مجتمع

ترامي “غرباء” ومافيا العقار على أراضي سلالية يحرم 1400 نسمة من حقوقها بورزازات

يشتكي أعضاء الجماعة السلالية أولاد سليمان بإقليم ورزازات الهجوم على أراضيها واستغلالها من طرف “غرباء” ومافيا العقار، أمام أعين السلطات والمسؤولين، وسط حرمان ذوي الحقوق من حقهم في الأرض “رغم حاجتهم لها”.

عملية “الترامي” على الأراضي التي يشتكي منها ذوي الحقوق، أدت إلى “حرمان حوالي 1400 نسمة من حقهم في الأرض”، وفق ما صرح به عدد منهم لجريدة “العمق”.

مصدر خاص، فضل عدم الكشف عن نفسه، قال إن مشكل الترامي على الأراضي السلالية بسكورة موضوع “قديم ومستمر في نفس الوقت، رغم إعلان الدولة المغربية سعيها نحو تحفيظ هذه الأراضي وإخراج الرسوم العقارية المتعلقة بها لأصحابها”.

نفس المصدر، نبه في حديثه لجريدة “العمق”، إلى أنه على القائمين على الموضوع الإسراع لتدارك الأمر، قبل أن “فوات الأوان” وفق تعبيره، مشيرا إلى أن الوضع الذي تعرفه الأراضي السلالية أولاد سليمان يحتاج تدخلا عاجلا لإيجاد حل يرضي الجميع، على اعتبار أن ذوي الحقوق مصرون على تحصيل حقوقهم”.

شكاية منذ 2007

تنضوي هذه الأراضي السلالية للجماعة النيابية التي تعود لقبائل أولاد سليمان أولاد يعقوب، بجماعة سكورة، إقليم ورزازات، ضمن التحديد الإداري رقم 364، وفق المعطيات التي حصلت عليها جريدة “العمق”.

أكثر من مصدر، أكد أن هناك شكاية في الموضوع، تقدم بها ذوي الحقوق سنة 2007، وشكاية أخرى سنة 2012، ولم يتم التفاعل معهم بشأنها، وتم منح شواهد الاستغلال لصالح المترامين على الأرض، مما خلف حالة من الحزازات والمشاكل بين الأطراف المستفيدة والمحرومة من حقها.

إعادة ترسيم الحدود

الشكاية المرفوعة للسلطات المحلية، طالبت وفق مصادر الجريدة بإعادة ترسيم الحدود وتحديد هذه الأراضي السلالية تحديدا إداريا لصالح أصحابها الأصليين، إلا أن ذلك “لم يتم وبقيت الأرض دون تصفية إدارية إلى اليوم”.

ذوي الحقوق المنتمين للجماعة السلالية أولاد سليمان، والبالغ عددهم حوالي 1400 نسمة، فور تأسيس جماعتهم النيابية بداية سنة 2000، قاموا بإخطار السلطات المحلية والإقليمية ووضعوا وثائقهم القانونية، إلا أن ذلك لم يكن له أثر على أرض الواقع.

الزمن فاقم المشاكل

أحد أعضاء الجماعة السلالية المتضررين قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن الأضرار التي لحقتهم جراء حرمانهم من حقهم في الأرض تفاقم نتيجة النمو الديموغرافي، مشيرا إلى أن عدد كبير من الأسر الحديثة التأسيس “لا تملك منازل للسكن وتظل تعيش مع عائلاتها الممتدة في ظروف صعبة”.

للزلزال الذي ضرب منطقة الحوز وخلف آثار بأقليم مغربة عدة من بينها إقليم ورزازات نصيب في رفع حجم معاناة ذوي الحقوق، تقول إحدى النساء السلاليات المتضررات في تصريح لـ”العمق” إن منزلها تعرض لدمار شبه كلي بسبب الزلزال، معبرة بمراراة عن عدم قدرتها إدراك بقع أرضية لبناء مسكن رغم أنها تملك نصيبا في الأراضي السلالية موضوع النزاع.

من المشاكل أيضا، تلك التي تعترض شباب المنطقة من ذوي الحقوق الراغبين في الاستثمار، والاستفادة من نصيبهم في الأراضي السلالية، من أجل إنجاز مشاريع اقتصادية مدرة للدخل، إذ يجدون صعوبة في تحصيل الأراضي، وفق المصادر نفسها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *