خصصت لها 2 مليار سنويا.. هل فشلت “كازا بيئة” في محاربة الكلاب الضالة بالبيضاء؟

أثارت قضية مقاضاة مواطنة بالدار البيضاء لمجلس الجماعة وشركة الدار البيضاء للبيئة، بعد تعرضها لهجوم من كلاب ضالة، النقاش حول جدوى اتفاقية انتداب الجماعة لشركة “كازا بيئة”، للحد من خطورة الكلاب الضالة على سلامة وصحة البيضاويين.

هذه الاتفاقية خصصت بموجبها جماعة الدار البيضاء، لشركة “كازا بيئة”، 20 مليون درهما (2 مليار سنتيم)، ككلفة مالية سنوية للقيام بعمليات مكافحة المضار ونواقل الأمراض والكلاب الضالة.

وتتقاضى شركة “كازا بيئة”، مقابل تدبيرها لهذا المرفق، نسبة 10 في المائة، من الكلفة المالية السنوية.

وتعهدت جماعة الدار البيضاء، وفق الاتفاقية مع شركة الدار البيضاء للبيئة، المبرمة منذ 2019، على تسهيل المأمورية أمام هذه الشركة، للقيام بالمهام الموكولة إليها على أحسن وجه.

كما تعهدت الجماعة، بوضع رهن إشارة شركة الدار البيضاء للبيئة، الموارد البشرية واللوجستيكية، وطاقم مكون من طبيب وطبيب بيطري، و84 عونا، ضمنهم 30 عونا لمكافحة الكلاب الضالة، بالإضافة إلى مقر ومكاتب ومرافق لحفظ الصحة، وتجهيزات لقيام الشركة بمهامها في محاربة الحيوانات الضالة ونواقل الأمراض والمضار.

في هذا الصدد، أوضح أحمد بريجة نائب رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، لجريدة “العمق”، “أنه يحق لكل شخص تضرر من اختصاص معين للجماعة، فإنها تتحمل مسؤوليتها المدنية، ولكل مواطن الحق في مقاضاة الجماعة أو العمالة، كلما ثبت الضرر وفق إجراءات قانونية، وذلك في إطار ضمان حقوق المواطنين والمؤسسات”.

وأضاف بريجة “أن جماعة الدار البيضاء تقوم بمجهود كبير في قضية محاربة الكلاب الضالة على وجه الخصوص، وأسندت المهمة لشركة الدار البيضاء للبيئة، بناء على اتفاقية انتداب، ورصدت لها اعتمادات مالية كبيرة جدا، لكن مشكل الكلاب الضالة سيظل قائما لأن هذه الكلاب تهاجر من عمالة لعمالة، وهذا المشكل يقابله جهد للتصدي له” بحسب تعبيره.

من جهته، قال كريم كلايبي عضو أغلبية جماعة الدار البيضاء، إن “من بين اختصاصات الجماعة، محاربة الكلاب الضالة ونواقل الأمراض والمضار، وفوضت الجماعة المهمة لشركة كازا بيئة للتكفل بها، وخصصت لها مبلغ 20 مليون درهما، وهناك مجهود تقوم به الشركة، ذلك أنها خصصت فضاء من قبل وتبحث إنشاء فضاء لاستقبال هذه الحيوانات الضالة في ظروف ملائمة تحترم القوانين التي صادق عليها المغرب”.

وتابع كلايبي في تصريح خص به جريدة “العمق”، “أنه للقضاء على الكلاب الضالة، يجب أن توضع خطة شمولية لمجموعة الجماعات المجاورة، لأن هذه الحيوانات الضالة تحج من مناطق مجاورة للدار البيضاء”، مشيرا إلى أن التفكير ينصب اليوم، حول “انتداب شركة كازا بيئة على مستوى الجهة للعمل على محاربة ظاهرة الكلاب الضالة”.

وقال المتحدث “إن المطلوب من شركة الدار البيضاء للبيئة، هو أن تحاول محاربة الظاهرة على مستوى الجهة، لأنه لا يمكن محاربة الكلاب الضالة داخل المدينة، بدون محاربتها في الجماعات المجاورة”.

وبخصوص مقاضاة سيدة لشركة “كازا بيئة” والجماعة، أكد كلايبي، “أنه يحق لكل مواطن في إطار ما يكفله له القانون أن يتوجه للقضاء لتعويضه عن ضرر ناتج عن مسؤولية الجماعة، وأنه يجب إثبات الضرر وفق مساطر القانونية، وأنه إذا تبث المسؤولية التقصيرية ستمتثل الجماعة للأحكام  القضائية وفق ما عهد فيها”.