سياسة، مجتمع

مناهضو التطبيع يطالبون الدولة بتوضيح موقفها من صلاة الحاخام “بينتو” لصالح جيش الاحتلال

أثار الرئيس السابق لمحكمة اليهود في المغرب، الحاخام “الرابي يوشياهو بينتو”، جدلا وغضبا عارما لدى مناهضي التطبيع بالمغرب، بعدما ظهر في شريط فيديو وهو يدعو بالنصر للجيش الإسرائيلي في حربه على غزة.

واختار الحاخام المذكور، إحدى المقابر اليهودية بالدار البيضاء، للدعاء لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالنصر على المقاومة الفلسطينية، في مخالفة تامة للإجماع المغربي برفض العدوان والجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

وفي أولى ردود الفعل، وصف المرصد المغربي لمناهضة التطبيع ما حدث بـ”الواقعة البالغة الخطورة”، محملا المسؤولية للدولة المغربية ومسؤولي الطائفة اليهودية بالمغرب، مطالبا بضرورة توضيح موقف هذه الجهات للشعب المغربي.

وتساءل المرصد في بلاغ له بالقول: “هل المدعو يوشياهو بينتو هو الحاخام الأكبر بالمغرب، تُلـزم تحركاته وصلواته الطائفة اليهودية وكذا الدولة؟ أم هو شخص منتحل صفة؟ وبالتالي وجب اتخاذ ما يلزم من قرار رسمي ومعلن إزاءه”.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد قالت إن الحاخام بينتو أقام الصلاة المذكورة بالمقبرة اليهودية بالبيضاء، من أجل “سلامة سكان أرض إسرائيل الذين يواجهون تحديات أمنية في الشمال والجنوب من البلاد، ثم دعا بشفاء العديد من الجرحى وبنجاح جنود جيش الدفاع الإسرائيلي”.

المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، اعتبر أن هذه الواقعة “تأتي في سياق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها جيش الحرب الصهيوني وشرطته العنصرية وقطعان مستوطنيه بحق أطفال ونساء وشيوخ الشعب الفلسطيني في غزة وعموم فلسطين”.

وأشار بلاغ المرصد الذي توصلت “العمق” بنسخة منه، إلى أن “هذه المجازر التي يتفاعل معها الشعب المغربي يوميا في كل التراب الوطني بكل مشاعر السخط العارم والغضب الشديد في سياق انتفاضة الضمير الإنساني عبر المعمور”.

ويرى المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أن زيارة الحاخام الصهيوني يوشياهو بينتو للمغرب، والتي تزامنت مع الذكرى السنوية لتأسيس الكيان الصهيوني، “تؤشر على حقيقة تنزيل أجندة صهينة المكون اليهودي المغربي التي ما فتئ المرصد يحذر منها ومن مخاطرها على السلم الاجتماعي وسلامة النسيج الوطني بإشعال العداوة بين المكون اليهودي وباقي مكونات المجتمع المغربي”.

واعتبر المرصد أن “ما يجري يطرح أكثر من سؤال على السلطات العمومية حول حقيقة الصفة والوضع القانوني لهذا الشخص الصهيوني، الإسرائيلي الجنسية، في بنية الطائفة اليهودية بالمغرب، خاصة مع واقعة الاحتفاء به من قبل والي الدار البيضاء الكبرى ومسؤول الطائفة اليهودية بالمغرب، سيرج بيرديغو، داخل المعبد اليهودي بالمدينة، بعد مجيئه من الكيان الصهيوني غداة توقيع الاتفاق التطبيعي أواخر دجنبر 2020”.

وقال المرصد إن “واقعة الصلاة الحاخامية للحاخام بينتو، تنضاف إلى ما سبق وسجله المرصد في تقارير وبلاغات سابقة عن وقائع مماثلة لصلوات تم إقامتها داخل المعابد اليهودية في البيضاء ومراكش والرباط لصالح الكيان الصهيوني وجيشه الإرهابي والدعاء له بالنصر على أعدائه المسلمين في كل من فلسطين والأردن ولبنان وسورية ومصر”.

كما سجل المرصد “الاستقبال والاحتفاء بقادة جيش الحرب الصهيوني، وتحديدا الإرهابيين وزير الحرب بني غانتس، ورئيس الأركان أفيف كوخافي، هذا الأخير الذي قام بتقديم درع الجيش الإسرائيلي إلى مسؤولي الطائفة اليهودية بمراكش وهو يرتدي الزي العسكري داخل الكنيس اليهودي بالملاح”.

وشدد المرصد على أن “استمرار حالة الصمت والغموض إزاء هذه الوقائع المتوالية، برغم ما تقتضيه من حزم وصرامة في حماية الوطن ونسيجه الاجتماعي جراء استفزاز الشعور الجماعي للشعب المغربي، ودرءا لكل ما يمكن أن ينجم عنه من أخطار على سلامة وأمن أبناء الطائفة اليهودية بالمغرب، تجعل مسؤولي هذه الأخيرة والمسؤولين في الدولة، على كافة المستويات، مسؤولين أمام ما يمكن أن ينجم عن الاستمرار في مثل هكذا تحركات تدفع باتجاه تقديم الطائفة اليهودية وكأنها امتداد للكيان الصهيوني بالمغرب كجالية إسرائيلية تابعة له، وهو ما انفك مكتب الإتصال الصهيوني بالرباط يدفع باتجاهه لتكريسه كأمر واقع”.

يذكر أن الحاخام يوشياهو بينتو ازداد في إسرائيل وهناك تعلم في المدارس الدينية المتشددة التابعة ليهود الأشكناز المتحدرين من أوروبا الشرقية.

وانتقل سنة 2008 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأ رحلة علاج من مرض السرطان، لكنه بدأ أيضا نشاطا مدنيا داعما لإسرائيل، من خلال منظمة “موسود شوفا إسرائيل”، التي تملك مقرين أحدهما في أشدود والثاني في نيويورك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 6 أشهر

    اللهم انتقم من الصهاينة شر انتقام