وجهة نظر

لقد انتهت اللعبة !

عبارة “لقد انتهت اللعبة” التي اكتسبت شهرة واسعة منذ أن قالها صاحبها بلسان أنجليزي دقيق عند مدخل باب إقامته بنيويورك يوم 09 أبريل 2003 ، وفي أوج الحرب الأمريكية-البريطانية على نظام المرحوم الرئيس العراقي صدام حسين.

قائل تلك العبارة لم يكن سوى السفير العراقي الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة، السيد محمد الدري؛ وكما هو طبع السياسيين دائما، يبدو أن الرجل اختار لها من الأماكن و الأزمنة و السياقات ما لم يتوفر لدى كل من مروا برواق البشرية على الأقل في العصر الحديث.

فردا على أسئلةِ مجموعةٍ من الصحفيين المرابطين بباب إقامته منذ اندلاع ما عُرِفَ بأزمة الخليج حينها، قال محمد الدري، في سياق تعليقه على الأحداث الدراماتيكية و المتسارعة الواردة من بلاد الرافدين أنذاك، و التي كانت قوات المارينز أهم الفاعلين فيها، تنفيذا لخطط و نوايا الرئيس جورج بوش الإبن و وزير دفاعه ، رونالد رامسفيلد، بأن “اللعبة قد أنتهت”، و أضاف ” عملي الآن هو السلام، و أتمنى أن يعم السلام؛ أتمنى للشعب العراقي أن يعيش حياة سعيدة ! ” . و عند سؤاله من طرف الصحفيين عن ماذا يقصد ب “اللعبة”، رَدَّ قائلا : “الحرب” !!

دواعي هذه المقدمة المتشعبة و البَيْن قَارِّية هو مجرد توطئة لِلُعبة أخرى، بطعم تيار البؤس المغربي ،تبخرت يوم أمس (18 شتنبر 2016) بشوارع الدار البيضاء، والتي وظفتها قوى النكوص في إطار سعيها لتسميم كل الوطن بسحب دخان الكيف و السجائر و الرذائل و إطفاء أنوار الديموقراطية.

بأمس تأكد للمغاربة أن اللعبة التي انخرطت فيها عدة أطراف، بأوجه مكشوفة تارة أو مُقنعة تارة أخرى، على مدى الخمس سنوات من عمر هذه الحكومة، قد انتهت على وقع خيبة أمل الذين لا يجادل أحدٌ من المغاربة في خبث نواياهم و تعطشهم للسلطة و نهب المال العام، تيارٌ يضربُ الفسادُ و الفشلُ بيتَه الداخلي، و بيت كل عضو فيه تقريبا، فكيف له أن يصلح البيت الوطني و يتركه سليماً و مُعافى.

على بعد أسبوعين من تجديد الحكم لأنطلاق الشوط الثاني من مسلسل الإصلاح و إعادة التوازنات، تكون “لعبة” المتشدقين بقاموس سنوات الجمر و الرصاص، و الأخونة، و الأسلمة قد “انتهت” في غياب وجود من يسمعها، فبالأحرى أن يصدقها، بعدما تأكد للمغاربة الشرفاء أن لعبة تيار البؤس هي فعلا “حربٌ حقيقيةٌ”، كما قال محمد الدوري.