سياسة

المنصوري تكشف “الخطأ” الذي ارتكبه البام منذ تأسيسه.. وتصرح: “إسكوبار الصحراء” كان صدمة قوية للحزب

كشفت المنسقة الوطنية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، فاطمة الزهراء المنصوري، عن ما أسمته “الخطأ” الذي اركتبه حزبها منذ تأسيسه، كما روت خبايا انتخاب القيادة الثلاثية للبام وموقفها من ملف “إسكوبار الصحراء” ومصطلحات “التريبورتور” و”التيليكوموند”.

فخلال حلولها ضيفة على برنامج “مع الرمضاني” على القناة الثانية، مساء اليوم الأربعاء، قالت المنصوري إن الخطأ الذي ارتكبه حزب “الجرار” منذ تأسيسه، “هو أننا جئنا بشعار جميل مفاده أننا كنا نريد ممارسة السياسية بطريقة مغايرة”.

واعتبرت منسقة “التراكتور” أن هذا الشعار كان يقتضي أن يفرض حزب الأصالة والمعارصة قواعده على الساحة السياسية، لكن الأخيرة هي من فرضت قواعدها علينا ولسنا نحن، وفق تعبيرها.

وأوضحت المتحدثة أن حزبها قطع مع عدة ممارسات داخله، خاصة مع مؤتمر سنة 2000، مشددة على أنه لا توجد حاليا أي أزمة داخلية بالبام، رافضة أن يُنعت حزبها بـ”التريبورتور” أو التسيير بـ”التيليكوموند”.

إسكوبار الصحراء

وبخصوص الملف المعروف إعلاميا بـ”إسكوبار الصحراء”، قالت المنصوري إن حزبها يؤمن بحرية التعبير، وأن الانتقادات ضد البام هي إيجابية، لكنها رفضت توجيه الاتهامات إلى حزبها بالتورط في ملفات المخدرات أو الفساد المالي.

واعتبرت أن “إسكوبار الصحراء” ليس أزمة داخل الحزب، “لكنه شكل صدمة قوية جعلتنا نتساءل إن كانت لنا مسؤولية في القضية” مستدركة: “ليس مسؤولية قضائية أو أخلاقية، بل نقص في تنظيمنا، لكننا في النهاية لسنا جهة أمنية، ونبرئ أنفسنا كليا من هذا الملف”.

وتابعت قولها: “لم نكن نتخيل هذا داخل صفوفنا، مع احترام قرينة البراءة، لكن هؤلاء إخوان نعرفهم وعاشرناهم وكان عليهم توافق محليا وجهويا، وترشحوا لرئاسة مؤسسات ترابية وصوتوا عليهم. فعلا كانت صدمة قوية” وفق تعبيرها.

وأضافت المنصوري: “مؤسستنا الحزبية فيها 40 ألف منخرط وأكثر من 6000 منتخب وأزيد من 320 رئيس جماعة و87 برلمانيا و19 مستشارا ونخبا وأطرا وممثلي جميع فئات المجتمع، لذلك لا يمكن أن نهين كل هؤلاء بسبب شخصين اثنين متابعين في قضايا لا علاقة لها بالشأن السياسي وبتدبير الشأن العام، وكل واحد يتحمل مسؤولية أفعاله”.

واعتبرت المتحدثة أن البام “مؤسسة محترمة تقوم بدورها، وهي ثاني قوة سياسية، ونرفض أن يكون أحدنا فوق القانون، كما نرفض أيضا أن نكون أقل من القانون، وحزبنا لم يسبق أن كان حصانة لأحد، لذلك لا يمكن أن أعتبر منتخبا أو سياسيا فوق القانون، ومن أراد أن يختبئ فليذهب لمكان آخر”.

القيادة الثلاثية

وبخصوص المؤتمر الوطني الأخير للبام، قالت المنصوري إنه “كان ناجحا ونُظم في وقته بحضور 3600 مؤتمرا ومؤتمرة”، مضيفة: “أتقبل أن هناك أناسا لن يفهموا هذه القيادة الجماعية، ولكن دائما البام كان السباق”.

وأوضحت أن القيادة الثلاثية لها رمزية تتجسد في عدم شخصنة المشاريع السياسية، مضيفة: “لا يهمنا من يقود بل ماذا سيقود من مشاريع مشتركة وعروض سياسية ستجعل المغاربة يسترجعون ثقتهم في البام”.

وأردفت بالقول: “ثلاثي الأمانة العامة هم من أبناء البام الذين تكونوا داخل الحزب ولا أحد كان له انتماء من قبل، فنحن جيل البام”، معتبرة أن القيادة الجماعية هي جواب غير كلاسيكي لظرفية استثنائية في ظل تساؤلات المغاربة ورسالة الملك إلى البرلمان.

وأضافت: “المغاربة يطالبون بأن تكون الكفاءة معيارا لمن يمثلهم في ظل النقاش حول تخليق الحياة العامة، وخاصة الساحة السياسية والتدبير العام، ونحن جزء من الساحة السياسية، ونقول حان الوقت لتصحيح بعض الأمور”.

ومضت قائلة: “حققنا نتائج إيجاية والحزب يتطور ويكبر والمغاربة يجددون فيه الثقة، واليوم نريد الظهور بوجه جديد للحزب، والحمد لله انتخبنا مجموعة منسجمة لها نفس التصور والتطلعات والطموح للحزب ولبلادنا”.

وترى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، أن الديمقراطية لها طرق، منها التصويت والتوافق، مشيرة إلى أن المؤتمر الأخير عرف توافقا، وما قبله شهد ترشح 5 مرشحين.

كودار والأمناء السابقون

وفي ردها على سؤال حول سبب سحب اسم كودار من القيادة الثلاثية وتغييره بصلاح أبو الغالي في آخر لحظة عبر ما يُسمى “التيليكوموند”، أوضحت المنصوري أن كودار هو من طلب الخروج من القيادة الثلاثية دون تدخل من أحد، لافتة إلى أنه عضو في المكتب السياسي بالصفة.

وأشارت المنسقة الوطنية للبام إلى أن “التيليكوموند” من أكثر الكلمات التي تقلقها، مشددة على أن سمير كودار كان مطروحا في القيادة الثلاثية إلى جانب مجموعة من الأسماء الأخرى، لكنه هو من قرر الانسحاب وفضَّل أن يكون “رجل التيران” وفق تعبيرها.

وبخصوص غياب الأمناء العامين السابقين عن المؤتمر الوطني الأخير للحزب، قالت المنصوري إن الأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي وجه دعوة شخصية لكل واحد منهم، مضيفة: “تبقى حريتهم الشخصية في المجيء أو الغياب”.

وأردفت بالقول: “هذه اختيارات شخصية وليست أزمة داخلية، ولو كانت أزمة لعبروا عنها في المؤتمر الوطني، لأن منهم من اتخذ قرارا وآخرون اعتذروا”، مشيرة إلى حضور مجموعة من المؤسسين ضمنهم اخشيشن وفتيحة العيادي وسمير بلفقيه.

يُشار إلى أن المجلس الوطني المنبثق عن المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، انتخب كلا من فاطمة الزهراء المنصوري ومحمد المهدي بنسعيد وصلاح الدين أبو الغالي ضمن “الأمانة العامة الجماعية” للحزب، فيما اتفق أعضاء “الأمانة العامة الجماعية” على المنصوري “منسقة وطنية” للبام، وفقا للتعديل الجديد للنظام الأساسي للحزب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • محماد
    منذ 3 أشهر

    الخطأ الوحيد الذي ارتكبته الدولة المغربية هو أنها أحدثت هذا الحزب الذي ينتمي في الغرض من تأسيسه إلى عهود كنا نظن أنها انتهت مع انتهاء زمن البصري، ومع مجيء ما سمي بالعهد الجديد. فأن تنشأ الدولة حزبا وتغدق عليه ما لا يحصى من الأموال ومن السلط؛ فقط لمحاربة حزب آخر أو تيار آخر؛ هذا هو الخطأ بعينه؛ بل هو الذنب الذي لن يغفره لها التاريخ.

  • حزب الدولة والمخدرات
    منذ 3 أشهر

    25 معتقل متهم في قضية الحشيش لي تتنتجو بلادنا وتتهضرو هي على سعيد ناصيري شكون هوما باقي المتهمين؟ هل تراجع الناصري عن أقواله و اتهاماته السابقة منهم وزير تقاشر المهرج متورط في المخدرات لانه قدم شكاية برضا الطاوجني خزب بثلاثة امناء مهزلة وماخفي في في الرباط اعظم