خارج الحدود، سياسة

بعد الكويت.. عسكر الجزائر يختار زيارة السعودية للتقرب من الإمارات

يبدو أن عسكر الجزائر أدرك ولو بشكل متأخر ضرر العزلة التي وضع فيها نفسه بسبب سياسته العدائية تجاه العديد من الدول وخاصة المغرب والإمارات ومؤخرا مالي، والتي ساهم فيها بشكل كبير إعلام العسكر.

وفي محاولة من هذا السياق، يحاول حكام الجزائر أن يبحثوا عن وساطات لإصلاح ما يمكن إصلاحه خاصة مع الإمارات التي أعدت لائحة سوداء تضم أسماء شخصيات جزائرية ممنوعة من دخول أراضيها بسبب انخراطها في حملة عدائية تستهدف الدولة الخليجية ذاتها.

وبعد وساطة الكويت التي يبدو أنها فشلت في إعادة الدفء بين الجزائر والإمارات العربية، عاد العسكر ليطلب وساطة دولة خليجية أخرى، وهي السعودية، أملا في احتواء الأزمة التي تسبب فيها العسكر بسياسته المتهورة وقراراته المتسرعة.

وقالت صحيفة “مغرب أنتلجنس”، إن رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، سعيد سنقريحة، يستعد لزيارة وصفت بالمهمة إلى المملكة العربية السعودية خلال الأيام المقبلة.

وقالت مصادر جزائرية للصحيفة ذاتها، هذه إن لهذه الزيارة أهمية استراتيجية لأنها مرتبطة ارتباطا مباشرا بالوضع الحالي المتوتر للغاية الذي يميز علاقات الجزائر مع الإمارات العربية المتحدة التي لا تقل أهمية عن بلاد الحرمين.

وتؤكد مصادر الصحيفة أن رئيس المؤسسة العسكرية الجزائرية سيبدأ عدة لقاءات في الرياض مع قادة سعوديين، بينهم مسؤولون في المخابرات السعودية، لمناقشة أزمة الجزائر مع الإمارات التي تعتبر الحليف الرئيسي للسعودية.

ويأمل قائد الجيش الجزائري أن يجد في المملكة العربية السعودية قناة وساطة تسمح له بالتفاوض مباشرة مع أبو ظبي من أجل إيجاد حل سريع لسوء التفاهم والمشاكل التي تغذي التوترات الشديدة بين البلدين.

وكان النظام الجزائري قد اتخذ خطوات غير رسمية وسرية لطلب من دولة الكويت أن تلعب دور وسيط مع دولة الإمارات العربية المتحدة، لإعادة العلاقات بين البلدين التي تعرف توترا غير مسبوق منذ عام 2021، وفق ما أوردته مغرب أنتلجنس شهر دجنبر الماضي.

وقالت الصحيفة إن النظام الجزائري شن هجوما منذ مدة على دولة الإمارات واتهمها بالتآمر ضد أمنها الوطني من خلال دعم التحالف بين المغرب وإسرائيل مالياً وسياسياً، وتشجيعها على جميع الحركات المعادية للجزائر في ليبيا وتونس وموريتانيا والساحل، بينما تتهم الإمارات الجزائر بالوقوف وراء أعمال عدائية ضد مصالحها في شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.

وأوردت وسائل إعلام أن تبون لجأ إلى الكويت التي تتمتع بسمعة جيدة لدى جميع الأطراف لتخفيف التوتر الذي تسبب فيها جنرالات العسكر قبل عام من الانتخابات الرئاسية في عام 2024، مشيرة إلى أن تبون أدرك خطورة البقاء عالقًا في هذا العداء مع إحدى أكثر الدول تأثيرًا في العالم الإسلامي والعربي، والتي أصبح لها الآن دورا مهما في مجموعة البريكس.

وتشن صحف ومواقع جزائرية مقربة من السلطة منذ مدة حملة على الإمارات وتطالب بطرد سفيرها من الجزائر، في موقف يثير التساؤل عن الجهة التي تحرك الحملة من داخل النظام، وعما إذا كانت الجزائر قد قررت اختيار الإمارات عدوا خلال هذه المرحلة للتغطية على فشلها في معالجة ملفات محلية وخارجية، وفق ما أودته صحيف العرب.

وقالت الصحيفة في عدد سابق إن تقارير متداولة منذ مدة في صحف ومواقع إخبارية محسوبة على النظام الجزائري حثت على ضرورة “اتخاذ القرارات المناسبة” ضد دولة الإمارات، ردا على ما أسمته بـ”حملات التحرش والإضرار بالمصالح الوطنية والتجسس”.

وأضاف المصدر ذاته أن استعداء الإمارات ليس سوى استمرار لسياسة جزائرية تقوم على الإمعان في خلق الأعداء بلا سبب، ولو أدى ذلك إلى المس بمصالح الجزائر نفسها. وبالإضافة إلى المغرب افتعلت الجزائر توترا حادا مع إسبانيا وبرودا مع فرنسا بسبب الاستغراق في معارك الماضي، ومع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب تقاربها مع الصين وروسيا.

ومن الواضح أن التصعيد الإعلامي مع الإمارات يعود -في جزء منه- إلى رغبة النظام الجزائري في إبعاد أنظار الجزائريين عن فشله الخارجي، خاصة بعد خسارته عضوية مجموعة بريكس في وقت كان فيه المسؤولون الجزائريون -ومن بينهم الرئيس عبدالمجيد تبون- يتحدثون عن العضوية كتحصيل حاصل، وأن الجزائر قوية بتحالفها مع الصين وروسيا، لكن البلدين لم يتحمسا لموقفها ولم يدعما ملفها، هما وحليفتها جنوب أفريقيا، وفق تعبير الصحيفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Rida
    منذ 3 أشهر

    من قال ان الجزاءر تريد علاقات مع الامارات . المغرب باعت عرضها للامارات مقابل ٣٠ مليون. المملكة الامبراطورية الشريفة العريقة باعت كل شيء،للخليجيين.