أدب وفنون

مؤلف يستكشف نظرية لطه عبد الرحمان حول فلسفة عربية مستقلة

عن دار الوراق للنشر والتوزيع، صدر حديثا مؤلف جديد للكاتب والباحث المغربي، يوسف المتوكل، بعنوان “النظرية التداولية في الفلسفة عند طه عبد الرحمن آفاق الإبداع في الإنجاز الفلسفي العربي”.

تتعلق أطروحة الكتاب المتواجد حاليا بـ “معرض عمان الدولي للكتاب”، وفق صاحبه يوسف المتوكل، بـ”الكشف عن أسس نظرية محورية ضمن أعمال المشروع الفلسفي للفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، والتي يؤسس فيها لفلسفة عربية مستقلة ومبدعة، تستمد أصولها المعرفية والمنهجية من الممارسة العلمية للتراث الفكري والفلسفي العربي، وتنهل من معين تراث رواده ورموزه، وهي ما سَميتُه في هذا الكتاب بـ: النظرية التداولية في الفلسفة عند طه عبد الرحمن”.

وأضاف الكاتب في تصريح لجريدة “العمق”، أن “من مقتضيات هذه الأطروحة، التي عملنا على بسط مفاصلها في هذا الكتاب، هو أن النهوض بالفكر والفلسفة قولا وعملا، لا يُتوصل إليه إلا بِفِقْهِ ودراية آليات التَّداول الفلسفي الخاصة بثقافة وهوية الفيلسوف. من هنا جاءت الدعوة للباحثين والمفكرين والمهتمين بالحقل الفكري والفلسفي، بضرورة النظر في الصَّنْعَة الفلسفية الغربية من منطلق علمي لا فلسفي؛ وذلك حتى نتمكن من الدخول إلى مصنع الفيلسوف وهو يضع ترجمته لنصوص غيره من الفلاسفة، ويبدع مفهومه ويضع تعريفه ويبني دليله، ويسلك وفق مقتضيات قوله الفلسفي”.

ويشير المتوكل في حديثه إلى ارتباط “الأُنمُوذَج الذي نقتفي أثره في هذا الكتاب، بإشكالية الدَّرس الفلسفي في الثقافة العربية الإسلامية، وبالكشف عن أسباب تَعَطُّل الإبداع في الفلسفة العربية. حيث يستشكل فيلسوفنا طه عبد الرحمن في هذا الدَّرس الفلسفي سؤالا جوهريا، لَطَالَما تعرض للإقصاء، أو عدم وروده كإشكال من بين أهم الإشكالات التي تخص الهوية العربية والخصوصية الثقافية، وهو سؤال المشروعية والحق في الاختلاف الفلسفي؛ وهو الإشكال القديم الجديد، الذي رافق الفلسفة العربية منذ فجر الاستقلال”.

وأوضح أنه انطلاقا من “الكتاب حاولنا الكشف عن المهمة التي تولى طه عبد الرحمن النهوض بها وهي مهمة الإبداع الفلسفي عبر تأسيس لمشروع متكامل، يبدأ من نقد الترجمة التقليدية السائدة وتقويم آلياتها وتصحيح مساراتها ومُمارساتها عن الغير، ومراقبة الكيفية التي تتم بها ترجمة النص الفلسفي اليوناني وغير اليوناني عبر مراحل الترجمة، التي تبتدئ بالترجمة التحصيلية”.

وتروم ترجمة النص الفلسفي حسب المتحدث “الحفاظ على خصائصه الشكلية والمضمونية الأصلية دون تغيير أو تبديل؛ ثم الترجمة التوصيلية، التي تحافظ على جزء يسير من خصوصية النص المترجم؛ ثم الترجمة التأصيلية التي تغير من خصائص النص كُليّاً ليتلاءم والمجال الثقافي والتداولي للفيلسوف، جاعلاً أُفق الترجمة المبدعة أن تكون ترجمة أصيلة إبداعية، تلامس هموم الفيلسوف وخصوصيته الفكرية والثقافية. آنذاك تكون الترجمة موصولة بأسباب المجال التداولي للمفكر. ثم انتهاء بمرحلة مهمة من مراحل المشروع الفلسفي، وهي كيفية خروج الفلسفة العربية من التقليد والتبعية، بإنشاء وإبداع الفيلسوف لتصوراته ومفاهيمه ومصطلحاته ونحتها وفق مجاله التداولي”.

ولما كانت “الأعمال العلمية التي أنتجها الفيلسوف طه عبد الرحمن تتأسس -كما رأينا في كتابنا الأول المعنون بـ”النطرية التكاملية عند طه عبد الرحمن”- على مقومات ومبادئ مركزية تنزل منزلة الأُنمُوذَج أو البَّرَادِيغْم Paradigme، الذي يهدف إلى إعادة النظر وتقليب المفاهيم والتصورات في القضايا والإشكالات الكبرى التي يخوض فيها الفكر الفلسفي العربي المعاصر، فإن مهمة تَعَقُّب مَفَاصِل هذا الأنموذج الذي هو “النظرية التداولية في الفلسفة عند طه عبد الرحمن”، سَتُسهِمُ باعتقادي وبقدر كبير، في الكشف عن مظاهر الإبداع المعرفي العربي ومجالاته التي تشكلت من خلاله” يضيف المتوكل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • مرافعة مواطن
    منذ 7 أشهر

    ● اسمه: عبد الرحمن طه ● الاسم الشخصي ثم الاسم العائلي على عادة العرب و اللغة العربية في تسبيق الاسم الشخصي على الاسم العائلي أو الكنية .. رحمه الله