خبير جيوفزيائي يقترح إسكان منكوبي الزلزال في مدن مستدامة عبر الشريط الساحلي

شرد زلزال 8 شتنبر 2023، عشرات آلاف الأسر بإقليم الحوز وتارودانت وأزيلال وورزازات وشيشاوة، حيث وجدت عائلات نفسها في تعيش في الخيام، لكن ربما لن تقيها هذه الأثواب قساوة طقس فصل الشتاء بالمنطقة، ولن تقدر تلك الخيام مقاومة جريان المياه، وذلك ما أوضحته مقاطع فيديو لأولى التساقطات في إقليم أزيلال، حيث سارع المنكوبون في الخيام بحفر مجاري المياه يدويا تفاديا لإغراق ما تبقى لديهم.
وكان الملك محمد السادس، واضحا وفق بلاغ الديوان الملكي، عندما أعطى تعليمات عاجلة تروم “تنفيذ التدابير المتعلقة بإعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية ذات الآثار غير المسبوقة، في أقرب الآجال”.
وتهم النسخة الأولى من برنامج إعادة الإيواء التي تم تقديمها بين يدي الملك محمد السادس والتي تم إعدادها من قبل اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها بتعليمات ملكية سامية، “نحو 50 ألف مسكن انهار كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررة” وفق وفق بلاغ الديوان الملكي.
وفي هذا الصدد، قال مومن عبد العزيز الحاصل على دبلوم الدراسات المعمقة في الجيوفيزياء من جامعة مونبليي بفرنسا، “إن المناطق المنكوبة تقع فوق صدوع نشطة، وبالتالي ستكون مهددة في أي وقت بالزلازل”، موضحا “أن إعادة الإعمار في نفس المنطقة أو المناطق المنهارة بعد الزلزال، حل غير منطقي وسيعتبر تبذيرا للأرواح وأيضا للموارد المالية”.
وأردف في تصريحه لجريدة “العمق”، أن “الموارد المالية للدولة محدودة ولا تسمح لها بتمويل بنية تحتية، لأنها جد مكلفة في مناطق جبلية يقطنها عدد قليل من السكان ومتشتتين ويقومون بأنشطة غير مربحة”.
وسجل مومن، أن “الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024 هو وحده الذي سيزودنا بالبيانات اللازمة بالإضافة إلى البيانات بعد الزلزال وبيانات تتعلق بالظاهرة المناخية الجديدة، وبالتالي ستساعدنا هذه المعطيات على اتخاذ القرار النهائي لإجلاء الساكنة بباقي المناطق الجبلية والشروع في إنجاز مدن جديدة مستدامة، دامجة ومرنة”.
وأكد مومن في السياق ذاته، “أن إعادة إعمار المناطق المنكوبة بعد زلزال الحوز، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل متداخلة”، ومن هذه العوامل، يضيف المصدر نفسه، “عامل الهجرة القروية، خاصة، وأنه “صار لدى فئات الشباب من أبناء المناطق القروية، قناعة بأن ظروف العيش ستكون أحسن في العالم الحضري”.
وأشار الجيوفيزيائي إلى أن المعطيات تفيد أن النزوح الناتج عن التغير المناخي بحلول عام 2050، يبرز أن أزيد من %70 من السكان سيستقرون على طول الساحل وفي المدن الكبرى، وهذا أيضا عامل آخر يجب أخذه بعين الاعتبار”.
واقترح مومن أن يتم إجلاء المنكوبين من الزلزال “في اتجاه الشريط الساحلي، على مستوى ثلاثة مدن أو بالقرب منها، وهي الصويرة، أكادير أو الدار البيضاء، علما أن هذه الأخيرة تعتبر من المدن التي تحتضن الهجرة القروية خاصة الآتية من الجنوب، منذ 1960، كذلك قال إن “هناك مدن مثل الداخلة تتواجد فيها ساكنة آتية من مناطق الأطلس الكبير والصغير”.
ودعا إلى ضرورة البدء بتدابير التكيف والتأقلم مع كل المتغيرات خاصة المتعلقة بالمناخ من الآن، “أخذا بعين الاعتبار توصيات النموذج التنموي الجديد، على أن تكون المدن التي سيعاد إعمارها لفائدة المنكوبين، مرنة، بدون انبعاث الغازات الدفيئة مع ضمان أمن غذائي ومصدر الماء الصالح للشرب والطاقة النظيفة”.
واقترح مومن عبد العزيزاستطلاع رأي المتضررين حول موضوع الإجلاء عند القيام بعملية احصاء المساكن والبنايات المتضررة، “كما للدولة إمكانية تحفيز الساكنة الراغبة في الإجلاء عبر تحفيزات الحصول على سكن، تكوين، فرص الشغل في إطار المبادرات الحالية لوزارة الشغل، أو الخدمة المدنية (وفق توصية النموذج التنموي الجديد)، والتخلي عن إنجاز البنية التحتية في المناطق المنكوبة”.

تعليقات الزوار
سلام . ان كلام مومن عبد العزيز منطقي لا يحتاج الى مبرر مكرر او اكتر . الف
اب