هلوسة 9: المسح على الخفين

حل عروبي بالمسجد فسأل شيخَنا الموقر بما ترجمته:

– يا شيخُ، بلادنا باردة جدا، وأنا ألبس جوربين مثقوبين وبينهما كيس بلاستيكي لكل قدم، فهل يجوز لي المسح عليهما عند الوضوء؟

استوى الشيخ في جلسته، وحمد الله وأثنى عليه، ثم شكر السلطة المحلية، معددا مناقبها وما تجود به من خير يعم كل المواطنين.. ومن أفضالها أنها وفرت الجوارب الصينية في كل مكان بأثمنة زهيدة، كما صارت عقود الازدياد الخضراء تستخرج من الحواسيب البيضاء، ولا تكتب بخط اليد الرديء لموظف غادر الدراسة في الابتدائي لكن أباه كان رئيسا للجماعة فصيره موظفا يوقع الوثائق الإدارية باسمه، وبفضل السلطة المحلية ازدهرت الفلاحة وجادت الأبقار باللبن وصار “سيكوك” يباع أمام المساجد بدرهمين للزلافة… ولئن شكرتكم وصوتتم لتزيدنكم…

ثم أما بعد،

ففي ما يخص المسح على الخفين، فلم يرد فيهما شيء في القرآن الكريم، وإنما ورد الحديث عليهما في السنة النبوية.. وقال ابن تيمية والألباني وابن باز وأجمع العلماء القدماء والمعاصرون واختلفوا.. ثم إن الخف.. وبما أن الخف.. ولعل الخف..  وليت الخف.. وأنه، وكما أنه.. أعني الخف.. وعندما يكون الإنسان الخف، والخف هو، وهل الخف جلد، وهل الجلد جلد حيوان لاحم أم عاشب، وقد قال.. وقيل.. وأقول…

والأمر يحتاج لمحاضرة للتفصيل في الأمر تفصيلا ليتضح لنا المقال من المقام.
ثم حمد الله وأثنى عليه ،وشكر السلطة المحلية لما تقوم به من جهد لخدمة المواطنين والمواطنات الأحياء منهم والأموات، وأكد أن النساء شقائق النعمان. وأن النعمان هم الرجال… وأذن المؤذن للصلاة.. وقال الشيخ للمؤذن أقم الصلاة، وخاطب الناس: سووا صفوفكم واعتدلوا…

وما زال الرجل يسأل:

– يا شيخ، بلادنا باردة جدا وأنا ألبس جوربين مثقوبين وبينهما كيس بلاستيكي لكل قدم، هل يجوز لي المسح عليهما أم يجب أن أحمل معي خفين في جيبي لأمسح عليها؟

همس إليه أحد المصلين: “وتّا راه الميكة ممنوووعة الله يجيبك على خير”.