خارج الحدود

الصحة العالمية: تدمير مستشفى الشفاء نزع لقلب النظام الصحي بغزة

قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، إن تدمير مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة بعد حصار دام أسبوعين من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي “أدى إلى نزع قلب النظام الصحي” من القطاع، مطالبة بضرورة أخذ قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار “على محمل الجد”.

وفي معرض استعراض تقييم منظمتها الصادم للوضع في مستشفى الشفاء، الذي كان يضم 750 سريراً و25 غرفة عمليات و30 غرفة للعناية المركزة، قالت الدكتورة مارغريت هاريس للصحفيين في جنيف إن فرق الإغاثة تنتظر “منذ أيام” للحصول على إذن من السلطات الإسرائيلية للوصول إلى المنشأة الصحية المنكوبة، حيث عانى الموظفون والمرضى من “مستويات مروعة من العنف”.

وقالت: “تواصلنا مع الطاقم، وأخبرنا مديرو المستشفى أن الشفاء قد دمر، ولم يعد قادراً على العمل بأي شكل من الأشكال”، مضيفة أنه أصبح الآن في حالة من الخراب، مؤكدة أن 21 مريضاً على الأقل لقوا حتفهم أثناء حصار القوات الإسرائيلية له.

ومع تدهور الوضع في مستشفى الشفاء، اضطر الطاقم الطبي إلى نقل المرضى إلى مبنى إداري في المجمع حيث لا توجد مراحيض و”لا يوجد ماء وطعام” بحسب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، التي أفادت بأن العالقين في المكان “كانوا يتقاسمون زجاجة مياه واحدة بين 15 شخصا”.

وأشارت إلى أن الطاقم الطبي “لم تكن لديه أي وسيلة لرعاية المرضى، الذين كان الكثير منهم مصابين بجروح خطيرة أو مرضى على مستوى العناية المركزة”، ومنهم أشخاص مزودون بقسطرة بولية من دون أكياس. وقالت للصحفيين: “يمكنكم أن تتخيلوا الرعب الذي كان يحدث”.

وانسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الاثنين الماضي، من مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، مخلفا مئات الشهداء، وآثار مجازر مروعة بحق المرضى والأطقم الطبية والنازحين، مع دمار واسع بعد 14 من اقتحام المجمع ومحاصرته.

وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، عن انتهاء العملية العسكرية في المستشفى، زاعما أنها “تمت من دون إلحاق أضرار بالمدنيين والمرضى والفرق الطبية”، حسب ادعائه.

غير أن إدارة الدفاع المدني في غزة، كشفت أنها عثرت على مئات الجثث عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن عمليات انتشال جثث الشهداء لا تزال متواصلة.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، الرائد محمود بصل، إن هناك نحو 300 شهيد في مجمع الشفاء ومحيطه بعد انسحاب قوات الاحتلال، مضيفا أن الاحتلال أحرق أقسام المستشفى ودمر كل الأجهزة والمستلزمات الطبية.

وكانت إذاعة جيش الاحتلال قد كشفت أن قواتها قتلت 200 فلسطيني واعتقلت 500 آخرين، مع احتجاز نحو 900 للتحقيق، مشيرة إلى إجلاء 6 آلاف شخص خلال العملية.

وفي هذا الصدد، قالت حركة “حماس” إنه بعد انسحاب جيش الاحتلال من مجمع الشفاء الطبي تم “اكتشاف آثار عمليات إعدام مروعة وجثامين لشهداء مقيدي الأيدي مدفونين أحياء”.

وأشارت إلى أن الاحتلال قام بـ”تدمير للمباني وحرق وتجريف الأقسام، ونسف الأحياء المحيطة بالمجمع على رؤوس ساكنيها”، إلى جانب شهداء تحللت أجسادهم وتعفنت، وآخرين داستهم جنازير الدبابات، وغيرها من الفظائع، وفق تعبيرها.

واعتبرت الحركة أن “هذه الجريمة المروّعة، تؤكّد على طبيعة هذا الكيان الفاشي المارق عن قِيَم الحضارة والإنسانية، والتي فاقت جرائمه وانتهاكاته كل حدود، والمستمر في مهمّته الواضحة”، وفق بلاغ لها، تتوفر “العمق” على نسخة منه.

وأشارت إلى أن الاحتلال “ينفيذ أبشع حروب الإبادة الجماعية بحق المدنيين والبنية المدنية في قطاع غزة، دون أن يحرّك العالم ساكناً، وبدعم كامل وبلا حدود من إدارة الرئيس الأمريكي بايدن”.

وحملت “حماس” الإدارة الأمريكية، والرئيس بايدن شخصياً، “المسؤولية الكاملة عمّا جرى ويجري من جرائم ومجازر وتدمير ممنهج للحياة المدنية في قطاع غزة، وعلى رأسها القطاع الصحي والمستشفيات، والذي يتم بالسلاح الأمريكي وكل صور الدعم والإسناد العسكري والسياسي”.

وقالت إن “حجم التدمير والقتل الذي يبرع فيه العدو؛ لا يعني تحقيقه أي انتصار على إرادة شعبنا، المتشبّث بأرضه وهويته، وأن هذه الهجمة الهمجية على قطاع غزة، تؤكّد من جديد حقيقة ما يسعى له العدو بدفع أبناء شعبنا للهجرة عن أرضه تنفيذاً لمخططاته بتصفية القضية الفلسطينية”.

وطالبت “حماس” المجتمع الدولي والأمم المتحدة بـ”إدانة هذه الجريمة الفظيعة التي ارتكبها العدو الصهيوني المجرم بحق مجمع الشفاء ومحيطه والمواطنين فيه”، وطالبتهم بالتحرك الفوري للدخول إلى مدينة غزة والاطلاع على حجم الجريمة التي تعرض لها.

كما طالبت الهيئات القضائية الدولية، وخصوصاً محكمة الجنايات الدولية، بـ”البدء في إجراءات فعلية للتحقيق في الجرائم والفظائع التي حدثت في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، وفي مُجمَل الجرائم التي تحدث منذ ستة أشهر”.

وشددت “حماس” على ضرورة “نفض الغبار عن عشرات البلاغات وطلبات التحقيق في الجرائم الصهيونية بحق شعبنا الأعزل، وتنفيذ مهمّتها المنوطة بها لمحاسبة قادة هذا الكيان وتقديمهم للعدالة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *