سياسة

“إسكوبار الصحراء”.. بنعبد الله يحذر الدولة: الفساد ينخر المشهد السياسي ويجب قلب المعادلة

بنعبد الله في حوار في العمق

حذر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله، الدولة من خطورة مستوى الفساد في المشهد السياسي المغربي، معتبرا أنه “أصبح ينخر الجسم السياسي”، مشددا على أن حزبه “يسعى إلى قلب المعادلة”، كما اعتبر أنه لا “يمكن القول بوجود توجه رسمي لمحاربة الفساد”.

وجاء كلام بنعبد الله أثناء جواب على سؤال حول الملف المعروف إعلاميا بـ”إسكوبار الصحراء”، وذلك في حلقة هذا الأسبوع من برنامج “حوار في العمق” الذي يقدمه مدير نشر جريدة “العمق” محمد لغروس، ويبث كل جمعة على الساعة السادسة مساء.

وقال إن الوضع المذكور “إذا أضفناه إلى ما يعرفه المشهد السياسي من فراغ، وإلى التعثرات التي وقعت في مسلسل بناء مؤسسات ديمقراطية قوية كما ورد في النموذج التنموي الجديد، فيتعين دق ناقوس الخطر وأن نقول كفى”، وأضاف “نحن في حزب التقدم والاشتراكية نسعى إلى قلب المعادلة وتنبيه الدولة وتحذيرها لخطورة الوضع، ونجد سندا وتلاقيا مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لتنزيل هذه المبادرة”.

وحذر من “فرض أحزاب سياسية في المشهد والتضييق على أخرى”، ومن “استعمال المال بشكل فادح في الانتخابات كما حدث في الاستحقاقات السابقة وبالخصوص في المسلسل الأخير الذي تجاوز كل الحدود والذي عبرتُ عنه سابقا بأنه تسونامي من المال، حيث زكت بعض الأحزاب أشخاصا مرتبطين بمواقع فاسدة وبنفوذ وريع اقتصادي وتم تقديمهم في الانتخابات عوض ما سمي بالكفاءات الجديدة”، على حد قوله.

واعتبر ضيف “حوار في العمق” أن الفساد واستعمال المال بوجد في صفوف المعارضة بدرجة أقل بكثير مقارنة مع ملف “إسكوبار في الصحراء” وغيره من الملفات، كما أبرز أن حزبه عرف “حالة وحيدة وفريدة تتعلق بممارسة فاسدة، وهو ما أكدت عليه المحكمة، رغم أنه ليس بدرجة خطورة الملفات الأخرى”، وذلك في إشارة إلى ملف البرلماني سعيد الزيدي المحكوم في ملف متعلق بقضية “رشوة” وصدر فيه الأسبوع الماضي قرار للمحكمة الدستورية جرده من مقعده البرلماني.

وقال بنعبد الله “أمام هذا المد والكم من الفساد في الفضاء السياسي الخطر هو أن تصيبك العدوى، وقد تصيبك حالة أو اثنين”، وعاد لتوجيه مدفعه إلى الأغلبية الحكومية قائلا “الأغلبية منخورة من قبل الكائنات التي تأتي إلى السياسة للدفاع عن مواقعها وهي مواقع مرتبطة باقتصاد غير رسمي وبفساد حقيقي بدرجات عالية”.

وأضاف “نحن ندق ناقوس الخطر، وأوجه نداء واضحا إلى المكونات الأساسية للدولة، أننا لا يمكن السير بنفس النهج نحو الانتخابات المقبلة، وإذا واصلنا بنفس الشكل فإن مؤسسات الدولة ستكون منخورة بالكامل”، خصوصا في ظل ما اعتبره “الشرخ” المتواجد بين الأحزاب من جهة وبين الشعب والمكونات المختلفة والشباب من جهة أخرى.

وعلق “عندما نريد تطوير خطاب سياسي ملتزم وقوي ونزيه، نُحشر في كثير من الأحيان نحن بدورنا في زاوية أن هذا الفضاء فاسد”.

الفساد بين السياسة والرياضة

وسجل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن المشهد الرياضي كان يعرف سابقا وجود بعض العناصر المحدودة التي تريد الاستفادة من مبالغ قليلة، والتي تختلط بعناصر تشتغل في هذا المجال ولها نفس تربوي حقيقي والتزام من أجل خدمة المجتمع، غير أنه بعد “إنشاء حزب جديد في البلاد بدأنا نرى محاولات للدخول لبعض الأندية الكبرى ومحاولة استغلالها في الصراع السياسي، وهو ما أدى إلى ترك الأمور إلى أناس ليسوا أهلا لها، من أجل التوفر على إمكانيات مادية دون التساؤل عن مصدر الأموال ومن أين تأتي”.

وتابع “وهذه الأندية من المعلوم أن يجب أن تخضع للمراقبة ومراجعة الحسابات، خصوصا بعد التعديلات القانونية التي شهدها المجال”.

وشدد بنعبد الله على ضرورة “حماية الرياضة من الممارسات الفاسدة، وفي نفس الوقت حماية السياسة من استغلال فضاءات رياضة بشكل سلبي من أجل الحصول على امتيازات سياسية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *