مجتمع

نقاش مدونة الأسرة يطغى على النسخة الأولى من مؤتمر النسوية (فيديو)

هيمن النقاش حول تعديلات مدونة الأسرة على النسخة الأولى من مؤتمر النسوية المنعقد، اليوم السبت بالرباط، الذي أطلقته “جمعية نشر ثقافة المساواة”.

وفي هذا الصدد، اعتبرت أستاذة علم الاجتماع بجامعة الحسن الثاني، ليلى بوعسرية، أن “مدونة الأسرة لا تأتي لحماية المرأة فقط وإنما لحماية المنظومة الأسرية ككل”، مشيرة أنه رغم التحولات البنيوية التي طالت مفهوم الأسرة إلا أن المجتمع لا يزال يحتفظ بصورتها النمطية.

وفي تركيزها على أهمية مؤسسة الأسرة، نبهت بوعسرية، إلى أن ما يثار بشأن عزوف الشباب عن الزواج هو أمر مجانب للصواب على اعتبار أن العزوف يكون برغبة وبإرادة مدروسة، في حين أن السبب في عدم الإقبال على الزواج يرتبط أكثر بطول مدة دراسة الشباب وتأخر ولوج سوق الشغل وبالتالي ارتفاع فترة العزوبة.

من جانبها، ترى رئيسة جمعية نشر ثقافة المساواة، عائشة زعيمي صخري، أن الحركة النسوية في صلبها هي معركة من أجل المساواة في الحقوق ومن أجل التمكين، داعية إلى نقل تاريخ النسوية للأجيال القادمة من أجل التعريف بالمنجزات والنضالات وما تم القيام به من قبل من سبقن النساء.

وقالت زعيمي صخري، في كلمة افتتاحية بمؤتمر النسوية المنعقد اليوم السبت بالرباط، إن المؤتمر تم تنظيمه من أجل إشاعة المساواة بين النساء، وتجميع جهود المناضلات الذين يترافعون في قضايا النساء، ولأجل تقييم الحصيلة المحرزة والمنجزات التي تم التوصل إليها في هذا الصدد، والخروج بأفكار نيرة تغني مدونة الأسرة يتم تجميعها في تقرير يوجه للمعنين.

نضالات وأنشطة الحركة النسوية، حسب المتحدثة، تأتي انسجاما مع التوجيهات والدعوات التي أطلقها الملك محمد السادس، مشيرة إلى أن تعليمات 26 شتنبر 2023 بشأن خلق لجنة استشارية أوكل إليها الإشراف على تعديلات المدونة، قد سرعت من هذا المسار.

أما الباحثة في مكانة المرأة في السرديات التاريخية، لطيفة بوحسيني، فاستعرضت مسار تطور الحركة النسائية بالمغرب منذ سبعينات القرن الماضي وأشكال نضالها، وأهم التحديات التي واجهتها والإنجازات التي حققتها، مقترحة تقسيم تاريخ الحركة النسائية خلال هذه الفترة إلى أربع مراحل.

واعتبرت لطيفة بوحسيني أن المنجزات المحققة بشأن قضايا النساء والمساواة، كمدونة الأسرة على سبيل المثال، هي نتيجة للنضال المستمر والمتعدد الأشكال على مر عقود من الزمن خاضته مناضلات بينَّ عن نضج كبير ووعي أكبر خدمة للصاح العام.

وبالرغم من الأشياء الجديدة وما أتت به المدونة سنة 2004، حسب المتحدثة نفسها، إلا أنها لا تزال تعاني بعض القصور، معتبرة أن مسار تعزيز المساواة لا يزال طويلا ومستمرا وأن على الأجيال القادمة مواصلة المشوار، وأن على النساء الاستمرار في النضال على شتى الأصعدة واعتماد أشكال جديدة.

المرحلة الممتدة بين سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي في تاريخ الحركة النسائية، تميزت فيها الحركة، وفق بوحسيني، بسياق سياسي يطغى عليه الشق السلطوي وحضور العنف والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والمساس بالحق في الحياة والحرية، وهو السياق الذي تمخضت عنه نتائج جد سلبيات.

“هذه الحقبة التي شهدت المدارس الأولى للنسوية لم تكن فيها الأمور هينة بالنسبة للنساء اللاتي كان يتحتم عليهن تقديم مبررات مقنعة واللجوء إلى استراتيجيات اقناع تمكنهن من تحاشي السطوة الذكورية والسياق السلطوي الذي كان يطغى على تلك الفترة”، تضيف بوحسيني.

ومع مستهل التسعينيات، سجلت المتحدثة ذاتها، ظهور أنماط جديدة للنضال في شكل مجلات وجمعيات تعنى بقضايا النساء، معتبرة أن هذه الأنماط حققت منجزات مبهرة، تم من خلالها تعزيز موقع المرأة لأجل الحصول على استقلالية أكبر في ظل ديمقراطية ناشئة، وإن لم تسلم من الممارسات التي كانت تطغى في تلك الحقبة.

وأضافت”: “من خلال التطور في أشكال النضال النسوي تمكنت الحركة مع بداية الألفية الثانية من انتخاب أشكال جديدة مبتكرة، ساعدت في انتقال النساء إلى العمل السياسي ابتدأت بتقديمهن أدوارا  في تعديل مدونة الأحوال الشخصية، من خلال طرح الحركة العديد من الرؤى المقنعة تهم قضايا المرأة”.

يشار إلى أن النسخة الأولى لمؤتمر النسوية المنعقد اليوم السبت بالرباط، الذي أطلقته “جمعية نشر ثقافة المساواة” يراد منه “جمع الجمعيات والمبادرات النسوية التقدمية بالمغرب وكذا الشخصيات المعروفة بأعمالها والتزاماتها النسوية كل في مجال اشتغاله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *