى يعقوب، وهو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى وبني إسرائيل، كما عرف العاشر من محرم استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب بعدما غدر به أهل الكوفة.

وتشكل هذه الأحداث محط خلاف حول كيفية إحياء هذا اليوم ما بين أهل السنة وبين الشيعة في مختلف بلدان العالم.