سياسة

بنعبد الله: لم نندم على التحالف مع العدالة والتنمية رغم أننا دفعنا الثمن

بنعبد الله في حوار في العمق

أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله، أن حزبه ليس نادما على التحالف مع حزب العدالة والتنمية، “بالرغم من أنه دفع ثمن هذا التحالف”، مشددا على أن حزبه منذ نشأته “تفادى ما يمكن تسميته الخطأ أو الخطيئة التاريخية”.

وجاء كلام بنعبد الله خلال مشاركته في حلقة هذا الأسبوع من برنامج “حوار في العمق” الذي يقدمه مدير نشر جريدة “العمق” محمد لغروس، ويبث كل جمعة على الساعة السادسة مساء.

وقال بنعبد الله “أعتقد أنه رغم الثمن الذي أديناه فليس هناك أسف على هذه الفترة أو أي ندم”، غير أنه فرق بين الفترة التي قاد فيها عبد الإله ابن كيران الحزب والحكومة وبين عهد خلفه سعد الدين العثماني، معلقا “لو لم نفرق بين مرحلة بنكيران أو العثماني لما انسحبنا من الحكومة بقرار مستقل لحزبنا”.

وعن حيثيات الانسحاب من الحكومة التي ترأسها سعد الدين العثماني أبرز بنعبد الله أنه راجع إلى إحساس حزبه بأن “النفس الإصلاحي أصبح مفقودا فيها”، وقال إنه عاش “شخصيا من داخل الحكومة تحالفا لأحزاب أخرى من أجل إفشالها، فانتبهنا لذلك وقلنا أننا سنتلطخ إذا بقينا مواصلين المسار وبالتالي مصلحتنا ألا نبقى فيها”.

ورفض الربط بين الانسحاب من الحكومة بإعفائه إلى جانب زميله في الحزب الحسين الوردي خلال ما سمي بـ”حملة الحسيمة”، أو حتى عند إعفاء شرفات أفيلال بعد ذلك، بدليل أنه “عندما تم إبعادي أنا والوردي في حملة الحسيمة، مع العلم أنه ثمن لتحالفنا مع العدالة والتنمية ومن بعد جاءت مسألة شرفات، فلم نخرج من الحكومة لا بعد القرارات التي أبعدتنا ولا بعد القرارات التي أبعدت شرفات أفيلال، وانتظرنا حتى مرت ليكون قرارنا مبنيا على قرار سياسي وليس اعتبارات شخصية”، يقول بنعبد الله.

وعاد ضيف “حوار في العمق” بالذاكرة إلى الوراء ليعيد تركيب أسباب التحالف بين حزبه ذو المرجعية اليسارية مع حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية، وقال “عندنا مواقف جريئة على مستويات متعددة، واختلفنا مع أحزاب كانت قريبة منا مثلا في الكتلة في دستور 92 و96، وفي دخول الحكومة الأولى من التناوب الذي قدمه الملك الراحل الحسن الثاني، وتبين دائما أننا كنا على صواب”.

وتابع “لما اعتبرنا أن هناك تراجعات في الفضاء السياسي، وأن هناك أوساط تريد مراجعة منحى المسار الذي كنا نسير إليه في الإصلاح السياسي والديمقراطي بتأسيس حزب سياسي جديد في 2009… بحثنا في حلفائنا التقليديين الاستقلال والاتحاد الاشتراكي من أجل الدفاع عن الديمقراطية مثل ما دافعنا عليها في الستينيات والسبعينيات والثمانينات، ولما طرقنا باب الحليفين الأساسيين وجدنا قليلا من التردد وخلافا بين الحزبين راجع  للتجارب السابقة خصوصا تجربة التناوب”.

وخلص بنعبد الله حديثه إلى أن حزبه وجد في العدالة والتنمية إمكانية “مواجهة النكوص والتراجع معه”، وذلك “دون أن يكون هناك التقاء في جميع المستويات”، وأبرز أنه “لما تطورت الأمور وأتى الحراك و20 فبراير، اتفقنا على أن نشتغل معا في إطار الاحترام المتبادل وفي إطار ديباجة الدستور للاشتغال ومواجهة التحديات المطروحة، نحن سنحترم جيدا الفقرة الثانية وهم يحترموا جيدا الفقرة الأولى”، في إشارة منه إلى احترام المرجعية الإسلامية (الفقرة الثانية) والمرجعية الديمقراطية (الفقرة الأولى).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *