منوعات

ما نصيب المآثر التاريخية من زلزال الحوز؟

إلى جانب الخسائر البشرية لزلزال الحوز، تسبب أيضا في تغيير ملامح معالم أثرية وتاريخية يعرف بها المغرب ويصنف بعضها على قوائم اليونسكو تراثا عالميا.

وقد عجل الزلزال في تنظيم زيارة لأعضاء من اللجنة الوطنية للمجلس العالمي للمباني التاريخية والمواقع (إيكوموس) رفقة ممثلين عن وزارة الثقافة إلى منطقة الحوز مباشرة بعد الزلزال، وذلك من أجل إجراء تقييم أولي للأضرار التي لحقت بالمباني والمعالم التاريخية في المنطقة.

ونقلت صحيفة جون أفريك تصريحا عن المهندس المعماري عبد الرحيم كاسو، وهو عضو باللجنة سالفة الذكر قال فيه: “إذا كانت الآثار التراثية هي طريق الوصول إلى الثقافة، فإن الاستثمار بعد المأساة مباشرة، والإعلان عن توفير موارد كبيرة في ترميم التراث المعماري، قد يبدو غير لائق. خاصة بالنظر إلى الحصيلة البشرية الثقيلة.

وقال المهندس المعماري ذاته: “من الواضح أن مسألة الإغاثة والرعاية هي الأولوية. لكن لا يمكن تنفيذ مشروع تنموي من دون ثقافة، من دون تراث، من دون ارتباط بالأرض. »

وسجل كاسو في تصريحه لـ”جون أفريك” أضرارا جسمية في البنايات في تلات نيعقوب، على بعد 5 كيلومترات من مركز الزلزال، وقال إن بعض القرى تم محوها من الخريطة، مشيرا إلى أن قصبة قائد القنديفي التي تم بناؤها عام 1905، والتي تعتبر مبنى تاريخيا رمزيا للمنطقة، قد سويت بالأرض.

أما مسجد تينمل، هو أحد المعالم الأثرية الرئيسية للتراث المغربي، الذي كان نقطة انطلاق الحملات العسكرية الموحدية فقد انهار بشكل كامل تقريبا، ولم يبق منه سوى عدد قليل من الأقواس.

ويجري تنفيذ مشروع ترميم هذا الموقع، الذي سجل ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو سنة 1995”، من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ أكثر من أربع سنوات، بدعم من وزارة الثقافة ومشاركة معماريين ومهندسين متخصصين في ترميم التراث. وكان من المقرر تسليم المشروع، الذي تم تنفيذه بنسبة 90%، خلال خمسة أشهر.

وأوضح عبد الرحيم كاسو أنه في الوقت الحالي، ليس من الممكن إجراء فحص أكثر تعمقًا للأضرار، ويظل الموقع خطيرا لأنه غير آمن، وخاصة في الداخل، مشيرا إلى أن فريقه أجرى جردًا أوليًا من خلال ملاحظة بصرية بسيطة.

وبخصوص أسوار مراكش، نقلت الصحيفة الفرنسية عن محافظ الآثار التاريخية في المدينة جمال أبو الهدى عبد المنعم، تاكيده على أنها الجانب الشرقي لهذه الأسوار تعرض  لأضرار جسيمة، مشيرا إلى  “شقوق كبيرة في العديد من الأماكن”. وقال إنه “يشعر بالقلق من رؤية أهل مراكش يواصلون “التحرك بالقرب من الجدار أو الاتكاء عليه للعب الورق، على سبيل المثال”.

وقالت الصحيفة إن المساجد لم تسلم أيضا من آثار الزلزال إذ أصبح الوصول إلى بعضها ممنوعا، مثل مسجد الكتبية الشهير الذي تظهر عليه أضرار الزلزال من خلال الواجهة الخارجية، كما تظهر شقوق داخل المئذنة، بالإضافة إلى مسجد الخربوش، ومسجد المنصور (أو “مسجد القصبة”) الذي تعرض لأضرار كبيرة، ومسجد الأوسط المتضرر على مستوى مئذنته، ومسجد بن يوسف.

وأشارت “جون أفريك” إلى حي الملاح، وهو حي يهودي سابق، الأكثر تضررا من انهيار الجدران الهيكلية؛ وقد تم إجلاء العديد من سكانه وينامون حاليا في الخارج.

وقالت الصحيفة إن قصر الباهية ومقابر السعديين وقصر البديع ثلاثة مواقع أثرية تأثرت بزلزال الحوز، ونقلت عن محافظ الآثار جمال أبو الهدى عبد المنعم قوله إن قصر الباهية لم تكن به أضرار كبيرة إلا أن الهزات الارتدادية تسببت في الوضع الذي يعرفه اليوم.

وبإقليم أزيلال الذي تأثر بالزلزال ويضم عشرات المواقع التاريخية، أكد مصدر خاص بجريدة “العمق” أنها لحسن الحظ لم تتأثر بقوة الزلزال، وخاصة مخازن مكداز المتواجدة بالقرب من الدواوير المتضررة من الزلزال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *