سياسة

الوحداني لـ “العمق”: هكذا خططت “الداخلية” لإشعال سيدي إفني من أجل اعتقالي

محمد الوحداني، شخصية باعمرانية طبعت الساحة السياسية والجمعوية بسيدي إفني بكثير من الجدل، وذلك بسبب تحركاته التي بصمت عن لحظات ذات انعطافة تاريخية بعاصمة آيت باعمران، بدءً بأحداث السبت الأسود سنة 2008، ومرورا بتشكيل السكرتارية المحلية وانتهاء بترؤس المجلس البلدي لسيدي إفني، فدخول السجن بعد ذلك.

في هذه الحلقات المعنونة بـ “السر” والتي خص بها الوحداني جريدة “العمق المغربي”، نتعرف بشكل أقرب إلى شخصية الوحداني ومساره طيلة عشرين سنة من حياته، حيث يحكي عن تجربته بانتصاراتها وانكساراتها، حكايات وفاء وحكايات خيانة مقربين وأصدقاء، تقاطعت حكاية حياته مع حيواتهم.

الجزء 7: العميل السري

المكالمة:

صالح الداحا عامل إقليم إفني: مرحبا سي محمد، أنا في اجتماع حين سأنتهي سأربط الإتصال بك. أينك أنت الآن؟

الوحداني (أجابته وأنا أستغرب تجاهله معرفته بتواجدي بمدينة إفني! هنا توضح لي مكره الخبيث): واه مافراسك بأنني في افني! على أي أنا هنا منذ أيام كثيرة؛ وأنا سأسافر عندي التزامات خارج إفني.

الداحا: على أبعد تقدير سأتصل معك حوالي ساعة من اﻵن.

قطعت الإتصال وتبين لي حجم غبائي، كل مرة أذهب ضحية! كما هي عأدة الطيبين، وكما هو تاريخ كل الباعمرانيين وباستمرار، الثقة البليدة. قلت بعدها لبولقطيب ونحن نتمشى بميناء إفني: سأسافر بعيدا، فاستحسن رأيي، هناك رائحة غدر ينصبها هذا الركيبي.

غادرنا بحر إفني الهائج، إلى مقهى شعبية تقع بمحاذاة سوق الجوطيا، بحي سايس أبريل. حيث على عادتنا تناولنا العصرونية. وبعدها طلبت منه إرجاعي إلى المنزل. دخلت غرفتي غير المرتبة كعادتي! كتب وجرائد ومجلات تحتل كل الأماكن، وملابس موزعة في كل الجهات. شرعت في البحث عن هاتفي اللوحي، وسط أكوام الكتب والملابس وليتني ماوجدته! ليتني مافتحته، ما إن شغلت حسابي بالفايس بووك حتى دخلت رسائل عديدة، كان من بينها الرسالة / الفخ

الرسالة /الفخ:

صاحب الرسالة مجهول! هناك حسابات فيسبوكية كثيرة يتخذ مستعملوها أسماء غريبة، كم كنت ساذجا! كنت أقبل كل طلبات الصداقة ببراءة دون تمحيص، أو أدنى شك في من هم وراء شاشة الحائط الأزرق! براءة غبية في عالم من الخونة والبركاكة وأجهزة تسيطر على العالم الحقيقي والإفتراضي.

قرأت الرسالة

المرسل المجهول: سلام مناضلنا. من فضلك لقد حاولنا مرارا نشر نداء لتنظيم وقفة تضامنية مع الشهيد لحسن أحراد للمطالبة بفتح تحقيق في نازلة إغتياله. ولكن لم ننجح رغم محاولاتنا الثلاث في إيصال النداء إلى الساكنة، أنت أسي الوحداني الفايس تاعك مقروء والناس تتابعه بكثرة تبارك الله. أنشر لنا هذا النداء؛ الله يجازيك بخير.

وهذا ماكان. نشرت النداء / الفخ، لأنني حينما سألت كل أصدقاء المرحوم أحراد وعائلته، نفوا أن أحدهم قد ارسل لي النداء! كنت قد تابعت هذه النازلة والفاجعة التي حركت الرأي العام المحلي، وعملت على تغطيتها إعلاميا، وتوضيح كثير من ملابساتها تنويرا وتصحيحا، خصوصا حينما توصلت إلى معلومات أكيدة حول صراع داخلي بين بعض أجهزة السلطة المحلية الذين يريدون تصفية حسابات العمالة مع الدرك الملكي، وتحميل مسؤولية قتل المرحوم لأفراد الدرك الملكي ظلما؛ في الوقت الذي أخبرني فيه بعض أصدقاء المرحوم، بأن أفراد القوات المساعدة الموضوعين رهن إشارة السلطة المحلية، هم من تسببوا في دفع لحسن أحراد إلى الهاوية التي لقي فيها حتفه!

المرحوم لم يبلغ بعد 18 ربيعا من عمره، حينما حاول الهجرة السرية إلى جزر الكناري مع مجموعة من رفاقه. كان الوضع في المنطقة قد عاد إلى سابق عهده. الأمل الذي راهن عليه الجميع كي تخرج المنطقة من وضعها البئيس والفقير؛ ذهب أدراج الرياح! الهجرة السرية التي تراجعت كثيرا سنوات 2009 حتى حدود سنة 2012 عادت محاولات شباب وأطفال ونساء الأقليم إلى ركوب مغامراتها، وقد تابع العالم كارثة مايعرف في الإعلام الوطني والدولي “كارثة لانزروتي” التي ذهب ضحيتها أرواح شباب ومفقودون وسجناء إلى يومنا هذا، حيث دهست باخرة إسبانية مركبا يحمل شبابا من أبناء إفني، كلهم في مقتبل العمر، ونقلت قناة الجزيرة وقنوات دولية أخرى تفاصيل هذه الجريمة النكراء صوتا وصورة.

وإستمرت قوافل الهجرة؛ وإستمر شبح الموت، فقد الجميع مرة أخرى الأمل. لكن هذه المرة مات طفل بل قتل قبل أن يصل إلى عباب البحر الأطلسي. أصبح القتل الآن يخيم بجناحيه الثقيلتين على ساكنة المنطقة هنا في البر بعد أن حصد مئات من أبنائها بحرا! لذلك رأيت أنه من واجبي النضالي والحقوقي ليس الدفاع فقط عن طفل انتهك حقه في الحياة ولكن أيضا تحميل المسؤلية لمن قام بالجريمة وليس تلفقيها لبعض الدرك!
النداء كان يدعو الساكنة إلى تنظيم وقفة على الساعة الخامسة بجانب صيدلية تقع بحي كولومينا. أنا أساسا عملت على نشر إخبار صحافي، كعادتي في نقلي مستجدات مايقع؛ وبأنه هناك بعض أصدقاء المرحوم سينظمون وقفة يطالبون فيها بفتح تحقيق. لم اتصل بأحد من الفعاليات المحلية كي نحضّر للوقفة. كنت أستعد للسفر. وحينما اقتربت الساعة الخامسة، توصلت برسالة فايسبوكية.

الرسالة / الفخ 2:

المرسل العميل: آ فاينك أسي محمد؟

الساذج (الوحداني): !!!؟؟؟؟

المرسل العميل: آش هاد علامات التعجب والإستفهام

الساذج الوحداني: شكون أنت بعدا باش تسولني فين كاينا أنا؟ را من البارح را قلت لك غادي تقول ليا شكون نتا أو غادي نبلوكيك وزايدها دابا لا سلام لا كلام وكتسولني فين كاين؟

المرسل العميل: عطيك الخاطر ياك لا باس؟ حنا را مجموعين هنا ولبينا النداء تاعك! والناس را كيسولو عليك كلهم.

الوحداني: النداء أنت اللي درتيه وأنت اللي قلت بأنه غادي تديروا وقفة، ياك انتوما اللي دعيتوا ليها ورا وصلني من فايس آخر مجهول نفس النداء! آش دخلني أنا فهاد الأخبار تاعك.

المرسل: الناس هنا را مجموعة وبدات كتقول بأنك قولبتيها!

بقوله هذا نجح في إستفزازي، وأحسست بغليان طافح، ودماء سوداء تجري في عروقي، من يكون هذا النكرة كي يخاطبني بهذه الوقاحة؟ القدر لا مهرب عنه، حاولت الإتصال بأحد أصدقائي الذين يقطنون بالقرب من الصيدلية، التي ستكون الوقفة قبالتها، لكن هاتفه كان مغلقا. إتصلت بأحد أفراد عائلتي المستقرين بالحي لكنه لا يجيب! كنت أتصل كي أستفسر عن صحة ماقاله ذلك العميل حول أن المواطنين حقيقة يحملونني هناك مسؤولية عدم حضوري! في الأخير إتجهت صوب مكان الإحتجاج. أخدت طريقي نحو بداية الهلاك.

حينما وصلت إلى هناك كان الشارع خاليا! تفجأت وأحسست بغبن وشماتة باردة. شغلت حسابي بالفايسبوك وولجت رسائل الخاص إكتشفت أن العميل قد أغلق حسابه. تنفست الصعداء وإتجهت نحو إحدى المحلات التجارية التي يسيرها صديقي “تبغينوست” بالقرب من صيدلية القدس بحي كولومينا ، كي التقط أنفاسي وأرتشف قليلا من الماء وأشرب كأس شاي.

ما إن دخلت حتى هب للسلام علي: مرحبا بالسيد الرئيس تفضل. وفتح لي الطريق لأجلس بجانبه، حيث كات قصعة كسكس تنتظرنا. قلت له: إتصلت بك مرارا وجدت هاتفك غير مشغل. كنت أريد أن أستطلع عن مجريات الوقفة. فأخبرني أن شحن بطارية قد نفذ. وأنه لا وقفة هناك ولا يحزنون! كل محاولات اصدقاء المرحوم لتنظيم أي شكل إحتجاجي باءت بالفشل. وإختتم قوله: والرايس را العائلة تاعو مابغات حتى شي وقفة! ضرب لك كسكسو أوكان.

بدأت أزدرد لقيمات من القصعة. وبعد أن أكلت منها كفايتي. قلت له إنني سأذهب إلى زيارة إبنة عمتي التي تسكن بالقرب من محله وسأعود حينما خرجت للشارع إتجه صوبي بعض الشباب: مرحبا آ الرايس واش كاينا الوقفة باقي را البارح كانوا شي وحدين كيفرقو واحد البيان حدا الحديقة د النصر وشفنا الإخبار تاع الوقفة فالفايس تاعك. أجابتهم: بحالي بحالكم حتى أنا توصلت بالبيان في الفايس تاعي ولقيت بيان معلق في الزجاج تاع الطومبيل! هادوا اللي دعاو لهاد الوقفة فين هوم؟

أجابني أحدهم: إلى شافوك الناس غادي إيجو ورا دابا شحال من واحد فاش شافك بدا كيجي. فأجابته: لكن أي وقفة باش تنجح خاصها التنظيم وخاص اللي دعا ليها يشرف عليها. على أي ننتظروا ربما يجو دوك اللي دعاو للوقفة. بدأ الناس يتوافدون علينا، إستأذنت الحاضرين لقضاء إلتزام لي في منزل كانت قبالتنا ثم أعود بعدها. غبت لربع ساعة ثم عدت، وجدت حلقة دائرية فيها مايقارب الأربعين شخصا يرددون شعارات إحتجاجية، إلتحقت بالوقفة. وفتحت مرة أخرى الفايس بووك، وجدت العميل على الخط!

الوحداني: بصاحتك معلم؛ صيدتيني الجبان المهمة تاعك هي تجيبني لهاد المصيدة برافو عليك. دابا كل شييء بان.

العميل: أرسل فقط صورة وجه ضاحك!

بدأت الحلقة تتوسع فيها مايقارب السبعين مشاركا. إرتفع منسوب الحماس والشعارات لدى الحاضرين، بدأت جموع أخرى تلتحق بالوقفة، ثم هاهي اللجنة المنظمة تظهر بعد أن تجاوز الحضور المائة محتج، الشعارات التي كانت تؤطر الوقفة والتي كانت مرتبطة بحدث إغتيال لحسن أحراد وتطالب بفتح تحقيق في ظروف وفاة المرحوم، أصبحت شعارات سياسية تجاوز سقفها مجرد وقفة تضامنية! لاحظت تحركات مريبة لبعضهم، فجأة إذ بأحدهم يدعو إلى مسيرة في إتجاه مقر الدرك الملكي! حينها تبدى لي أن المؤامرة مازالت مستمرة وتنسج خيوطها على مهل.

تم إحضاري من الدار البيضاء إلى إفني بمكالمة هاتفية من صالح الداحا، بعدها تم إحضاري إلى هذه الوقفة برسالة من مجهول! تحت ذريعة تضامن مع طفل مغتال، وبأن الساكنة المتظاهرة موجودة ولم أجد أحدا غير سيارة الأمن وسيارة قائد الشؤون العامة بعمالة افني كي يثبتوا في محاضر المعاينة حضوري. وبعد تشكل العدد الكافي من المحتجين ترفع شعارات سياسية لا علاقة لها بموضوع الإحتجاج ومن طرف بعض الذين كانوا دائما حاضرين في كل الأشكال النضالية التي عرفتها المنطقة لكنهم أبدا لم يُعتقلوا وأبدا لم يسجنوا!

تحرك الجمع في مسيرة، فكرت بسرعة وقلت إن من يخطط لتوريطي يريد أكثر من مجرد إلحاق ضرر بشخصي ولكن يريد إفتعال أحداث في يوم له خصوصية رمزية ووطنية إنه يوم 6 نوفمبر عيد المسيرة الخضراء المرتبط بثالث مقدس وطني (الوطن) ويريد أن يضع المنطقة أمام مدفع القصر مباشرة. وفي نفس الوقت يريد إثارة فتنة مابين قبائل آيت باعمران ومؤسسة ذي رمزية في النسق السلطوي المغربي، إنها مؤسسة الدرك الملكي.

إنها مؤامرة محبكة وجيدة التخطيط! في تلك اللحظة قررت أن أضحي بنفسي ولو إقتضى الأمر أن أدفع الثمن! لن أسمح بأن تقع أية أحداث؛ والذي تنبهت إليه وتنبأت به هو الذي كان يخطط له، ما إن إقتربنا من ثانوية مولاي عبدالله حتى جاءني أحد الشباب وعانقني سلم معي ثم همس في أذني: وقف آ الرايس هاد القنبلة دابا دابا الله يرحم الوالدين هادو را دارو ليك قالب مفلس! إنسحبت معه إلى مؤخرة المسيرة. سألته: كيفاش أولدي آش كتقول؟ قال لي أنت ماكتعرفني ولكن الخير اللي درتي في بابا كيقولو لينا ليل نهار وكيوصّينا عليك دائما.

أنت تعاونتي معاه باش ايدير عملية د القلب وداكشي اللي خاصو دبرتي عليه فيه وماكان قليل. قلت له في سبيل الله داكشي. قل ليه: آش واقع؟ قال لي: من البارح وحنا كيعمرو فينا باش نضربو البيرو د الجاندارم بالحجر للوقت اللي توصل المسيرة لقدام الدرك الملكي. وأنا وحتى الأغلبية د الدراري مافراسنا واش أنت كاين ولكن فاش عرفوا واحد العدد إنسحب مللي عرفوا واش هاد القالب دار باش يورطوك الشباب كيقدروك أنت رمز تاعنا. ولكن را جابو شي دراري أخرين ورا هوما دابا ورا البوسط د الضو د كولومينا كيتسناو غار توصلو لتما ويطيح الظلام ويبدا التير.

ثم أنهى كلامه را الدراري اللي انسحبوا متضامنين معك شوف شي وحدين نوقفوا هاد المصيبة. كنا على مشارف نهاية حديقة القدس. قلت له: شحال نتوما؟ قال: عشرة. قلت له: عيط عليهوم. كانوا كلهم يافعين لم أعرف فيهم أحدا. أعمارهم تتراوح بين 17 و18 توجهت إليهم قائلا بعطف وصرامة: بسرعة غادي توجهو لدوك اللي غادي نوريكوم وتقولو ليهوم هاد الكلام: الوحداني كيقول ليكوم ضروري نوقفوا حدا الجامع مانوصلو لحدا الجاندارم را كاين اللي غادي يضرب بالحجر وضروري ننهوا الوقفة بسرعة. يلاه الله يسخر يا أبطال.

أحسست بتعاطف وتضامن في عيونهم وحركاتهم. تفحصت وجوه الحاضرين كان هناك عدد منهم تعرفت عليه. ثم بدأت العملية. ونجحت الخطة. ما إن وصلنا المستوقف المقابل لتجزئة آيت باعمران المحاذية لمسجد أوبركا، حتى ضبطنا المسيرة ضبطا. وإستعصى على تيار … تحريك المحتجين.

التهديد الآخر الذي مازال قائما هو الوقت. لأن خطة الطرف الأخر مازالت تراهن على مغيب الشمس وحلول الظلام كي تبدأ الرشق بالحجارة. هنا بدأنا نشير على الحاضرين بالإنصراف فقد نادى المؤذن لصلاة المغرب. لكن كل هذا الحذر لم يغير في القدر المتجه نحو المكتوب غير بعض التفاصيل. كان أحد المسيرين يتكلم وسط الحلقة الإحتجاجية. والعجيب! ولغريب الصدف الماكرة أشار في نهاية كلمته، وكان هذا لأول مرة، أن يمجدني أحد ما من أفراد هذا التيار: الرئيس الشرعي والمناضل الكبير الحاضر معنا سيلقي كلمة. أنا لم أطلب كلمة أصلا.

كنت منشغلا بفض الوقفة قبل أن يتورط الحاضرون والمنطقة وتاريخها في مؤامرة خبيثة سيدفع الجميع ثمنها. إذا رفضت قد يفسر هذا خطأ. أخدت الكلمة التي أردت أن أنهي بها هذه الوقفة. فإذا بالكلمة التي انهت الشكل الإحتجاجي بشكل سلمي وفرقت الجمع الحاضر دون أن يصل إلى مقر الدرك. وفوت الفرصة على من كان سيرشق بالحجارة ويوقد نيران المواجهة في يوم عيد وطني مع الدولة ومع الدرك ويورط آيت باعمران في أتون حرب لا تبقي ولاتذر.

هذه الكلمة السلمية والتي انهت كل شئ بسلام أمست دليل إدانتي وإعتمدت عليها الشرطة القضائية والنيابة العامة والأجهزة كي ترضي ليس الله أو الملك! لكن كي ترضي لوبيات إنتخابية وعامل إقليم يزعجهم تواجد المزعج محمد الوحداني في الساحة. كانت فرصتهم! توهموا أنها فرصتهم. ما إن انهيت مداخلتي حتى إنفضت الحلقة. شكرت أولئك الشباب كثيرا وقلت لهم أنتم لم تنقذوا الوحداني بل أنقذتم تاريخ منطقة ومستقبلها ويوما ما حينما ستمضي السنون ستعرفون قيمة ما فعلتم. رجعت قافلا الى صاحبي وأتممتا أنا وزيان التي كانت هناك ماتبقى من قصعة الكسكس، كان هاتفي يرن. بولقطيب على الخط: مرحبا السيد الرئيس أنا في إنتظارك أنت وخديجة على العشاء.

الوحداني: حنا را كاينين حداك في كولومينا.

بولقطيب: را فراسي انكم كاينين حدايا انا في إنتظاركم.

مرت ساعات ونحن في منزل بولقطيب تناولنا العشاء وإستمعنا للخطاب الملكي؛ هاتفي كنت أطفأته على عادتي، هاتف خديجة زيان أيضا كان غير مشغل. هاتف بولقطيب كان في وضع الصامت. حينما تفحصه وجد مكالمات عديدة. فقال: بزاف د الإتصالات الله يسمعنا خير. حينما إتصل بأحدهم، أسقط في يده وإحمر وجهه وقال: مزيان نيت فاش درت هاد لعشا. قلت له: ياك لاباس أسي لحسن فقال لي: بولعلام كلها عافية وعشرات البوطات شاعلة فيهوم العافية! الله يجعل السلامة اليوم غادي يطيحو الأرواح مصيبة هادي.

يتبع …